الأطفال "صناع السعادة"
السبت، 17 يونيو 2023 01:39 م
هل قابلت بعض البشر في حياتك وشعرت أنهم منبع للسعادة والتفاؤل والطاقة الايجابية على الرغم من ان بعضهم يمر بظروف صعبة او لديهم إعاقة، والعكس صحيح قد تجد إنسانًا يملك كل ما يحلم به الآخرون لكنه تعيس أو غير راضٍ عن حياته.
ويعود هذا الاختلاف في بعض الأحيان للجينات والوراثة لكن على الأغلب يعيش الطفل بقية حياته بناء على الذكريات التي كونها في صغره والأحداث التي مرت به وكيف تعامل معها ورد فعل أبويه واصدقائه ومن يحبهم في الأوقات الصعبة التي مر بها، وهذا يعني أنه من الممكن ان نجعل طفلنا سعيدا او تعيسا بناء على طريقة تربيته فما هي الأشياء التي تجعل الطفل قادر على صناعة السعادة لنفسه ومن حوله؟ ومن هو الطفل السعيد؟
ببساطة يمكن أن تعرف إذا كان طفلك سعيد ام لا بالنظر إلى عينيه فإذا كانتا تشعان بالأمل والتفاؤل، إذا كان مرحا حاضر الذهن يتجاوب معك ويتفاعل مع كلامك ويرسم أو يسمع الموسيقى ويحب استكشاف الأشياء وحتى تحطيم اللعب وتجميعها، دليل على رغبة الطفل في الحياة وإقباله عليها، أيضا علاقة الطفل السليمة مع اصدقائه وشعوره بالفرح في وجودهم دليل على السعادة، وكم سيكون رائع إذا كان الطفل يحب العطاء وإدخال السرور على غيره.
كل السابق دليل على طفل طبيعي سعيد وبعض الأطفال يقدرون على نثر السعادة حولهم إلى درجة أنه من الممكن أن نطلق عليهم لقب "صناع السعادة"، فهو يبث الحب والمرح حوله وهذه الروح تبدأ من المنزل وعلينا أن نتفق اولا على مبدأ ثابت وهو "أن توفير كل شيء من اكل وملبس وألعاب وحتى السفر والخروج لا يكفي لتنشئة طفل سعيد"! ومن الضروري قبل أي شيء أن يرى امه وابوه سعداء لأن هذا سينقل إليه الشعور بالسعادة والاكتفاء.
ومن القواعد الأساسية في تنشئة طفل سعيد هو العبارات التي نحدثه بها، ومنها "كم أنت جميل" و"أنت تستطيع فعلها إذا حاولت" "أنا أثق فيك كثيرا"، وفي حال فشل عليك أن تدعم داخله فكرة أنه سينجح المرة القادمة وان مهما سقط يستطيع أن يقف مرة أخرى.
وفي جوانب أخرى لها علاقة بجسد الطفل ونموه وانعكاس هذا على نموه العقلي والنفسي تنظيم حياة الطفل اى مواعيد تناوله للطعام ونومه ولعبه وفق جدول ثابت، طبعا دون أن يشعر أنه في سجن ولكن بطريقة محببة تزرع في داخله النظام، وينطبق هذا على الصلاة وممارسة العبادات والذكر فمن الممكن جعلها كطقس جميل يتم الاستعداد له بالوضوء وارتداء الجلباب ووضع السجادة فيحول الصلاة إلى شيء ممتع ومحبب للنفس، وكما سيكون جميلا ان يلعب الأبوين مع الطفل لعبة تناسب عمره والخروج معه إلى المنتزه أو حتى أسفل المنزل للعب الكرة، كذلك حثه على إلقاء التحية على اصدقائه ولو حتى بكلمة "مرحبا" والابتسام في وجه من يراه، وعلاوة على هذا فهناك أنشطة تجعل الطفل سعيدا وفرحا ومنها رعاية حيوان أليف، أو زراعة نبتة، والرسم والتشكيل بالصلصال وإحساسه أنه مستقل ومسئول كل هذا ينمي داخله الاحساس بالاكتفاء الذاتي والحرية والقدرة على مواجهة الصراعات والاختلافات.
إن بناء علاقة قوية بين الطفل وأسرته هو أساس السعادة هذا ليس كلامي ولكن إقتباس عن المؤلف "ستيف بيدولف " الذي عمل طبيبا نفسيا للعائلات لأكثر من عشرين سنة، وألف كتاب "سر الطفل السعيد" وشرح فيه عما يدور فى عقول أطفالنا وكيف نتصرف حيال ذلك! وهذا الكتاب سيحررك من طرائق التربية السلبية، وسيبث فى داخلك المزيد من الحيوية والطاقة التى سوف تؤهلك لأن تسعد أطفالك وتسعد نفسك. وتساعد النصائح الموجودة في الكتاب على تدعيم عملية التواصل بين الآباء وأبنائهم من الطفولة المبكرة حتى فترة المراهقة، إنه يبث فى نفسك الثقة التى ستمكنك من أن تتعرف إلى نفسك كأب، وأن تصبح أكثر حزماً، ووداً، ووضوحا وهدواء.