مصر تحولت من الدول الأكثر تسجيلا للإصابة بـفيروس سى لصفر حالات؟.. دراسة ترصد رحلة مبادرة 100مليون صحة برعاية الرئيس السيسي فى التصدى لانتشاره
الثلاثاء، 13 يونيو 2023 08:00 م
أكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات، أن نجاح مصر في القضاء على فيروس سي من خلال مبادرة 100 مليون صحة، والتي أُطلقت بمبادرة رئاسية في عام 2018 تحت مسمى القضاء على فيروس سي والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، جاءت بعدما كانت مصر على قائمة الدول الأكثر تسجيلًا للإصابات بـ "فيروس سي"؛ في وقت كان وصل فيه عدد المصابين إلى 7% من السكان البالغين، مشيرة إلى أن المبادرة جاءت بأكبر مسح صحي شامل للكشف عن فيروس سي لأكثر من 60 مليون مواطن بالمجان.
ورصدت الدراسة، كيف وصلت مصر من أعلى معدل انتشار لـ "فيروس سي" في العالم إلى صفر حالات؟، منوهة إلى أن الدولة أطلقت مبادرة 100 مليون صحة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تهدف إلى القضاء على فيروس سي.
وأشارت الدراسة إلى أن وزارة الصحة حددت أهدافًا لفحص كل شخص في مصر يبلغ من العمر 18 عامًا أو أكثر، باستهداف عدد السكان 50 مليونًا، خلال عام واحد وتقديم العلاج على نفقة الدولة لجميع المصابين بالمرض، من خلال تقسيم الدولة إلى ثلاث مراحل، يتم فحص كل منها على مدى شهرين أو ثلاثة أشهر، وتتضمن كل مرحلة من 7 إلى 11 محافظة، ومجموعة سكانية مستهدفة من 17.9 مليونًا إلى 23.3 مليونًا.
وقُسمت المبادرة على ثلاث مراحل متتالية لمدة استمرت 7 أشهر حتى أبريل 2019، لكافة محافظات الجمهورية بتكلفة إجمالية 2.511 مليار جنيه، وتضمنت المراحل الثلاثة، لتتمثل محافظات المرحلة الأولى في الإسكندرية – البحيرة – مرسى مطروح – بورسعيد – دمياط – القليوبية – جنوب سيناء – الفيوم – أسيوط، محافظات المرحلة الثانية: شمال سيناء – البحر الأحمر – القاهرة – الإسماعيلية – السويس – كفر الشيخ – المنوفية – بني سويف – سوهاج – الأقصر – أسوان، محافظات المرحلة الثالثة: الوادي الجديد – الجيزة – الغربية – الدقهلية – الشرقية – المنيا – قنا.
ولفتت الدراسة إلى أن إجراء الفحص كان يتم من خلال جميع مستشفيات وزارة الصحة، والوحدات الصحية الأولية والريفية، والهيئة المصرية للتأمين الصحي، والمستشفيات الجامعية، وجميع مراكز الشباب في جميع المحافظات، فضلًا عن القوافل الطبية، علاوة على ذلك، كان يجري فحص المواطنين في أي مرحلة وأي مكان بصرف النظر على محل الإقامة، وجرى الاختبار باستخدام اختبار التشخيص السريع بوخز الإصبع، وكانت النتائج متاحة في غضون 20 دقيقة، وإذا تبينت الإصابة يتم تحديد مواعيد مجدولة إلكترونيًا على الفور في خلال 15 يومًا بحد أقصى، وتوجيه المريض إلى أقرب مركز مخصص للتقييم والعلاج، وقد تمكنت المبادرة من علاج ما يقرب من 4 ملايين مواطن من فيروس “سي” مجانًا، مع العلم أن المشاركة كانت طوعية.
وكشفت الدراسة أنه في إطار دور مصر في الخدمات الإنسانية، تم إطلاق مرحلة جديدة “مسح وعلاج الأجانب واللاجئين”، فـي الفترة من 1 مايو 2019 وحتى 30 سبتمبر 2019 ضمـن مبـادرة 100 مليـون صحـة، وهدفت إلـى مسـح وعـلاج الأجانـب واللاجئيـن من “فيروس سي”، من خلال عمل مسـح للوافديـن مـن الأطفـال مـن سـن 12 إلى 18عامًا، والبالغين مـن عمـر 18عامًا دون حـد أقصى.
وأكدت أنه قـد جرى فحـص 67 ألفًا و 498 مقيمًا مـن اللاجئين والأجانب المقيمين، وتقديـم العــلاج بالمجان لمن ثبتت إصابته. وقد أشادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية، بهذه الخطوة التي قامت بها الدولة المصرية.
وذكرت الدراسة أنه إجمالًا، يمكن القول بأن مبادرة 100 مليون صحة من أكبر المبادرات الصحية التي هدفت إلى التصدي للقضايا الصحية الأكثر تأثيرا على المواطن، بعد أن كانت مصر تحتل قائمة أعلى معدلات الانتشار لفيروس التهاب الكبد الوبائي “سي” في العالم، أصبحت اليوم خالية من “فيروس سي”.
وأسهمت المبادرة كذلك في تخفيف العبء الاقتصادي على الدولة، فقد قُدر سابقًا أن التكلفة الطبية المباشرة تصل إلى أكثر من 100.000 دولار، إلا أنها بلغت خلال المبادرة 131 دولارًا، مما يظهر بوضوح حجم التوفير في التكلفة من خلال فحص السكان.