كيف تسيطر على غضب طفلك؟

 

كثيرا ما نرى مشهد طفل في السوبرماركت يرمي نفسه على الأرض لأن أمه او والده رفض إعطائه ما يريد، ويتكرر المشهد في المنزل عندما يفرض الوالدين نظام معين في اللعب أو مشاهدة التلفزيون، وتظهر نوبات غضب الطفل مع كل مرة يحدث أمر يخالف رغابته، فكيف يمكن السيطرة على تلك النوبات وهل من الضروري أن نلجأ لأخصائي للتعامل مع تلك النوبات؟.

 

ومن أهم أعراض نوبات الغضب التي تصيب الأطفال التشنج والصراخ والبكاء الحاد وتكسير الأشياء وإلقاء أنفسهم على الأرض، وعدم التجاوب مع الأوامر التي تصدر من الوالدين تعبيرا عن التمرد والامتعاض.

 

في البداية علينا أن نعلم أن كل حالة يتصرف فيها الطفل بغضب تختلف عن الحالة الاخرى، فربما يكون الطفل جائع أو يرغب في النوم، لذا من المهم تنظيم أوقات نومه وفترات الطعام ومن المفيد أن ينام قليلا في فترة الظهيرة إذا كان يستيقظ مع شروق الشمس واعطائه وجبة خفيفة إذا كانت وجبة الغداء متأخرة.

 

طبعا هذه هي الحالات التي يسهل التعامل معها لكن للأسف في كثير من الأحيان تعبر نوبات الغضب عن عدم قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره، ومن هنا لا بد أن نعرف كيف نتواصل مع الطفل وأن نعرف السبب الحقيقي وراء غضبه، وأحيانا تكمن الصعوبة في أن نعلم الطفل القدرة على التعبير عن مشاعره المكتومة ليخبرنا بما يفكر ويشعر، ولكي نعرف أكثر عنه لابد أن يكون الوالدين مقربين من الطفل لمحاولة معرفة أحداثه اليومية مثلا نسأله هل خرجت اليوم إلى حديقة المدرسة؟ هل لعبت مع صديقك؟ كيف كانت حصة الرسم؟ فربما يكون طفلك يتعرض إلى التنمر في الحضانة او المدرسة وهنا تبدأ الأم بتعليمه كيف يتعامل مع الشخص الذي يتنمر عليه، وهو أمر في غاية الأهمية والخطورة أيضا فكبت الطفل لمشاعره في حالات التنمر قد يصل به إلى حالة من الإحباط ثم الاكتئاب ورفض الذهاب للمدرسة والخوف من التجمعات، وظهور بعض الأمراض النفسية المصاحبة لتلك الحالات.

 

ولكي نستطيع أن نتعامل مع نوبات الغضب التي تصيب الطفل فإن هذا يبدأ من تربية في فترة الطفولة المبكرة والتي تعتمد على تنمية حس المسؤولية لدى الطفل، وأنه صاحب القرار مثلا شاركه في ان يختار بين القميص الأزرق والأحمر وتناول طعامه بمفرده هذا ينمي داخله الشعور بالقيادة، أيضا يا حبذا الاستماع للطفل خلال نوبة الغضب والصبر حتى تنتهي تماما وعدم تعنيفه فلا يمكن مقابلة العنف بالعنف، وفي بعض الأحيان يكون الحل هو إهمال نوبة الغضب يجب وبكل هدوء الاستمرار بما أنت تفعله، مثلا التحدث مع الآخرين أو التسوق لكن دائما راقب الطفل أنه فى مأمن، تجاهل الطفل عملية صعبة لكن العكس قد تعطيهم الاهتمام الذي يريدونه وبذلك تكرر الغضب فى كل مرة، وتذكر أن الحب واحتضان الطفل هو حل كثير من المشاكل فالاهتمام بالتصرفات الجيدة يعزز لديه فكرة الاستمرار في هذا السلوك، مثلا في حالة التوقف عن الصراخ امدحهم فورا والآن أعطى كل اهتمامك للطفل، تكلم معه بدفء وعطف، وإذا كافأت التصرف الحسن الجديد سيبقى الطفل هادئا وسيتعلم فى المستقبل بأن الهدوء هو الشيء الوحيد الذي يجلب محبة الأهل وعطاياهم.

 

الشيء المهم عمله هو البقاء هادئ ولا تزعج نفسك فقط ذكر نفسك بأنه شيء طبيعى، وهناك أباء كثيرون يتعاملون مع غضب الاطفال بدون انفعال وتذكر دائما حاول تثبيت انتباههم أنت تستطيع فعل ذلك أذا كنت فى موقع وعرفت بأن الطفل سيغضب وينفعل بشدة لامحالة، يمكن التخلص من ذلك  بواسطة تثبيت انتباههم، وأشر بأصبعك مثلا إلى السيارات الرياضية الحمراء فى الطريق أو أضحك على الصور المضحكة فى المحل أو إعطاءهم لعبتهم المفضلة للعب بها.