كل ما تريد معرفته عن مسجد "الظاهر بيبرس" أيقونة العمارة المملوكية
الإثنين، 05 يونيو 2023 03:17 مإيمان محجوب
شهدت مصر في السنوات الأخيرة تجديد وترميم عدد من المساجد الأثرية منها: الجامع الأزهر الشريف ومسجد عمرو بن العاص ومسجد أحمد بن طولون ومسجد الظاهر بيبرس الذي تم افتتاحه، أمس الأحد، بحضور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ووزير السياحة والأثار أحمد عيسي وبعض سفراء الدول الاسلامية.
ويعتبر الظاهر بيبرس المؤسس الحقيقي لدولة المماليك البحرية، ومسجده أيقونة العمارة المملوكية في مصر، حيث بدأ بنائه سنة 665 هجرية - 1267 ميلادية، وافتُتِح للصلاة فى شوال 667 هجرية/1269 ميلادية، وظلت الشعائر الدينية مقامة بالجامع حتى أوائل القرن السادس عشر الميلادى حين عجزت الدولة فى ذلك الوقت عن الصرف عليه نظرا لاتساع رقعته فساءت حالته، وتدهورت حيث حوله العثمانيون إلى مخزن للمهمات الحربية.
ولما جاء الفرنسيون إلى مصر، ركّبوا فيه المدافع واتخذوه قلعة،ثم تحول في عصر محمد علي إلى معسكر لطائفة التكارنة السنغالية، ثم إلى مصنع للصابون وأخيرا تحول إلى مذبح في عهد الاحتلال الإنجليزي، وفي سنة 1893 اهتمت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع ومحاولة إرجاعه إلى مهمته الأصلية.
حيث ورد ذكر هذا الجامع في تاريخ المقريزي، ويعتبر هذا الجامع من أكبر جوامع القاهرة حيث تبلغ مساحته 103 في 106 مترات ولم يبق منه سوى حوائطه الخارجية وبعض عقود رواق القبلة، وأبقى الزمن على كثير من تفاصيله الزخرفية سواء الجصية منها أو المحفورة في الحجر.
وتولت شركة المقاولون العرب منذ 2019 إعادة إعمار المسجد وبناء ما تهدم منه وتثبيت منسوب المياه الجوفية وتجديد أعمدته الرخامية وإعادة عناصره المعمارية المميزة ، وذلك تحت إشراف وزارة الآثار.
وشملت أعمال التطوير تقوية أساسات الأعمدة والمنبر، وترميم بعض المناطق بالمسجد للوصول إلى الشكل الأصلي له، والحفاظ على صبغته التاريخية، وترميم أعمدته الرخامية البالغ عددها 60 عمودا.
بالاضافة إلي تطوير إيوان جهة الشمال الغربي بمساحة 1040 مترا مربعا، وإيوان جهة الشمال الشرقي بمساحة 880 مترا، وإيوان جهة الجنوب الغربي بمساحة 880 مترا، بالإضافة إلى مداخل الإيوانات.
ويشبه تخطيط مسجد الظاهر بيبرس، المسجد النبوي في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وهو التخطيط نفسه الذي جاء عليه جامع أحمد بن طولون، من حيث الصحن المحاط بـ4 إيوانات وتعلو محرابه قبة.
جديرا بالذكر أن المؤرخين أكدوا أن الظاهر بيبرس شغل كرسي سلطنة المماليك (سبعة عشر عاما)، وهي مدة طويلة لم يبلغها أحد من سلاطين دولة المماليك البحرية، باستثناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
وفي بقاء السلطان الظاهر بيبرس مدة طويلة في سدة الحكم، دليل على قوته ونجاح سياسته في الحكم من ناحية، وهو -أيضا- دليل على استقرار المجتمع واستتباب الأمن -في عهده- من ناحية أخرى، ويجمع المؤرخون على أن الظاهر بيبرس هو أكبر مؤسس للنظام الإداري، وهو واضع أصوله وقواعده في مصر والشام في العصر المماليكي، وهو رائد الإصلاحات المتنوعة في شتى المجالات في ذلكم العصر.