تثبيت النبي للصحابة وأمثلة من السيرة النبوية
الخميس، 01 يونيو 2023 11:34 م
يعكس تثبيت النبي للصحابة عمق العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بهم، والتزامه الكامل وتوجيههم وتعليمهم، وهو ما جعل الصحابة يستطيعون الاستفادة من خبراته ومعرفته في الحياة الدنيا والآخرة، والذي ساهم في نشر الدعوة الإسلامية وتقوية صفوف المسلمين في الشدائد.
تثبيت النبي للصحابة
تثبيت النبي للصحابة يشير إلى قوة الثقة التي كان يمنحها النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابة -رضي الله عنهم-، والتزامه بتعليمهم الإسلام وتوجيههم في الحياة الدنيا والآخرة، وفي اللغة التثبيت (من ثَبَتَ) يعني استقرار أو دوام الشيء، واصطلاحًا قال ابن تيمية أن التثبيت هو القوة والمكنة، وذلك مثل قوله تعالى: "وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا" [النساء: 66].
وقال ابن القيم عن التثبيت أن منشؤه من القول الثابت، وأن يفعل العبد ما أُمر به، وفي هذين الأمرين يثبت الله العبد، وكلما كان العبد أكثر ثباتًا كلما كان أحسن فعلًا، وقال تعالى: " وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا" [النساء: 66]
ومن صور تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم:
تعليم النبي للصحابة الإسلام والأخلاق والقيم الإنسانية العالية، وتوجيهه الصحابة في مختلف الأمور الدينية والدنيوية.
دعم النبي للصحابة في مواقف الشدة والصعوبات، وتشجيعه لهم على الصبر.
إظهار المحبة والإخاء والتعاون مع الصحابة، وتعزيزه للعلاقات الإنسانية الطيبة بينهم.
الاهتمام بتدريب الصحابة وتعليمهم العلوم والمهارات اللازمة لتنمية مجتمع المسلمين.
أهمية تثبيت النبي للصحابة
تكمُن أهمية تثبيت النبي للصحابة في الأمور التالية:
تثبيت النبي للصحابة يعني توجيههم في جميع جوانب الحياة المختلفة، وتعليمهم الإسلام وترسيخ قيمه في نفوسهم، مما يساهم في الحفاظ على تعاليم الإسلام ونشرها.
المساهمة في بناء وتكون مجتمع إسلامي متعاضد ومبني على الحب والإيثار والتعاون.
تعزيز العلاقات الإنسانية بين صفوف المسلمين في المواقف والظروف المختلفة.
أمثلة على ثبات الصحابة
كان العديد من الصحابة -رضي الله عنهم- شديدي الصبر والثبات على جميع الأذى من قريش والكفار، وبذلك أظهروا ثباتهم على الإسلام، ومنهم:
عثمان بن عفان
روي عن عن محمد بن إبراهيم بن حارث التيمي: "لما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطًا وقال: أترغب عن ملة آبائك إلى دين مُحْدَث؟ والله لا أحلك أبدًا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين، فقال عثمان: والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه، فلما رأى الحَكم صلابته في دينه تركه"
بلال بن رباح
قال ابن كثير: "كان بلال رضي الله عنه يأبى عليهم ذلك وهم يفعلون به الأفاعيل، حتى أنهم ليضعون الصخرة العظيمة على صدره في شدة الحر، ويأمرونه أن يشرك بالله فيأبى عليهم وهو يقول: أَحَدٌ، أَحَد، ويقول: والله لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها لقلتها رضي الله عنه وأرضاه" وهو مؤذن الرسول عليه الصلاة والسلام.