لا تزال الطبيعة تعلن عن غضبها بين البراكين والزلازل والفيضانات، ربما كان أكثرها عنفا مؤخرا، بركان بوبو فى المكسيك حيث حذرت السلطات المكسكية، ملايين الأشخاص، مطالبة بالاستعداد لإجلاء محتمل، بعد تزايد خطر أكثر بركان نشط فى البلاد، والذى بدأ بنثر الرماد فى العديد من البلدات المجاورة منذ الأسبوع الماضي.
وقد أدى الرماد المنتشر من بركان "بوبوكاتيبيتل" المعروف باسم "بوبو" الواقع بمنتصف البلدة، إلى تأجيل عدد من رحلات الطيران بمكسيكو سيتى، كما أغلقت السلطات المدارس فى الكثير من المناطق المجاورة.
يعيش حوالى 25 مليون شخص فى محيط 60 ميلًا من البركان، الذى يبعد حوالى 45 ميلًا جنوب شرق مكسيكو سيتى، ويقع بين ولايات موريلوس وبويبلا وولاية المكسيك.
ورفعت هيئة الحماية المدنية (CNPC)، حالة التأهب إلى "المرحلة الصفراء 3"، فى منطقة تضم حوالى 3 ملايين شخص ممن يعيشون بالقرى والمناطق القريبة من البركان، مع الاستعداد التام لإخلاء محتمل.
حرائق كندا وجنوب أوروبا
حرائق الغاباتومن البراكين إلى حرائق الغابات، فقد انتشرت حرائق الغابات فى أوروبا وكندا وأمريكا الشمالية حتى أصبح ظاهرة فى ظل موجات الجفاف المتعاقبة التى ضربت الجنوب الأوروبى وشمال أميركا الشمالية تحديدا فى كندا، فالمناخ الأوروبى يشهد ارتفاعا فى درجة الحرارة وصل إلى 20% عن باقى الأقاليم المناخية فى الكوكب، وبالتالى تكون الأجزاء الجنوبية منه، إسبانيا، البرتغال، فرنسا وإيطاليا وأجزاء من بريطانيا ضمن دائرة الخطر خلال أيام الصيف الجافة المقبلة.
فى هذا الإطار التهمت الحرائق مساحات شاسعة فى كندا وجنوب أوروبا الأيام الأخيرة، وقد استعرت الحرائق فى غرب كندا بداية من الشهر الجارى لتلتهم مساحات شاسعة من الغابات، وأجبرت 30 ألف شخص على ترك منازلهم فى مقاطعة ألبرتا.
وأظهرت صور القمر الاصطناعى التى التقطتها خدمة "كوبرنيكوس" لمراقبة الغلاف الجوى (CAMS) التابعة للاتحاد الأوروبى، انتقال الدخان المتصاعد من الحرائق عبر أميركا الشمالية. وفق سكاى نيوز.
كما شهدت غابات غرب إسبانيا اشتعال الحرائق وسط رياح تصل سرعتها إلى 60 كم/ الساعة. ووفق التقديرات، التهمت الحرائق 80 كيلومترا من الغابات.
فيضانات الجزائر
وعلى صعيد متصل، عاشت الجزائر أوقاتا عصيبة بعد تعرض مناطق منها لأمطار غزيرة وسيول ما تسبب بغلق العديد من الطرقات، وانقطاع للتيار الكهربائي.
وأمام الفيضانات التى حاصرت مقاطعات كاملة، أعلنت الداخلية الجزائرية تسجيل حالتى وفاة إثر الكارثة.
ومن المشاهد المؤثرة، ما تعرضت له طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، حيث عثر على جثتها التى جرفتها السيول على بعد 5 كيلومترات ببلدية بوحشانة بولاية قالمة شرق البلاد، وطفل آخر يبلغ من العمر 9 سنوات توفى ببلدية خميستى بولاية تيبازة المجاورة للعاصمة الجزائرية، متأثرا بجروح إثر تعرضه لانهيار جدار الملعب الجواري.
كما ذكرت الداخلية أن عددا من المنازل والبنايات والمرافق العمومية لاسيما المدارس، تضررت بفعل ترب المياه إليها وارتفاع منسوبها، مؤكدة إعادة السير العادى لحركة المرور بعدد من الولايات، بعد استكمال عمليات امتصاص المياه.
وفى اليمن تسببت الفيضانات التىاجتاجت البلاد مؤخرا، فى مقتل 31 شخصًا وإصابة 37 آخرين
وفى هذا السياق، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، أن الفيضانات دمرت البنية التحتية للرى عبر الأودية الرئيسية فى البلاد.
كما تسببت الأمطار الغزيرة فى سقوط صخور خطيرة فى مديرية يريم بمحافظة إب (وسط البلاد) حسب المنظمة.
وأشارت إلى أن محافظات (المحويت، وحجة، وذمار، وإب، وأمانة العاصمة، وصنعاء، وريمة) شهدت أكبر نسبة من هطول الأمطار خلال الشهر الماضي.
ومنذ مطلع مارس الماضى تشهد عدة محافظات يمنية أمطارًا غزيرة وسيول جرافة تسببت بوفاة العشرات، فضلًا عن أضرار مادية كبيرة فى المنازل ومخيمات النازحين وجرف العديد من الأراضى الزراعية والممتلكات.
