الأزهر الشريف يضع دليلا للحجاج.. شرح مبسط لما يجب على الحاج فعله قبل وأثناء أداء الركن الخامس من الإسلام
الثلاثاء، 02 مايو 2023 09:00 م
لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك"، أيام معدودات ويبدأ حجاج بيت الله الحرام مناسك أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.
الأزهر الشريف أعد لحجاج بيت الله الحرام شرحا مبسطاً لكل مناسك الحج حتى يسهل على ضيوف الرحمن آداء ذلك الركن العظيم وذلك على النحو الآتى:-
الإحرام - دخول مكة والطواف - السعي بين الصفا والمروة - التحلل من الإحرام:
الإحرام:
إذا أتى الميقات فيتجرد من ثيابه ويغتسل كما يغتسل من الجنابة، ويتطيب بأطيب ما يجد من الطيب، وكذلك تفعل المرأة ولو كانت حائضًا أو نفساء، ولا يضرهما بقاء الطيب فى الثوب والبدن بعد الإحرام.
ويلبس الرجل ملابس الإحرام، وتلبس المرأة ما شاءت من الثياب.
ويصلى إن حضر وقت فريضته، وإلا صلى ركعتين بنية سنة الوضوء، فإذا فرغ نوى الإحرام بعمرة بعد أن يركب راحلته (سيارته) حامدًا مكبِّرًا مستقبلًا القبلة، ويقول: (لبيك اللهم عمرة).
ومن كان فى طائرة، فإنه يحرم إذا حاذى الميقات وكان فوقه، ويكون متأهبًا قبل الإحرام بالغسل والطيب وملابس الإحرام.
فإذا أهلَّ بالعمرة لبّى: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، ويرفع الرجل بها صوته، وترفع المرأة بقدر ما تسمع من يجنبها.
وينبغى للمحرم أن يكثر من التلبية خصوصًا عند تغير الأحوال والأزمان مثل أن يعلو مرتفعًا أو أن ينزل منخفضًا، أو أن يُقبل الليل والنهار، وتلبى المرأة وإن كانت حائضًا، ولا تُقطع التلبية إلا عند ابتداء الطواف.
دخول مكة والطواف
فإذا وصل مكة، أسرع إلى المسجد الحرام، ويتقدم إلى الحجر الأسود، فيستلمه (يلمسه) بيده اليمنى ويقبِّله –إن تيسَّر- وإلا استلمه وقبَّل يده، فإن لم يستطع أشار إليه بيده ويكبِّر ولا يقبل يده، والأفضل ألا يزاحم فيؤذى الناس ويتأذى بهم.
ثم يطوع – جاعلاً الكعبة عن يساره - فإذا بلغ الركن اليماني استلمه من غير تقبيل –إن تيسَّر- فإذا كان بين الركن اليمانى والحجر الأسود قال: {رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} فإذا بلغ الحجر الأسود فقد أتم شوطًا ويفعل عنده ما تقدم، ثم يطوف حتى يكمل سبعة أشواط.
وينبغى للرجل – دون المرأة - فى هذا الطواف أن يضطبع من بداية الطواف إلى انتهائه، ويرمل (يسرع المشى) فى الأشواط الثلاثة الأولى فقط، ويمشى كعادته فى الأربعة الأخرى.
فإذا أتم طوافه صلَّى ركعتين خلف مقام إبراهيم، يقرأ فيهما {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
ثم يذهب إلى زمزم فيشرب منها ويصب على رأسه.
ثم يرجع إلى الحجر الأسود فيستلمه إن تيسَّر.
السعى بين الصفا والمروة
ثم يخرج إلى المسعى، فإذا دنا من الصفا قرأ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ} ويقول: أبدأ بما بدأ الله به.
ويرقى على الصفا حتى يرى الكعبة فيشتبلها قائلاً: «لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» ويدعو بما شاء، ويفعل ذلك ثلاث مرات.
ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشيًا، ويسرع الرجل –دون المرأة- بين العلمين الأخضرين.
فإذا وصل إلى المروة فعل مثلما فعل على الصفا، وهذا شوط، ثم ينزل إلى الصفا وهكذا حتى يكمل سبعة أشواط (الذهاب شوط والعودة شوط).
التحلل من الإحرام
إذا أتم سعيه حلق رأسه أو قصَّر شعره، والتقصير –هنا- أفضل لا سيما إذا كان وقت الحج قريبًا، والمرأة لا تحلق وإنما تقصر.
ثم يلبس ملابسه المعتادة ويحل له كل ما كان محرمًا عليه بالإحرام، من جماع وغيره، حتى يأتي وقت الحج.
يوم التروية:
(*)
يسمى اليوم الثامن من شهر ذى الحجة "يوم التروية"
(*)
فى وقت الضحى من هذا اليوم, تُحرِم من المكان الذى أنت نازل فيه حيث تنوي أداء مناسك الحج, وتقول: لبيك حجاَ وهو ما يسمى ب(الإهلال بالحج)
(*)
ثم تنطلق إلى منى وأنت تلبي حيث تصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر كل صلاة فى وقتها
(*)
وتصلي الرباعية منها ركعتين قصراَ بلا جمع, ولا فرق بين الحجاج من أهل مكة وغيرهم فالجميع يقصر الصلاة
(*)
ثم تبيت فى منى هذه الليلة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
يوم عرفة:
اليوم التاسع من ذي الحجة
(*)
إذا صليت الفجر.. وطلعت عليك الشمس فانطلق إلى عرفة وأنت تلبى و تكبر وترفع بذلك صوتك
(*)
يكره لك صيام هذا اليوم حيث وقف النبى صلى الله عليه وسلم مفطراَ إذ أُرسِل إليه بقدح لبن فشربه
(*)
من السنة أن تنزل فى نَمِرَة إلى الزوال إن أمكن
(*)
ثم تكون هناك خطبة وبعدها تصلى الظهر والعصر جمع تقديم بركعتين لا يُجهر فيهما بقراءة القرآن وتكون بأذان وإقامتين. ولا تصلى بينهما ولا قبلهما شيئاَ من النوافل
(*)
ثم تدخل عرفة وتتأكد أنك داخل حدودها لأن وادى عَرْنة ليس من عرفة
(*)
عرفة كلها موقف.. وإن تيسر لك أن تقف عند الصخرات أسفل الجبل - الذى يسمى جبل الرحمة وتجعله بينك وبين القبلة فهو أفضل
(*)
وليس من السنة صعود الجبل, كما يفعل بعض الناس
(*)
أثناء الدعاء تستقبل القبلة رافعاً يديك تدعو بخشوع وحضور قلب حتى الغروب و لا تخرج من عرفة إلا بعد غروب الشمس
(*)
بعد الغروب تنظلق إلى مزدلفة بهدوء وسكينة حيث تصلى المغرب والعشاء جمعاً وقصراً فإن كنت تخشى أن لا تصل إلى مزدلفة إلا بعد منتصف الليل بسبب الزحام أو غيره, فإنه يجب عليك أن تصلى ولو فى الطريق, والمهم فى ذلك أن تصلى الصلاة قبل أن يخرج عليك وقتها
(*)
ثم تنام حتى الفجر.. أما الضعفاء والنساء فيجوز لهم الذهاب إلى منى بعد منتصف الليل والأحوط بعد غيبوبة القمر
(**)
وجوب المبيت فى مزدلفة لقوله صلى الله عليه و سلم "خذوا عنى مناسككم" ولقوله تعالى "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام "- فهذا الأمر القرآنى الصريح يدل على أنه لابد من ذكر الله عند المشعر الحرام بعد الإفاضة من عرفات . ومزدلفة كلها موقف, تدخل فى مسمى المشعر الحرام, أما المعذور فله أن يذكر الله ليلاً
يوم الحج الأكبر
(*)
يسمى اليوم العاشر من ذى الحجة وثالث أيام الحج بيوم "النحر"
(*)
لابد من صلاة الفجر لجميع الحجاج فى مزدلفة إلا الضعفاء والنساء, يجوز لهم الذهاب إلى منى بعد غيبوبة القمر
(*)
بعد صلاة الفجر والإنتهاء من الأذكار تستقبل القبلة: فتحمد الله وتكبره, وتهلله, وتدعوه حتى يسفر الصبح جداً
(*)
ثم تنطلق قبل طلوع الشمس إلى منى ملبياً وعليك السكينة
(*)
إذا مررت بوادى مُحَسِّر تسرع السير إن أمكن
(*)
تلتقط سبع حصيات من أى مكان من طريقك أو من منى, وتستمر فى التكبير والتلبية ولا تقطع التلبية إلا مع بداية الرمى ثم عليك ما يلى:
(**)
ترمى جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى وتكبر مع كل حصاة
(**)
تذبح الهدى وتأكل منه وتوزع على الفقراء, قال الله تعالى: "فكلوا منها و أطعموا البائس الفقير" والذبح واجب على المتمتع والقارن فقط وتقول عند النحر: "بسم الله, والله أكبر, اللهم هذا منك ولك, اللهم تقبل منى"
(**)
ثم تحلق أو تقصر مع تعميم الرأس كله والحلق أفضل مبتدئاً, باليمين, وهذا الحلق فيه كمال الخضوع والذل و الإنقياد لله عز وجل. أما المرأة فتقصر بقدر أنملة, وهى طرف الأصبع. وبذلك تتحلل التحلل الأول فتلبس ثيابك وتتطيب, ويحل لك جميع محظورات الإحرام إلا النساء فلا يحل لك الجماع إلا بعد طواف الإفاضة والسعى إن كان عليك سعى فإذا جامع الرجل زوجته بعد رمى جمرة العقبة فحجه صحيح وعليه دم شاة توزع على فقراء الحرم
(*)
بعد ذلك تذهب إلى مكة وتطوف طواف الإفاضة بدون رمل ثم تصلى ركعتى الطواف ولقد طاف النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا اليوم متطيبا لابسا الملابس العادية
(*)
ثم تسعى والسعى على المتمتع, وكذا على القارن والمفرد اللذين لم يسعيا مع طواف القدوم, وبذلك تتحلل التحلل الكامل
(*)
وتشرب من ماء زمزم وتصلى الظهر فى مكة إن أمكن
(*)
ثم عليك المبيت بمنى باقى الليالى
يوم التشريق الأول:
اليوم الحادي عشر من ذي الحجة
(*)
اليوم الأول من أيام التشريق وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله" رواه مسلم
(*)
يبدأ رمى الجمرات الثلاث بعد الظهر أى بعد الزوال حيث تجمع إحدى وعشرين حصاة من أى مكان من منى
(**)
فتبدأ برمى الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى التى تسمى العقبة
(**)
ترمى كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى وتكبر مع كل حصاة
(*)
والأفضل فى رمى الجمرة الصغرى والوسطى أن ترميها وأنت مستقبل القبلة والجمرة بين يديك ثم تتقدم على الجمرة أمامها بعيداً عن الزحام فتستقبل القبلة وتدعو طويلاً
(*)
وترمى جمرة العقبة مستقبلها جاعلا الكعبة عن يسارك ومنى عن يمينك ثم تذهب ولا تقف للدعاء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقف بعدها
يوم التشريق الثاني:
اليوم الثاني عشر من ذي الحجة
(*)
يلزمك المبيت بمنى هذه الليلة
(*)
وبعد الظهر ترمى الجمرات الثلاث وتفعل كما فعلت فى اليوم الحادى عشر فترمى بعد الظهر والصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى
(*)
وتقف للدعاء بعد الصغرى والوسطى
(*)
وبعد أن تنتهى من الرمى إن أردت أن تتعجل فى السفر جاز لك
(*)
إن نويت التعجل فيلزمك الانصراف من منى قبل غروب الشمس وتطوف طواف الوداع
(*)
لكن التأخر للحاج أفضل لقول الله تعالى "فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى" ولفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنيل فضيلة الرمى
(*)
إذا أمكنك أن تصلى أثناء بقائك فى منى أيام التشريق فى مسجد الخيف كان أفضل, لأنه "صلى فى مسجد الخيف سبعون نبياً"
يوم التشريق الثالث:
اليوم الثالث عشر من ذي الحجة
(*)
بعد المبيت بمنى ليلة الثالث عشر ترمى الجمرات الثلاث بعد الزوال وتفعل كما فعلت فى اليومين السابقين
(*)
فإن عزمت الرجوع إلى بلدك فطف طواف الوداع, أما الحائض والنفساء فليس عليهما طواف وداع, إلا إذا طَهُرَتا قبل السفر فوجب عليهما
(*)
قال الله تعالى "وأتموا الحج والعمرة لله"
وبذلك تمت مناسك الحج
ويستحب للحاج أن يزور المسجد النبوى بالمدينة، لكنه ليس من مناسك الحج كما يظنه كثير من الناس