الدواء فيه سم قاتل

أبلغتني صديقة بأنها وقعت في فخ "نصابين" السوشيال ميديا الذين يستغلون رغبة البعض في القضاء على الوزن الزائد بشكل سهل وسريع، بعد أن طلبت أقراص للتخسيس من صفحة باسم طبيبة متخصصة في أمراض السمنة والنحافة والتغذية على موقع فيس بوك، بعد أن ظهر لها إعلان يتحدث عن قوة هذا الدواء الألماني في القضاء على الدهون وسد الشهية، وعندما تفقدت التعليقات وجدت العديد من الآراء التي تمدح المنتج وتُأكد نجاح تجربته، فقررت إرسال طلب للشراء وبالفعل بعد يومين وصلها الدواء الذي اقترب سعره من الألف جنيه، وهو عبارة عن كورس مكون من علبتين يتم تناولهما بشكل تبادلي.

بمنتهى السعادة والأمل في تحقيق حلم الرشاقة فتحت الصديقة إحدى العلبتين، ورغم أنها كانت محكمة التغليف إلا أنها تحتوي على بودرة تسربت من بعض الأقراص بشكل يثير الريبة في سلامة الدواء وأمان مصدره، ومع شعورها بالقلق والريبة قامت بفتح العلبة الأخرى والتي تحمل علامة مائية من الخارج وهو دليل على أن المنتج أصلي، إلا أنها حاولت إيجاد الرقم التسلسلي الذي من المفترض أن يدون على جميع الأدوية فلم تجده!

المفاجأة أنها عندما دخلت على الموقع الخاص بالشركة المنتجة لهذا الدواء وجدت أن بلد المنشأ هي انجلترا أصلا وليست ألمانيا، وعندما حاولت البحث في الموقع عن مكونات المنتج طُلب منها ملأ خانة الرقم التسلسلي المدون على شريط الدواء!

 قررت مراسلة الصفحة التي حصلت منها عليه وحاولت الاستيضاح من الطبيبة المزعومة التي تقوم بشكل شخصي بالرد على المرضى، فإذا بها تتهرب وحين سألتها عن عنوان العيادة اخبرتها أنها في "مرسى علم"، بالطبع اختارت أقل المدن سكانا وأبعدها في الخريطة عن العاصمة كي يصعب التأكد من هويتها الحقيقية، وعندما تمت مواجهتها بعدم وجود رقم تسلسلي وأن المنتج الأصلي يجب أن يكون إنجليزيا وليس ألمانيا اختفت الطبيبة واستخدمت خاصية المنع أو "block"، وبذلك تأكدت الصديقة من وقوعها في الفخ وأن هذه الأقراص من منتجات مصانع "بير السلم".

وبالرغم من أنها استعوضت الله في ما خسرته من مال مقابل دواء مغشوش، إلا أنها حمدته لأنه أنقذها من تناول منتج مجهول الهوية قد يكون فيه سم قاتل.

قررت الصديقة أن تكون إيجابية وأن تنقذ غيرها من الوقوع في براثن هؤلاء النصابين، ليس فقط خوفا من خسارة المال ولكن الأهم هو الخوف على دمار صحتهم التي لا تقدر بمال، وقامت على الفور بتقديم بلاغ على الخط الساخن بشكاوى وزارة الصحة وسلامة الدواء وتقديم كافة المعلومات عن صفحة الطبيبة المجهولة، كي تتحرى الجهات المسؤولة عن الأمر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ومن خلال هذا المنبر أتوجه للسيد وزير الصحة بمنع بيع الدواء دون ترخيص على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، واتخاذ إجراءات صارمة تجاه من يقوم بهذا الأمر وفرض عقوبات رادعة لأن كل منتج مغشوش يتم تناوله قد يودي بحياة مواطن أو يدمر صحته، فالقضية مسألة حياة أو موت و يجب التصدي لها بقوة، خصوصا مع انتشارها بشكل كبير دون رقيب أو حسيب.

ونصيحتي الأخيرة لكل مواطن "صحتك بالدنيا" فلا تخاطر بتناول أي دواء مجهول المصدر يتم شراؤه من صفحات مجهولة أيضا، فالدواء لا يكون إلا من خلال الصيدليات المرخصة وتحت إشراف طبيب فقط. 

حفظ الله الجميع وسلمهم من كل شر.