مصر السند لـ"ولادها" وأشقائها.. إجلاء سريع للمصريين في السودان.. وانعقاد مستمر لخلية الأزمة.. وتقارير دورية للرئيس
السبت، 29 أبريل 2023 06:51 م
احترافية شديدة وتنسيق بين أجهزة الدولة لتنفيذ عملية الإجلاء وسط مشهد شديد التعقيد
العائدون: نعمة الأمن والأمان في بلدنا لا تقدر بثمن.. لم نشك لحظة فى تدخل الدولة لإنقاذنا ومتابعة الرئيس زادتنا اطمئنانا
السودانيون يشيدون بتسهيل إجراءات المرور ويشكرون الرئيس السيسى.. ويؤكدون: توجهنا للمحروسة لأنها آمنة ودخولنا يتم بسهولة
بتناغم شديد وتنسيق على أعلى مستوى، ومتابعة دقيقة ولحظية من الرئيس عبد الفتاح السيسى، شهدت القاهرة الأسبوع الماضى، اجتماعات مكثفة ومتتالية لخلية الأزمة التي تم تشكيلها للعمل على إجلاء المصريين من السودان، بالتنسيق المستمر مع الجانب السوداني لتوفير ممرات آمنة.
ووفقاً لما أكدته مصادر لـ"صوت الأمة"، فإن هناك متابعة لحظية من الرئيس السيسي لعمل خلية الأزمة المعنية التي تم تشكيلها من وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والهجرة وجهاز المخابرات العامة، مشددة على أن التكليف الرئاسي لأعضاء الخلية كان واضحاً منذ البداية وهو الحرص الشديد على توفير كافة الإمكانيات لتنفيذ عملية الإجلاء، حيث وجه الرئيس السيسى بتقديم كافة أشكال الدعم لعملية إجلاء المصريين من السودان، كما يتلقى الرئيس تقارير دورية من خلية الأزمة.
والأثنين الماضى، بدأت الطائرات المصرية في نقل المصريين تباعاً إلى مطار شرق القاهرة، بعد نجاح السلطات المصرية في عملية إجلائهم، كما أن هناك رحلات برية أخرى تصل عن طريق معبر أرقين الذي يستقبل جنسيات أخرى والذي يقدم كافة التسهيلات لجميع المواطنين القادمين من السودان.
وأدارت مؤسسات الدولة ملف عودة المصريين من السودان بحكمة واحترافية شديدة، بما تمتلكه مصر من خبرات كافية وقادرة على إجلاء مواطنيها في البلاد الأخرى التي تشهد أحداثًا ساخنة، مما يعكس قدرة أم الدنيا ورجالها حماية أرضها وأبنائها في كل الظروف وعلى الأراضي كافة.
وأكد مراقبين أن عودة الجنود والمواطنين المصريين يؤكد قدرة الدولة المصرية على حماية أبنائها في الداخل والخارج، وما تملكه المؤسسة العسكرية من قدرة على التعامل مع مختلف قضايا الأمن القومي المصري بحرفية ومهنية وفاعلية، مشيدين في الوقت نفسه بدعوة الرئيس السيسى واستعداد مصر للوساطة في تجاوز الأزمة، حيث إنها دعوة جادة هدفها الحرص على استقرار السودان ووحدة أبناء شعبه، معربين عن تأييدهم دعوة الرئيس للأطراف السودانية لحقن الدماء والاحتكام للمفاوضات وإعلاء المصلحة العليا للوطن، وأكدوا أن مصر دائمًا تغلب العقل والحكمة في التعامل الأشقاء من دول الجوار، وتعمل علي تقريب وجهات النظر من أجل الحفاظ على وحدة الدول وقوة مؤسساتها.
وسخرت الدولة طاقاتها لإعادة مواطنيها من السودان بالتنسيقِ مع السلطات في الخرطوم، وهو الأمر الذى أشاد به أبناء الجالية المصرية فور وصولهم مطار قاعدة شرق القاهرة الجوي قادمين من السودان، حيث وجهوا الشكر للرئيس السيسي والقيادة السياسية على الجهود الكبيرة لإعادتهم إلى مصر في ظل الأوضاع بالسودان، وقال مصطفى فخري طالب مصري بكلية شرق السودان، إنه يجب على المصريين أن يعرفوا جيدا نعمة الأمن والأمان التي يعيشون بها في مصر، مشيرا إلى أن الدرس الذي تعلمه من تلك الأحداث هو أنه يجب على جميع المصريين أن يحافظوا على دولتهم وتماسكها وتقدمها، لافتاً إلى أنه يدرس بكلية الطب في السنة الدراسية الرابعة، مؤكدا أنه لولا جهود السفارة المصرية بالسودان، والقوات المسلحة المصرية وأجهزة الدولة، ما كان يعلم ماذا سيكون مصيره، مؤكدا أنه يشعر بالفخر بالدولة المصرية وجهودها في حماية أبنائها.
وقال أمير عبدالحميد أحد الطلاب المصريين بالسودان، إنه لم يتوقع رد الفعل السريع من الدولة المصرية، لافتا إلى أن أعضاء السفارة المصرية كانوا يتواصلون معهم بشكل شبه يومي للاطمئنان عليهم، ومطالبتهم بالتواجد في المنازل خوفا على سلامتهم، موضحاً أنه تم نقلهم إلى منطقة بورسودان عن طريق السفارة المصرية، التي سهلت لهم كافة الإجراءات، منوها بأن عملية الانتقال من الخرطوم إلى السودان لم تكن بالأمر السهل، لولا الدعم الكبير من القيادة السياسية والحرص على أمن وسلامة كافة المصريين في السودان.
وأشارت السيدة "أم آلاء" إلى أن ما قامت به أجهزة الدولة المصرية بمثابة قبلة الحياة بالنسبة لها ولأسرتها، لافتة إلى أنها لم تكن تعلم كيف تتصرف، خاصة أن لديها أبناء ومن بينهم طفلة رضيعة، موجهة الشكر للرئيس السيسي وأجهزة ومؤسسات الدولة المصرية.
وقال فرج عبدالواحد إنه يعمل بأحد البنوك في السودان، مشيرا إلى أن ما قامت به مصر لم تفعله الدول العظمى مع رعاياها، مضيفا أن المتواجدين في السودان ومن بينهم زملاؤه في مكان عمله من جنسيات أخرى يعرفون جيدا أن مصر من أوائل الدول التي عملت على حفظ سلامة رعاياها ونقلهم إلى أماكن آمنة، تمهيدا لعودتهم إلى مصر، ووجه الشكر للرئيس السيسي وكافة أجهزة الدولة المصرية، حيث تم تذليل كافة العقبات والصعاب أمام عودتهم إلى مصر، مشيرا إلى أن أسرته كانت معه بالسودان وكان يشعر بالخوف الشديد عليهم.
وأوضحت مدام نسرين إحدى المصريات العائدات من السودان، أن كلمة الشكر لا تكفي حق الرئيس السيسي وأجهزة الدولة المصرية في إعادتهم إلى مصر، مشيرة إلى أن معها والدتها وهي سيدة كبيرة في السن، وكانت تخشى عليها وعلى صحتها، لكن السفارة المصرية في الخرطوم قدمت لها كل الدعم حتى عودتها إلى مصر، لافتة إلى أنها تواصلت مع السفارة المصرية، وخلال نصف ساعة فقط وجدت اتصالا من السفارة يخبرها بكافة إجراءات وتسهيلات عودة إلى مصر، متابعة أنها لم تصدق هذا التجاوب السريع في التعامل معها.
وقال هشام موسى أحد الرعايا المصريين القادمين من السودان، إنه يجب توجيه الشكر للرئيس السيسي الذي يعد بمثابة " أب لكل المصريين " مشيرا إلى أنه يشعر بالفخر بالدولة المصرية، لافتاً إلى أنه فور الوصول إلى بورتسودان حرص القنصل المصري على مقابلتهم وتوفير كافة الرعاية الطبية؛ والمواد الغذائية والاطمئنان عليهم قبل إعادتهم إلى مصر، مشددا على أن ما حدث يؤكد حرص الدولة المصرية واهتمامها بالمواطن المصري في أي مكان سواء في الداخل أو الخارج، موجها الشكر لوزارة الخارجية على جهودها.
وأكد عمر عبدالراضي أن الجالية المصرية تشعر بالأمان في ظل الدعم الكبير والاهتمام بهم في السودان.
وقدمت الدولة استثناءات عديدة للعائدين من السودان، حيث كشفت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أنه سيتم السماح للطلاب المصريين العائدين من السودان، بالالتحاق فى أى مدرسة تقع بنطاق مقر سكن الأسرة، وأداء امتحانات نهاية العام فيها، وأن الطالب الذي كان مقيدا في مدرسة مصرية بالسودان، كأنه مقيدا في مدرسة مصرية بمصر، وبالتالي يستطيع دخول امتحانات نهاية العام في مصر، بعد قبوله بالمدرسة، موضحة أنه إذا لم يستطع التقدم للامتحانات بسبب الظروف الحالية، عليه التقدم بطلب لدخول امتحانات الدور الثاني بالدرجة الفعلية، وسيتم الموافقة على ذلك، مضيفة أن الوزارة لا يمكن أن تقف ضد مصلحة الطالب.
وكشفت الوزارة أن الطالب المصري بالسودان، إذا لم يستطع أداء الامتحان هناك بالمدرسة المصرية السودانية، وعاد لمصر، خلال هذه الفترة، ولم يلحق موعد الامتحانات في المدرسة المصرية هنا، سيدخل الدور الثاني بالدرجة الفعلية وليس كطلاب الملاحق.
ومن ضمن القرارات التي اتخذتها وزارة التعليم في إطار تسهيل الإجراءات التعليمية للجالية المصرية في السودان، وقع الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قرارا بتأجيل امتحانات الثانوية العامة والدبلومات الفنية بمدارس البعثة التعليمية المصرية بالسودان لحين استقرار الأوضاع الأمنية بالأراضي السودانية، موجها الإدارة العامة للامتحانات بالوزارة، باستقبال أبنائنا من طلاب الصف الثالث الثانوي المصريين العائدين من دولة السودان، لأرض الوطن، الراغبين في أداء امتحانات الثانوية العامة داخل جمهورية مصر العربية، وذلك لتسهيل كافة الاجراءات الخاصة بتسكينهم في مدارسهم السابقة وفقا لمحل سكنهم وتأدية امتحانات نهاية العام الدراسي 2022 / 2023.
وأكد الوزير أيضا أن الوزارة تتابع باستمرار تطورات أوضاع الطلاب المصريين المتواجدين حاليا في الأراضي السودانية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية ووزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج.
تسهيل عملية عبور على معبر "أرقين"
وعلى معبر "أرقين" البرى بين مصر والسودان، تم توفير كافة الإمكانيات لتسهيل عملية عبور القادمين من السودان، سواء كانوا مصريين أو يجملون جنسيات أخرى، حيث تم توفير خدمات طبية وإنسانية قدمت لكل المتواجدين داخل المعبر.
ورصدت قناة "القاهرة الإخبارية" الوضع على معبر أرقين، وقالت إن المعبر يستقبل عددا من حافلات نقل الركاب التى تتوافد من المدن السودانية المختلفة والبعيدة عن مواقع التوتر والاشتباكات بين الأطراف السودانية خاصة الخرطوم وأم درمان، موضحة أن هناك أكثر من نقطة انطلاق كانت خارج الخرطوم وأم درمان انطلقت منها تلك الحافلات التى توافدت على معبر أرقين البرى، حيث كان في استقبالهم قيادات المعبر، لتيسير وخروج المواطنين المصريين والسودانيين ومختلف الجنسيات.
ويعمل معبر أرقين الذي يقع على الحدود المصرية السودانية بطاقته الكاملة وعلى مدار الساعة، وذلك في ظل حرص مصر على تسهيل عملية دخول المواطنين المصريين القادمين من السودانيين أو حتى الأشقاء السودانيين والأجانب الذين جاؤوا إلى مصر هربا من حالة عدم الاستقرار واستمرار التصعيد العسكري.
وكتب عدد من النشطاء السودانيين رسائل شكر وتقدير إلى الحكومة المصرية والشعب المصري على حسن استقبال السودانيين الفارين من ويلات الحروب في بلادهم، وحرص عدد كبير منهم على نقل أبيات من قصيدة للشاعر السوداني تاج السر حسن جاء فيها " مصر يا أخت بلادي يا شقيقة .. يا رياضًا عذبة النبع وريقة .. يا حقيقة ..مصر يا أم جمال وأم صابر .. ملء روحي أنت يا أخت بلادي .. فلنجتثّ من الوادي الأعادي .. فلقد مُدَّت لنا الأيدي الصديقة."
ووجهت الأسر السودانية الشكر للرئيس السيسى والدولة المصرية فى كل ما بذلته من مجهودات لم تقتصر فقط على أبنائها المصريين، ولكن حريصة أيضا على كل الجنسيات، وقال محمد نور الدين سعيد السيد، أحد المواطنين السودانيين العائدين من السودان بمعبر أرقين: "وصلت إلى المعبر، حيث كنت قادما مع أسرتى من الخرطوم بسبب الإضرابات فى السودان، متوجهين إلى مصر بسبب أن مصر آمنة ولسهولة دخول السودانيين الأراضى المصرية وتسهيل الإجراءات"، لافتاً إلى أن الدولة المصرية قدمت استثناءات لبعض الحالات السودانية، ونشكر الحكومة المصرية على استمرار فتح المعبر واستقبال الوفود القادمة، مؤكدا أن مصر والسودان شعب واحد، وإن شاء الله شدة وستزول.
وقال أحد الشباب السودانيين العائدين من السودان بمعبر أرقين: الحمد لله أننا وصلنا سالمين، رغم الوضع السيئ فى السودان، وشاكرين للدولة المصرية لإتاحة الفرصة لنا بدخول مصر، موضحا: أخترت مصر لأنها مرحبة بالسودانيين أما الطريق إلى اثيوبيا فهو خطر، وأكد أن الدولة المصرية تقدم لنا كل الدعم وتيسير الإجراءات.
ومن تابع روايات العائدين من السودان سيتأكد أن القيادة السياسية المصرية تطمئن مواطنيها، وهم مطمئنون لتحركات خلية الأزمة المكونة من وزارة الدفاع والمخابرات العامة والخارجية والداخلية ووزارة الهجرة، وكل المعنيين تحت اشراف مباشر ومتابعة لحظية من الرئيس السيسى، لذلك فهم منصاعون لكافة التعليمات الصادرة حتى يتحقق لهم الأمن المطلوب، ولا يتطلب الأمر أن يكتب على جواز سفرهم عبارات مثل " نحرك أسطولنا" وغيرها من العبارات الدرامية التى تحملها جوزات سفر لدول عظمى مازالت تبحث عن وسائل تأمين مواطنيها، يكفيهم فقط أنهم يحملون جواز السفر المصرى حتى تتحرك لهم أجهزة الدولة ومؤسساتها المعنية، بكل ما لديهم من امكانيات وأدوات، و فى ظل رغبة حقيقية لمساعدتهم.