تحرير وبناء الأرض في ذكرى التحرير
الإثنين، 24 أبريل 2023 11:00 ص
الاحتفال بعيد تحرير سيناء اليوم يشبه شعور النصر في تحرير الأرض كثيرا، لتزامنه مع عودة الحياة إلى طبيعتها في شمال سيناء وخاصة مدن الشريط الحدودي والعريش، بعد حرب استمرت قرابة الـ12 عاما، نجحت فيها القوات المسلحة المصرية من وضع نهاية لتنظيم أزعج العالم كله.
كأن الرب سطر قدرا أن يسير أبناء الوطن في معركة سرمدية، بهدف تطهير سيناء من الخطر، منذ عهد المصريين القدماء (الملك زوسر ومن بعده تحتمس الثالث)، انتهاءا بملحمة القضاء على الإرهاب التي عشنا كل تفاصيلها.
ولأن أهل مكة أدرى بشعابها، ولن تستطيع كل وسائل الإعلام في العالم مجتمعة، أن تنقل لك حقيقة الخطر الذي كان يكمن في سيناء على مدار ما يقرب من 12 عاما، كذلك ولا ألف كتاب قادر على توصيل كم التضحيات والدم الذي دفعه أبناء الوطن من عسكريين ومدينيين في سبيل تطهير سيناء من خطر الاحتلال أو من التنظيمات الإرهابية، لكن جلسة واحدة مع الذين عايشوا حقيقة الأمر وكانوا شهود عيان، قادرة على وصفهم قبس من الجحيم الذي خلقه هؤلاء الإرهابيين على أرض سيناء.
خصوصية الموقع الجيوسياسي لشبه الجزيرة المصرية، برغم من تميزه المتوسط بين قارتين هم الإقدم في العالم، إلا أنه كان له أثار جانبية، جعلت من تلك البقعة منطقة حرب لا تهدأ، سواء من خلال المواجهات المسلحة المباشرة، أو من العمليات الاستخباراتية، أو المحاولات المستمرة من جعلها منطقة غير مستقرة أمنيا.
نموذج التعاون بين أبناء القبائل وقواتهم المسلحة، أعتقد أنه النموذج الأكثر تكاملا في المنطقة، تعاونا وصل إلى درجة التماهي والتوحد، فلا تستطيع أن تفرق بينهما في التضحية والبذل والإصرار على النصر.
كانت معركة تحرير الأرض من الإرهاب تدور، ومعها معركة البناء والتنمية، التي ستغير ملامح محافظة شمال سيناء تماما، وتجعل منها منطقة جاذبة للعمالة والمصريين، خاصة وأن التخطيط والمشاريع العمرانية التي تحدث على الرض قادرة على استيعاب الملايين من المصريين، هذا بخلاف مشروعات البنية التحتية العملاقة، من تحلية مياه وزراعة وصناعة، جميعها ترسم خريطة سيناء بعد التحرير من الإرهاب، في ذكرى التحرير من الاحتلال.