بعد القضاء على العشوائيات الخطرة.. تطوير عواصم المحافظات والقاهرة الفاطمية ومنطقة الاهرامات
السبت، 15 أبريل 2023 09:47 م
بعد إعلان مصر خالية من العشوائيات الخطرة، اطلق الرئيس السيسي العديد من المبادرات التي يعمل عليها صندوق التنمية الحضرية الذي كان يطلق عليه سابقا صندوق تطوير العشوائيات لإحياء وتطوير القاهرة التاريخية، وعواصم المحافظات، والمناطق الاثرية، حيت كشف المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية، أن الصندوق مكلف بأعمال وتنفيذ مشروعات تنمية حضارية على مستوى الجمهورية بتكلفة تريليون جنيه.
واستطاعت الدولة أن تقضى على المناطق العشوائية الخطرة أو غير الآمنة، بعدما كانت 357 منطقة على مستوى الجمهورية، وكانت تتنوع أنواع الخطورة فى أن تكون مناطق آيلة للسقوط وهو ما تم من خلال بناء مناطق بديلة لها، أو أن تكون غير آمنة بسبب مرور خطوط ضغط عال فوقها مثل بعض المناطق فى القليوبية والقاهرة، التى كانت تحتاج إلى 750 مليون جنيه لدفن هذه الخطوط وهو ما يتم تنفيذه حاليا من خلال وزارة الكهرباء، أو أن تكون مناطق غير آمنة بسبب وقوعها فى مخرات سيول حيث تم حمايتها من خلال إنشاء سدود وبحيرات لها، أو معرضة للتلوث الصناعى فتم التنسيق فيها مع وزارة البيئة لتقنين أوضاع المصانع بها للقضاء على الخطر، وهناك خطورة أخرى تحت بند الحيازة غير الآمنة وفى هذا النوع حوالى 26 ألف بيت تطلبت تقنين أوضاعها لإزالة الخطورة، وبالتالى فإن الاستراتيجيات المتبعة استطاعت القضاء على كل هذه المناطق.
وبالإضافة إلى القضاء على العشوائيات الخطرة، تم العمل على تطوير عواصم المحافظات بحجم أعمال 120 مليار جنيه لتنفيذ 107 آلاف وحدة سكنية ضمن المرحلة الاولى من المشروع، بجانب 6 مليارات جنيه لمشروع القاهرة التاريخية، و6 مليارات جنيه لمشروع حدائق الفسطاط، حيث يتم تنفيذ المشروعات الثلاثة على مدار العامين الماليين الحالى والمقبل بواقع 53 مليار جنيه لكل عام، وتم توفير هذه الأموال من خلال قرض من البنك المركزى بعد موافقة مجلس الوزراء وسيتم تسديده من حصيلة بيع وحدات تطوير العواصم.
المهندس خالد صديق قال إنه حاليا يجري العمل في 5 مناطق بتكلفة 6 مليار جنيه، لكن إحياء القاهرة التاريخية بشكل كامل يتطلب 60 أو 70 مليار جنيه، بالإضافة إلى حدائق الفسطاط وتحويلها لمكان عالمي، وتكلفته 6 مليار جنيه، لافتاً إلى وجود رغبة في عودة القاهرة التاريخية إلى ما كانت عليه في السابق، مع الحفاظ على معالمها لكونها أكبر مدينة عالمية مسجلة في اليونسكو.
مشروع حدائق الفسطاط
يعد مشروع حدائق الفسطاط فى القاهرة، أحد مشروعات خطة تطوير القاهرة التاريخية لاستعادة الوجه الحضارى لقلب العاصمة وتحويلها إلى مقصد سياحى وزيادة نسبة المسطحات الخضراء بها، فمشروع تطوير منطقة الفسطاط ومحاور العمل بها وما تتضمنه من مخططات للتطوير تشتمل على تطوير منطقة سور مجرى العيون ومشروع عين الحياة، بالإضافة إلى المخطط العام لمشروع حدائق الفسطاط الذى يستهدف إنشاء حديقة مركزية فى قلب القاهرة كالتى يتم إنشاؤها فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك على مساحة تقترب من الـ 500 فدان تحتوى على جميع العناصر الترفيهية والخدمية لقاطنى القاهرة الكبرى، وصولاً لتغيير وجه هذه المنطقة بالكامل وتطوير ساحة مسجد عمرو بن العاصي.
تطوير القاهرة الفاطمية يشهد ايضاً عده مواقع منها مناطق الحاكم وباب زويلة وحارة الروم ودرب اللبانة والحسين، ويجرى فيها الحفاظ على النسيج العمرانى باعتبار أن كل هذه المناطق مسجلة فى منظمة اليونسكو حيث يتم تجديدها وتطويرها على الوضع الحالى مع الحفاظ على الحرف والمهن التجارية والمعالم التى تمتاز بها المنطقة، ونحن حين بدأنا الأعمال كنا حريصين على العمل فى مناطق مختلفة وليست فى منطقة واحدة لعدم إيقاف حياة الناس.
ويأتى ضمن أعمال تطوير القاهرة التاريخية، إحياء ميدان الرميلة من خلال تطوير حديقة درب اللبانة غير المستغلة والتى أصبح بها العديد من المخالفات أمام معالم تاريخية شهيرة مثل مسجد الرفاعى ومسجد السلطان حسن ومسجد المحمودية، حيث قام الصندوق بتكليف مكتب استشارى متخصص لإعداد مخطط تطوير للحديقة يعيد لها المظهر الجمالى ولتصبح متنفسا لأهالى المنطقة ومقصدا للسياحة من خلال الحفاظ على المساطب وإنشاء مقاعد على منحدر للاستمتاع بالآثار المجاورة مع الإبقاء على الأشجار مع زيادة عددها وأنواعها وتخصيص أماكن مواقف للسيارات، وهى من تنفيذ إدارة الأشغال العسكرية حتى شارفت على الانتهاء.
وهناك أيضا منطقة باب زويلة والتى تتضمن أعمال إنشاء مبان بذات النسيج والتصميم العمرانى للقاهرة التاريخية بالأراضى الخربة والفضاء بالتعاون مع محافظة القاهرة لإعادة البريق لتلك المناطق ذات المعالم الشهيرة والإرث الحضارى العريق
ويتم العمل فى مشروع القاهرة التاريحية من خلال عدة محاور أولها الاستفادة من المناطق الخربة والمتهدمة حيث يتم إزالتها والبناء عليها، أما المبانى التاريخية سواء المسجلة أو غير المسجلة فيتم ترميمها بالاتفاق
مع وزارة الآثار وبالنسبة للمبانى المنشأة حديثا فيتم صبغها بالطابع المميز للمنطقة ليتم عقب إنهاء أعمال التطوير توصيل المرافق لهذه المناطق.
تطوير منطقة الاهرامات والمتحف الكبير
المهندس خالد صديق قال إن أعمال تطوير فى المنطقة المحيطة بالأهرامات والتى كانت مدرجة فى بداية مشروع تطوير محيط الأهرامات منذ سنوات، هى منطقة سن العجوز غير الآمنة أو الخطرة حيث تم التخطيط وقتها لإنشاء 710 وحدات بديلة فى مدينة حدائق أكتوبر، ولكن صدرت التكليفات بتوسيع المنطقة المطورة لتضم نزلة السمان لكونها تمثل انتهاكا لمنطقة الأهرامات، وهذه المنطقة ممتدة من شارع الهرم حتى شارع أبو الهول ومن شارع مشعل حتى هضبة الهرم حيث تقرر إنشاء 4800 وحدة سكنية فى حدائق أكتوبر لتسكين أهالى هذه المنطقة، وبالفعل تم الانتهاء من إنشاء المرحلة الأولى بواقع 2500 وحدة جديدة وتم تسكينها بالكامل وجار العمل فى المرحلة الثانية التى تضم 2500 وحدة أخرى، بينما من المقرر أن تتحول المنطقة بعد إخلائها لمناطق ترفيهية وتجارية عبارة عن بازارات وحدائق حيث تتولى وزارة الإسكان أعمال التنفيذ بينما تقوم هيئة التخطيط العمرانى بإعداد المخطط لها، لذا فإن دورنا انحصر فى استطلاع رغبات السكان والتفاوض معهم لحين إخلاء المنطقة.
مشروع تطوير عواصم المحافظات
لفت المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية، إلى أن مشروع تطوير عواصم المحافظات يشمل 13 محافظة بالأقاليم، وذلك لتوفير الخدمات لكل المواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية.
المشروع صدر بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشاء 500 ألف وحدة سكنية فى 27 محافظة بتكلفة إجمالية 350 مليار جنيه خلال 5 سنوات قادمة كمرحلة أولى، وتقرر البدء بمرحلة عاجلة من المرحلة الأولى تضم 107 آلاف وحدة عبارة عن 35 مشروعا فى 13 محافظة على مساحة 1415 فدانا، ويستهدف المشروع تطوير وإنشاء وحدات جديدة سواء على الأراضى الفارغة والخربة وغير المستغلة بالمحافظات أو بديلة للمناطق القديمة والعمارات الآيلة للسقوط أو المناطق الصناعية.
وجاءت فكرة مشروع تطوير عواصم المحافظات حسبما صدرت التوجيهات من القيادة السياسية، من إنشاء مشروعات حضارية متكاملة الخدمات على غرار مشروعى «الأسمرات» و» بشاير الخير» بعواصم المحافظات والمدن الكبرى، وذلك فى إطار تحسين الواجهة الحضارية للمدن المصرية والارتقاء بالخدمات المقدمة بها وبهدف استغلال الأراضى غير المستغلة وإقامة مشروعات سكنية متعددة الخدمات عليها
واضاف خالد صديق انه ضمن محافظات المرحلة العاجلة، القاهرة حيث يتم تنفيذ 3 مواقع على 77 فدانا ضمن مبادرة سكن لكل المصريين وهى: السلام (أهالينا 3 ) على 27 فدانا لتنفيذ 3213 وحدة سكنية بالإضافة إلى منطقة خدمات متكاملة حيث بلغت نسبة تنفيذ حوالى 45%، ومشروع المعصرة على حوالى 10 أفدنة لتنفيذ 720 وحدة سكنية بالإضافة إلى منطقة خدمات متكاملة وبلغت نسبة تنفيذ حوالى 30%، وأخيرا أرض المسبك على مساحة 39.2 فدان لتنفيذ 2484 وحدة بالإضافة إلى منطقة خدمات متكاملة ونسبة تنفيذ حوالى 4%، كما تم إضافة مشروع الطيبى أو روضة السيدة 2.
منطقة الورش الحرفية
أكد المهندس خالد صديق ان الدولة علي إنشاء منطقة تقع على محور جيهان السادات فى منشأة ناصر بالقاهرة على مساحة 60 فدانا، وستضم كل الحرف والمهن التى تم إخراجها من القاهرة التاريخية كالسباكة والحدادة وميكانيكا السيارات وغيرها التى لا يمكن أن تتواجد داخل نطاق القاهرة التاريخية بعد التطوير، وسوف تضم كل الخدمات ووسائل الراحة وسيتم تعويض أصحاب هذه الورش بأخرى ذات مساحات أكبر وبالفعل تم استطلاع رغباتهم، فمنهم من طلب تعويضا ماديا وآخرين طلبوا النقل للمنطقة الجديدة وآخرين حصلوا على قيم إيجارية لحين التطوير، وسوف تضم المنطقة مسجدا وكنيسة جديدة بديلة للقديمة بجانب وحدات سكنية.
وذكر المهندس خالد صدي أنه بحلول 2030 سيكون تم الانتهاء من تطوير كل المدن والمناطق غير المخططة، التي تحتاج إلى 318 مليار جنيه وهو ما سوف يتوافر من ميزانية الدولة والتى يحددها مجلس أمناء من خلال العائد يتم تنفيذ مشروعات أخرى لصالح الدولة.