مصر بلا غارمين وغارمات
السبت، 15 أبريل 2023 11:50 م
خلو مراكز الإصلاح والتأهيل من الغارمين والغارمات.. وتشكيل لحنة لرعاية المفرج عنهم.. ومنصة الكترونية للمساعدة في تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي
توجيهات بتعديلات تشريعية لتغليظ العقوبة على مستغلى حاجة الغارمين والغارمات لابتزازهم بشتى السبل
أحد الغارمات المفرج عنهن للرئيس السيسى: ربنا يسعدك احنا كنا فى ضيقة وكرب شديد وحضرتك فكيت كربنا
"عيشوا كراما تحت ظل العلم تحيا لنا عزيزة في الأمم".. كلمات شدت بها السيدة أم كلثوم منذ سنوات طويلة، ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يعمل على تحقيق مبدأ الحفاظ على كرامة المصريين وتوفير حياة كريمة لهم، فاطلق العديد من المبادرات للحفاظ علي صحة المصريين مثل "100 مليون صحة" ومبادرة "حياة كريمة" لتوفير المسكن والمأكل والظروف الاجتماعية والتعليمية التي تليق بالمصريين في كل المحافظات، والقضاء علي العشوائيات، ووسط هذا الزحم الكبير من المسئوليات لم ينس الرئيس السيسى ملف "الغارمين والغارمات" التي دفعت بهم الديون إلى السجن لقضاء سنوات كثيرة بعد عجزهم عن السداد، وأكد الرئيس السيسي، إنّ قضية الغارمات تشغله منذ أن كان وزيرا للدفاع، وتحديدا منذ 8 أو 9 سنوات، موضحا: "موضوع الغارمات يعني أنّ هناك سيدة لجأت إلى الاستدانة، لتنفيذ مشروع أو تجهيز ابنتها، لكنها عجرت عن السداد".
وفي إفطار الأسرة المصرية بحى الأسمرات قبل أيام، وقفت السيدة منال غارمة من الغارمات وأفرج عنها فى أول يوم رمضان لتقدم الشكر للرئيس السيسى بعد عودتها للحياة مرة اخرى وسط ابناءها قائلة: "شكرا إنك فرحتنا فى أول يوم رمضان وسط عيالنا، وربنا يسعدك، احنا كنا فى ضيقة وكرب شديد، وحضرتك فكيت كربنا، جبنا احتياجات أكبر من طاقتنا ونوعدك عمرنا ما نعمل كده تانى، ربنا ما يرميك فى ضيقة ويقدرك ويسعدك ويجبر بخاطرك".
وتابعت :"الدين كله 45 ألف جنيه، كان الحكم اللى بنفذ فيه أكتر من 70 سنة، وقضيت اللى قضيته وأنصح كل واحد ميحتاجش لإيصالات الأمانة وميخليش حد يكسره محدش يمضى وصولات الأمانة، أكتر حاجة كسرتنا حرامنا من عيالنا، ومهما نتكلم مش هنقدر نشكر حضرتك، الدنيا اللى رجعتنا ليها".
وفي أول أيام رمضان الشهر الكريم وبمناسبة عيد الأم افرجت وزارة الداخلية عن 85 غارما وغارمة من مراكز الإصلاح والتأهيل، عقب صدور قرار الرئيس السيسي بالعفو الرئاسي عنهم، لتصبح مراكز الإصلاح والتأهيل خاوية من جميع الغارمين والغارمات، في إطار مبادرة "مصر بلا غارمين وغارمات"، وشمل العفو الافراج عن 40 سيدة و45 رجلا وعبر المفرج عنهم عن فرحتهم بالقرار الذي اعاد لهم الحياة وقضاء شهر رمضان وسط اسرهم موجهين الشكر للرئيس علي اهتمامه بالمصريين وتفكيره الدائم في مصلحتهم.
ومنذ عام 2018 انطلقت مبادرة "مصر بلا غارمين أو غارمات" بتوجيه رئاسى لصندوق تحيا مصر بأن يتعاون مع الجهات الشريكة والتي تمثلها مؤسسة مصر الخير لسداد ديون بعض من الغارمين والغارمات، ورصد الصندوق 42 مليون جنيه لفك كرب الغارمين والغارمات بالسجون، حفاًظا على كيان الأسرة المصرية.
وفي يونيو 2018 تم سداد ديون 960 غارمًا وغارمة، وفي 2020 أمر الرئيس السيسى بتشكيل اللجنة الوطنية لرعاية الغارمين والغارمات، وضمت ممثلين من الوزارات والجهات المعنية بقضايا الغارمات، وتهدف اللجنة لرعاية الغارمين والغارمات وإجراء التعديلات اللازمة على التشريعات الخاصة بتلك الفئة، كما ستقوم اللجنة بإنشاء قاعدة بيانات موحدة للحصر الدقيق للمستحقين لضمان عدم ازدواجية سداد المديونية من أكثر من جهة وربطها بالجهات ذات الصلة.
وفي أول 2023، وجه الرئيس السيسي بإطلاق المنصة الالكترونية للغارمين والغارمات، وربطها شبكيا بكل المؤسسات المعنية من الجمعيات الأهلية العاملة في هذا المجال، في إطار توجه الدولة نحو الرقمنة وميكنة كل قواعد البيانات، وتعمل المنصة الالكترونية للغارمين والغارمات على دراسة أفضل السبل فاعلية لعلاج أسباب الغرم، وتساعد المنصة الالكترونية للغارمين والغارمات على تعزيز قيمة الأسرة ومساعدة كافة أفرادها لتحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي.
وتتابع وزارة التضامن الاجتماعي مع وزارة العدل والداخلية الملف، وكشفت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، عدد الغارمات اللاتي سددت الوزارة ديونهن حتى الآن، بالإضافة إلى حجم تكلفة الديون، بأن الوزارة سددت ديون 5 الاف غارمة من المحكوم عليهن، بتكلفة إجمالية وصلت إلى نحو 207 ملايين جنيه، لإخلاء سبيلهن أو للتصالح في حكم صدر ضدهن، وقدرت الوزيرة عدد الغارمات بنحو 30 ألف غارمة.
وتم الاتفاق على قيام وزارة العدل بـدراسة تغليظ العقوبة على من يستغل حاجة الغارمين والغارمات لابتزازهم بشتى السبل، ودراسة إجراء تعديل تشريعي يجرم طرفى التوقيع على بياض وينفي قانونية إيصال الأمانة الموقع على بياض وعدم اعتباره صكا قانونيا للمديونية لانتفاء قدرة الدائن على الدفع به أمام القضاء تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية، بالإضافة إلى ضرورة دراسة سن تشريع لتحويل العقوبة بحبس الغارم إلى خدمة مدنية بدون مقابل أو بمقابل بسيط حتى لا يعود فى بوتقة الغرم مرة أخرى.
وقالت الدكتورة منال شاهين، رئيس قطاع الغارمين بمؤسسة مصر الخير، إن المؤسسة أطلقت استراتيجية جديدة للتعامل مع الملف لتجفيف أسباب ومنابع الغرم ومواجهة الظاهرة بآليات وقواعد جديدة، تركز على تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي للغارم والغارمة لحمياتهم من الانزلاق مرة أخرى في طريق الغرم، إضافة إلى التدقيق الشديد في عمليات الاختيار، وتم وضع معايير محددة لمن لا تنطبق عليهم المعايير الجديدة وهي عدم اختيار الغارمين مثل تعدد القضايا وكبر حجم الدين والاستيلاء على المال العام والدين المرتبط بقضية مخلة بالشرف، ومن يمتلك أى شخص لديه ممتلكات مثل العقارات وغيرها فهذا لا يخضع للغرم.
وأشارت الدكتورة ممال شاهين إلى أن الاستراتيجية الجديدة تستهدف تحقيق رد الفعل الإيجابي والسريع فى حل قضايا الغارمين بالتعاون مع وزارات الداخلية والتضامن والعدل، وكذلك الشهر العقاري لسرعة عمل التوكيلات القانونية بشكل سريع، موضحة أن المؤسسة نجحت حتى الآن في فك كرب 72 ألف غارم وغارمة على مدار 12 عاماً، وأنه لا توجد محافظة على مستوى الجمهورية إلا ويوجد بها حالات غارمين، مشيرة أنه بتحليل حالات الغارمين بالنسبة للنوع اتضح أن 68% من الغارمين من الذكور و32% من الإناث.
وأطلق صندوق تحيا مصر برنامج "مستورة" لتوفير قرض فى شكل أدوات إنتاج لمشروع تختاره السيدة المتقدمة للحصول عليه، من خلال فروع بنك ناصر الاجتماعي، حيث يتكامل البرنامج مع مبادرة "سجون بلا غارمين" لإرساء قواعد التكافل الاجتماعي بين المصريين، وفي 2019 دشن الصندوق مبادرة "دكان الفرحة" لتجهيز الفتيات الأولى بالرعاية من خلال توفير "ثلاجة، غسالة، بوتاجاز، سخان، خلاط، مروحة، مكواة، طقم أدوات طهي، شنطة مستحضرات عناية شخصية، شنطة مستحضرات تجميل، قسيمة مشتريات بقيمة 500 جنيه" لكل فتاة بما يخفف من أعباء تجهيز الفتيات عن عاتق أسرهن.