50 مليون طن مخلفات إليكترونية سنوياً تثري شهية «عصابات النفايات».. COP27 ناقش علاقتها بالمناخ ومصر تسعى لمشروع تنفيذي للمواجهة الدولية
الأربعاء، 29 مارس 2023 01:59 مسامي بلتاجي
سلمت الدكتورة غادة والي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أول نسخة من الخطة العربية لإطار العمل بالمنطقة العربية، لمدة 5 سنوات قادمة؛ وكانت قد استمعت وزيرة البيئة، لمقترح الدكتورة غادة والي، باستكمال التعاون في مجال الجرائم البيئية، لتعزيز الخبرات والقدرة على التقييم الصحيح لذلك النوع من الجرائم، وإحكام السيطرة عليه، مع إنشاء نيابات متخصصة في الجرائم البيئية في مصر؛ مبديةً تطلعها للتعاون في زيادة الوعي وبناء القدرات للتعريف بالجرائم البيئية وطرق العمل بها، فضلاً عن تسليط الضوء عليها فى مؤتمر المناخ القادم COP28.
جاء ذلك، خلال لقاء الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، مع الدكتورة غادة والي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، والوفد المرافق لها، لمناقشة نتائج مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، والتعاون في خارطة الطريق إلى مؤتمر المناخ القادم COP28، فضلاً عن التعاون الثنائي في مجال مواجهة الجرائم البيئية؛ أشارت وزيرة البيئة، إلى جهود تمهيد الطريق لتعديل السياسات الخاصة بمكافحة الجرائم البيئية في مصر، بالتعاون مع وزارة العدل، فيما يخص النيابات المتخصصة، وتنفيذ مبادرة مع وزارة الداخلية، لتعزيز دور الوزارة في مواجهة الجرائم البيئية، لإحكام السيطرة عليها؛ كما تطرق اللقاء إلى التعاون الثنائي في عدد من الملفات، ومنها تتبع المخلفات والتدوال غير الشرعي لها، وخاصة مخلفات البلاستيك، وفقد التنوع البيولوجي وتأثيره على زيادة الأنشطة الإجرامية البيئية، في عدد من المناطق، كالقارة الأفريقية وأمريكا اللاتينية، والاتجار غير المشروع في الحيوانات.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، وفي «إنفوجراف»، أعده ونشره، في 17 يناير 2023، حول «عصابات النفايات»، ممن يحققون أرباحاً طائلةً، من خلال تصدير تلك النفايات، بأساليب مضرة للبيئة؛ وسلط «إنفوجراف» مركز معلومات مجلس الوزراء، الضوء على نشاط جماعة المافيا الإيطالية «المافيا البيئية»، في ذلك العمل غير القانوني، بشكل متزايد، منذ التسعينيات؛ لافتاً إلى أن السلطات الإيطالية، صادرت 4.4 مليون طن من النفايات السامة، خلال عام 2018، من خلال جماعة المافيا الإيطالية.
وبحسب «إنفوجراف» مركز معلومات مجلس الوزراء، يتم إنتاج ما يقدر بنحو 50 مليون طن، كل عام، من النفايات الإليكترونية، يأتي معظمها من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا؛ ويتم شحن معظمها إلى البلدان النامية، في آسيا وأفريقيا، لتتم معالجتها وإعادة تدويرها؛ ونقل مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، عن «الإنتربول» ما يفيد بتزايد تلك الممارسات، في العديد من البلدان، وتوقعه بتزايد التخلص غير القانوني من الألواح الشمسية، خلال السنوات القادمة، بعد كشف جماعة إجرامية، في عام 2019، كانت تقوم بتهريب كميات كبيرة من الألواح الكهروضوئية منتهية الصلاحية، من أوروبا إلى أفريقيا.
وأضاف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أن مصر ضمن الدول الموقعة على اتفاقية باماكو، والتي تحظر استيراد أية نفايات خطرة، إلى أفريقيا، بما فيها النفايات المشعة، والتحكم في حركتها عبر الحدود، فضلاً عن إدارة النفايات الخطرة إدارة سليمة داخل القارة الأفريقية؛ كما أن مصر ضمن الدول الموقعة على اتفاقية بازل، بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود؛ بالإضافة إلى أن مصر ضمن الدول الموقعة على اتفاقية استوكهولم، بشأن الملوثات العضوية الثابتة.
وخلال اللقاء مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، أوضحت وزيرة البيئة، أن مؤتمر المناخ COP27 شهد، لأول مرة، طرحاً لملف المخلفات وعلاقته المباشرة بتغير المناخ، في مؤتمرات المناخ، وتم إطلاق مبادرة المخلفات 50 بحلول 2050 لأفريقيا، بهدف الوصول إلى تدوير 50% من مخلفات أفريقيا بحلول 2050؛ وأبدى أكثر من 100 دولة ومؤسسة دولية، مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، اهتمامهم بالمشاركة في المبادرة، بينهم 12 دولةً أفريقيةً؛ وتم تكوين 5 مجموعات عمل في الموضوعات المتعلقة بالمبادرة، والتي ترتبط بشكل أو بآخر بموضوعات: تتبع المخلفات، الاقتصاد الدوار، مخلفات البلاستيك، والتدوال غير القانوني للمخلفات، والذي أدى، نتيجة قلة الوعي، لتكدس قدر كبير من المخلفات بشكل عشوائي في أفريقيا؛ مؤكدةً أن مصر تسعى لدفع المبادرة بخطة عمل طموحة، سيتم طرحها خلال مؤتمر المناخ القادم COP28، وإطلاق أول مشروع تنفيذي لها، وإطلاق منصة للمبادرة، بالتعاون مع أحد الكيانات الدولية.