الدكتور أحمد عمر هاشم: يجب علينا الحفاظ على القرآن والتمسك بتعاليمه
السبت، 25 مارس 2023 10:21 مكتبت منال القاضي
تواصل وزارة الأوقاف انعقاد المتلقى الفكرى الثقافى الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤن الاسلامية التابع للأوقاف لليوم الثانى على التوالى ويستمر حتى يوم 27 رمضان.
وحضر اليوم الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار علماء الأزهر والدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الدينى بديوان عام وزارة الأوقاف لمناقسه، فضل "تلاوة القرأن الكريم" وتأثيرهها.
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم: أننا اجتمعنا هنا في حب الله سبحانه وتعالى وحب رسوله (صلى الله عليه وسلم) ، وفي رحاب آل بيته، والذي دأبت وزارة الأوقاف في إقامة هذه الندوات في مسجد من مساجد آل البيت حبًا في آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
وتابع عمر هاشم:
أنني قد جئت بابك سيدي ومكثت أدعو الله دون تردد
فرأيت أني في أعز شهادة و بأن كل الخير أضحي في يدي
و عليك أكثرت الصلاة بروضة فرأيت أني في مراقي السؤدد
لم لا و أنت المجتبي و المصطفي ؟ لم لا و أنت المشفع لنا في غد ؟
أنا لست أخشي الفقر في دنيا الوري فخزائن الرحمن لما تنفد
أنا لست أخشي من ظلامة ظالم أنا لست أخشي من عداوة معتد
أنا لست أخشي الضيم أو قهر العدا و أنا المقيم هنا بباب محمد
أكد أن مصر تعودت أن تلقى الأسماع والقلوب إلي هذا الملتقى العامر، مشيرًا إلى أن رب العزة سبحانه قد رتب فرضية صيام رمضان على نزول القرآن، حيث يقول سبحانه: " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"، وهو أجلُّ نعمة إلهية، يقول سبحانه: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا"، وبه أخرج الحق سبحانه البشرية من الظلمات إلى النور، وهو شهر القرآن، وكان (صلى الله عليه وسلم) يحب تلاوة القرآن ومدراسته، فعن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) قال: "كان رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم) أجودَ الناسِ بالخيرِ ، وكان أجودَ ما يكون في شهرِ رمضانَ حتى ينسلِخَ ، فيأتيه جبريلُ فيعرضُ عليه القرآنَ ، فإذا لقِيَه جبريلُ كان رسولُ اللهِ أجودَ بالخيرِ من الرِّيحِ الْمُرسَلَةِ"، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحب سماع القرآن من غيره، فعن عبد الله بن مسعود قال: "قالَ لي النَّبيُّ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ): اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَ: فإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِن غَيرِي، فَقَرَأْتُ عليه سُورَةَ النِّسَاءِ، حتَّى بَلَغْتُ: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا، قالَ: أمْسِكْ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ"، فيجب علينا أن نحافظ على القرآن، وأن نعرف قدره العظيم، وأن نتمسك به، وقراءته خاصة في هذا الشهر الكريم، فحين تتلو القرآن تتنزل الملائكة، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: " ما اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِن بُيوتِ اللهِ تَعالى، يَتلُونَ كِتابَ اللهِ، ويَتَدارَسونَه بَينَهم؛ إلَّا نَزَلتْ عليهمُ السَّكينةُ، وغَشيَتْهمُ الرَّحمةُ، وحَفَّتْهمُ المَلائِكةُ، وذَكَرَهمُ اللهُ فيمَن عِندَه"، ويروي لنا سيدنا أُسَيْدَ بنَ حُضَيْرٍ أنه بيْنَما هو لَيْلَةً يَقْرَأُ في مِرْبَدِهِ، إذْ جَالَتْ فَرَسُهُ، فَقَرَأَ.
ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، قالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، فَقُمْتُ إلَيْهَا، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتَّى ما أَرَاهَا، قالَ: فَغَدَوْتُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بيْنَما أَنَا البَارِحَةَ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ في مِرْبَدِي، إذْ جَالَتْ فَرَسِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ قالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ قالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ قالَ: فَانْصَرَفْتُ، وَكانَ يَحْيَى قَرِيبًا منها، خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتَّى ما أَرَاهَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: تِلكَ المَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، ولو قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ ما تَسْتَتِرُ منهمْ"، فهذه هي عظمة القرآن، ولو نعلم ما في القرآن من كنوز ما تركناه لحظة، وفي سوره من النفحات المباركات، فمن لم يستطع القراءة فاليستمع، فعن سيدنا عبدالله بن عباس (رضي الله عنه قال: " بينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم عنده جبريلُ إذ سمِع نَقيضًا من فوقهِ ، فرفعَ جبريلُ بصرَه إلى السماءِ فقال : هذا بابٌ فُتِح من السماءِ ما فُتِح قطُّ قال : فنزل منه ملَكٌ فأتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقال : أبشِرْ بنورَينِ أوتيتُهما لم يؤتَهُما نبيٌّ قبلكَ فاتحةِ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ لن تَقرأَ حرفًا منهما إلَّا أُعطيتَهُ"، فنحن في رحاب القرآن الكريم نعيش، والقرآن محفوظ بحفظ الله مهما شغب المشغوبن، ومهما افترى المفترون، وسيقى القرآن خالدًأ إلى أبد الآبدين، والتقاؤنا على مأدبة القرآن أبلغ رد على المشككين والمفترين، والله مؤيد دينه ولو كره الكافرون.