شهدت أحداث الحلقة الأولى من مسلسل "رسالة الإمام" بطولة النجم خالد النبوى، رحيل الإمام الشافعى وأسرته من العراق إلى مصر، بعد الوشاية به عند الخليفة هارون الرشيد، فبعد مشهد محاكمة المسجونين بتهمة الخروج عن البيعة، تنتقل كاميرا المخرج ليث حجو إلى ركب الإمام الشافعى إلى صحراء سيناء عام 198 هجرية – 814 ميلادية، وكانت الرحلة مليئة بالمشقة، ففي حوار بين الوالى ومستشاره، يقول الوالى: "آمل أن تكون شئون مصر أقل مشقة من طريقها"، ليرد عليه: "هكذا هى مصر دائما لا سهل فيها إلا بعد مشقة".
وخلال الرحلة ومشاقها تمرض زوجة الشافعى مرضا شديدا لا تقوى فيه على الحركة، وتقوم على رعايتها ابنتاها، لكن حالتها تزداد سوءًا، فيعرض الشافعى الأمر على الوالى، ويطلب منه أن يؤجل الركب حتى تقوى زوجته على الحركة، فيقرر الوالى استمرار الركب فى الرحل لأن تأخيره سيمنح المتآمرين فرصة للانقضاض عليهم، مع ترك مؤونة للشافعى وأسرته، وحين تقوى على السير يلحقون بهم إلى مصر، وهنا يشك الوالى أن الشافعى تخلف عن السير معهم إلى مصر فى مؤامرة منه مع خصومه.
تتحسن حالة زوجة الشافعى ويعود الركب للسير من جديد فى طريقه إلى مصر، وهنا يقول الشافعى فى الهجرة عن الأوطان:
"تَغَرَّبْ عَنِ الأَوْطَانِ فِيْ طَلَبِ العُلَى - وسافِرْ ففي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِـدِ
تَفَرُّجُ هَـمٍّ، واكتِسَـابُ مَعِيْشَـةٍ - وَعِلْمٌ ، وآدابٌ، وصُحْبَـةُ مَاجِـدِ
فإن قيلَ في الأَسفـارِ ذُلٌّ ومِحْنَـةٌ - وَقَطْعُ الفيافي واكتساب الشَّدائِـدِ
فَمَوْتُ الفتـى خيْـرٌ له مِنْ حياته - بِدَارِ هَـوَانٍ بيـن واشٍ وَحَاسِـدِ".