ماذا أقول لربى غدًا؟.. أسرة شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق على جاد الحق تروى مواقف من حياته

الخميس، 16 مارس 2023 11:00 م
ماذا أقول لربى غدًا؟.. أسرة شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق على جاد الحق تروى مواقف من حياته

مرت ذكرى وفاة فضيلة الشيخ الإمام جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق أمس، حيث كان مدافعًا عن الإسلام، فجسد للبشرية الدور الريادى للأزهر الشريف.
 
جاد الحق علي جاد الحق ولد في قرية بطره التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية عام 1917، لأسرة أزهرية تتسم بالصلاح، من أهم صفات والده الأمانة حيث كان يأمنه الناس على أموالهم، وكان فضيلته الأخ الأصغر لتسع بنات، يتسم بالذكاء الشديد في صغره فحفظ القرآن الكريم على يد فضيلة الشيخ البهنساوي بسرعة فائقة، وفي سن الـ14 عامًا كان إمامًا للمسجد الشرقى، وهوالمسجد الأكبر بالقرية في ذلك الوقت، تعلم في معهد الأحمدى الأزهرى بطنطا، ثم التحق بالمرحلة الثانوية وانتقل أثنائها إلى العيش في القاهرة واستكمل دراسته في المعهد الدينى بالدراسة، ثم قدم أوراقه في كليه اللغة العربية التى رفضت أوراقه رغم تفوقه، وبعدها التحق بكلية الشريعة والقانون وتخرج فيها وحصل على العالمية عام 1944.
 
أما على جاد الحق ابن فضيلة الشيخ فقال عن أبيه: "كانت تملؤه الحنية والطيبة، وتعلمنا منه الصدق والأمانة، وأول عمله كان قاضيًا شرعيًا في محافظة المنيا، ثم في محافظة الجيزة، وبعدها في محافظة القليوبية ثم القاهرة، وتزوج عام 1947 وأنجب 3 أبناء ذكور منهم ضابط في الجيش المصرى، والأخر ضابط في البحرية المصرية، أما أنا فتخرجت فى كلية التجارة، وكان يتعامل معانا بالحزم والقوة،, وكان العقاب يكفى بالنظرة".

ابن فضيلة الشيخ 
 
وتابع: "تدرج فضيلة الشيخ في مناصب عدة منها كاتبًا في دار الإفتاء، ثم قاضيا، وتدرج حتى وصل إلى مستشار في وزارة العدل، ثم وزيرًا للأوقاف، وبعدها مفتى للديار المصرية، إلى أن إنتقل إلى مشيخة الأزهر ثم شيخ الأزهر الشريف.
 
وأكمل حديثه: "منح شهادة تقدير عام 1945 من قبل الملك فاروق الأول لكونه أحد أوائل الكليات الأزهرية، ومنح وسام الكفاءة الفكرية والعلوم من الدرجة الممتازة من الملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية، كما منح وشاح النيل في 1983 بمناسبة العيد الألفي للأزهر الشريف من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وهو أعلى وشاح تمنحه مصر لمكرميها، وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والمسلمين عام 1995م، كما منح أكبر وسام سنغالي خلال زيارته الرسمية لدولة السنغال بدعوة من حكومتها عام 1995م.
 
يقول شعبان عبد المعطى البشير مدير الجمعية الشرعية التى بناها فضيلة الشيخ في بلدته بطرة، إن فضيلة الشيخ كان متواضعا للغاية، ومن المواقف التى لا تنسي له رفضه تطوير بيته الذى ولد وتربى فيه وكان بالطوب اللبن بعد أن أصبح شيخًا للأزهر الشريف قائلًا: "من يريد أن يقابل جاد الحق يقابله في أى مكان وليس في بيت جديد".
 
وتابع عبد المعطى: "أنشأ فضيلة الشيخ مجمع خدمى كبيرة مكون من مسجد ومركز تعليمى وصحى لمساعدة غير القادرين بأموال جائزة الملك فيصل العالمية عام 1995، وأضاف أنهم تعملوا منه الكثير ولم ينساه أحد، فكانت له مواقف كثيرة جدًا منها رده على الدكتور زكريا عزمى عندما طلب منه أن يأتى لرؤية الرئيس الليبيى معمر القذافي اثناء زيارته للقاهرة قائلًا: "يا دكتور زكريا أنا مش عاوز أقابل الرئيس الليبيى، وهو اللى عاوز يقابل شيخ الأزهر فيبقى هو اللي يدور على الشيخ ويأتى إليه في مكتبه" هذا هو الإمام الأكبر، وهذا ما فعله أيضًا مع اللواء زكى بدر وزير الداخلية حين أتى إليه وكان يريد تخطى الزائرين في المقابلة، ورفض الشيخ الجليل وقتها مقابلته قائًلًا للسكرتير: "قوله حدد معاد الأول".

ابن أخ فضيلة الشيخ
 
"ماذا تقول لربك غدا" المقولة الشهيرة لفضيلة الشيخ، والتى علمها لأبنائه وأهل قريته، أكد ذلك "عبد القادر أحمد جاد الحق" ابن أخ فضيلة الإمام، والذى قال عنه: "كان عادلًا في أفعاله وأقواله محب لكل الناس لا يكره أحدًا، فكان يحب أهل بلده وأقاربه، ولا يمنعه في الحق لومة لائم، ومن المواقف التي أثرت فى كثيرًا وتعلمت منها الكثير، انه رفض مدة إعارتي للسعودية لسنة إضافية، لأنه ليس حقًا لي وشدد على مقولته: ماذا أقول ربى غدًا"، كما أنه رفض نقل أحد أهالى القرية بعد تعينه فى غينيا إلى مصر قائلًا: "هل هذا يرضي الله" فإنه لا يعطى حق أحد لأحد أخر، كما أنه قضى على المحسوبية داخل الأزهر الشريف في عهده.
 
وأضاف أن فضيلة الشيخ كان له العديد من المواقف التى ترفع من شأن الدين الاسلامى والأزهر الشريف منها، رفض لقاء الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيسهم عيزرا وايزمان خلال زيارته للقاهرة قائلًا: "أرفض التطبيع.. فأنا لا أضع يدى في يد قتلت الاطفال والنساء"، وكان مهمومًا بقضية القدس مؤكدًا أن القدس عربية إلى يوم الدين، كما رفض زيارة القدس دفاعًا عن القضية الفلسطينة.
 
توفى شيخنا فجر يوم 15 مارس 1996 إثر أزمة قلبية مفاجئة، بعد أن أنهى فضيلته المراجعة على أوراق عمله والبريد الرسمى للأزهر الشريف، وفارق الحياة بعد لحظات من الأزمة، أم صلاة الجنازة فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى الذى نعاه قائلًا: "لقد تعلمنا منه ألا نعصرن الدين، بل ندين العصر، فعصرنة الدين تعني أنه غير كامل حاشا لله".
 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق