تفصلنا أيام قليلة ويتحقق الحلم النووى المصرى، مع وصول أول معدة طويلة الأمد للمفاعل الأول لمحطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء بقدرة 4800 ميجا وات لتكون تتويج لمرور 80 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية المصرية الروسية وتحقيقا لحلم المصريين الذى بدأ منذ ستينات القرن الماضى.
وكشف الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية ، أن سفينة مزودة بأول معدات كبيرة الحجم للوحدة الأولى لمحطة الطاقة النووية بالضبعة انطلقت من مدينة سانت بيطرسبرج بروسيا الاتحادية إلى مصر منذ عدة أيام، موضحا أن السفينة تحمل 3 مكونات لجهاز يتم توفيره للقبض على المادة الأساسية المنصهرة (كوريوم) لمفاعل نووى فى حالة طارئة - الماسك الأساسى - وهو أحد العناصر الرئيسية لأنظمة السلامة السلبية لوحدة الطاقة موضحا أن الماسك عبارة عن وعاء على شكل مخروط فولاذى ويبلغ قطر الغلاف 6120 مليمتر، ويبلغ ارتفاعه 6110 مليمتر ووزنه 744000 كيلو، وتم إنتاجه فى روسيا فى مصنع خاص.
وأشار الوكيل إلى أن تصنيع مصيدة قلب المفاعل استغرقت 14 شهرا، حيث أن أعمال التصنيع بدأت بعد فحص الجاهزية بنجاح فى يوليو 2021، وجميع مراحلها الفنية تمت داخل روسيا، لافتا إلى أن مصيدة قلب المفاعل تعتبر معدة مميزة لمفاعلات الجيل الثالث المتطور، والتى تنتمى إليه مفاعلات محطة الضبعة النووية وهى عبارة عن نظام حماية فريد وأول جهاز كبير الحجم يتم تركيبه فى مبنى المفاعل أسفل قاع وعاء المفاعل بهدف رفع درجة أمان وسلامة الوحدة حال حدوث أى أمر خارج إطار التصميم لالتقاط المواد الأساسية المنصهرة فى حالة الانصهار غير المحتمل، مما يمنعها من الهروب والتسرب من مبنى الاحتواء، ومن ثم تمنع أى ضرر محتمل، قد يلحق بوعاء الاحتواء، وكذلك تمنع انتشار المواد المشعة فى البيئة.
وأشار رئيس هيئة المحطات النووية أن الماسك الأساسى جزء من جميع وحدات الطاقة النووية الحديثة المزودة بمفاعلات VVER-1200 من الجيل 3+و المعروفة أنها فريدة من نوعها للخبراء النوويين الروس والتى تضمن سلامة البيئة والأشخاص فى أى سيناريوهات لعملية محطة الطاقة النووية، مشيرا أن الرصيف البحرى يعتبر حالياً جاهز لاستقبال أول معدة طويلة الأجل لمحطة الضبعة النووية؛ وهى مصيدة قلب المفاعل وذلك بعد الانتهاء من تصنيعها واختبارها فى روسيا، موكدا أنه تم الانتهاء من صب الخرسانة الخاصة بالمفاعل الأول.
وأوضح أن وصول اول معدة طويلة الأمد خلال الاسبوعين القادمين يعتبروا اهم خطوة لخروج الحلم النووى المصرى للنور على أرض الواقع والانتقال من مرحلة الانشاءات إلى تركيب المعدات، مشيرا إلى أن محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء تعد تتويجا للتعاون المصرى الروسى على مدار الـ80 عاما الماضية على بدء العلاقات الدبلوماسية المصرية الروسية، مشيرا أن من حق المصريين أن يفرحوا بتنفيذ حلمهم النووى الذى طال انتظاره، لافتا إلى أن السرعة التى شهدتها هذه المحطة النووية من حيث الإجراءات نتيجة لاتباع منهج علمى وتحديد ما يريده الجانب المصرى.
وشدد الوكيل، أن مصر ممثلة فى هيئة المحطات النووية هى المالك الوحيد والمشغل للمحطة النووية بالضبعة لتوليد الكهرباء بقدرة 4800 ميجا وات، موكدا أنه لا يوجد أى شروط على مصر من الجانب الروسى ولن نقبل مصر بأى شروط على برنامجها النووى السلمى لتوليد الكهرباء.
الجدير بالذكر أن محطة الضبعة النووية فى محافظة مطروح تتكون من 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، بواقع 1200 ميجاوات لكل مفاعل، ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووى الأول منها عام 2028 ثم يتم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعا ضمن مزيج الطاقة الكهربائية.