طلال رسلان يكتب: «كتف في كتف».. تحمل الخير لـ4 ملايين أسرة في رمضان

السبت، 11 مارس 2023 10:00 م
طلال رسلان يكتب: «كتف في كتف».. تحمل الخير لـ4 ملايين أسرة في رمضان

- التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي يطلق أكبر مبادرة للحماية الاجتماعية لدعم المواطنين بالمحافظات

- أعضاء بالتحالف: تستهدف 360 ألف صندوق.. والمبادرة تؤمن احتياجات غذائية للأسر الأولى بالرعاية
 
أحد أهم مكاسب المواطن المصري فور إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي 2022 عاما للمجتمع المدني، كان اطلاق التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي مارس من العام نفسه، والذي شارك في عضويته كبرى مؤسسات العمل الأهلي والتنموي في مصر، ويضم 25 ألف جمعية قاعدية ومؤسسة أهلية وكيان خدمي وتنموي في المحافظات، منهم الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية والذي يضم في عضويته 30 اتحاد نوعيًا و27 اتحاد إقليميًا، والتي تعمل في مختلف مجالات التنمية على تنوعها من خدمية، وصحية، وتوعوية، وتعليمية، وعمرانية، وغيرها.
 
انطلق التحالف الوطني في ربوع مصر بمبادرات تلو الأخرى، رافعا شعار الدولة المصرية المعروف على مدار 8 سنوات وهو "حماية الطبقات الأكثر فقرا" من خلال حياة كريمة تضمن لهم العيش بكرامة كأحد المكونات الأساسية في الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان بمفهومها الذي تمت صياغته بما يحقق العدالة الاجتماعية في المجتمع.
 
خلال الأيام الماضية اطلق التحالف مبادرة جديدة تعد الأكبر في مجال الحماية الاجتماعية في تاريخ مصر والعالم، تحت اسم "كتف في كتف" لدعم المواطنين في المحافظات، ونقل نموذج جديد للتكافل بين أبناء الوطن الواحد، من خلال استهداف دعم المواطنين الأكثر احتياجا استعدادًا لشهر رمضان المبارك، وتستهدف مبادرة "كتف في كتف" توفير 4 ملايين صندوق مواد غذائية تصل إلى جميع المحافظات، حتى الحدودية، قبل شهر رمضان المبارك، كما سيتم إنشاء مطابخ على مستوى المحافظات لتوفير الوجبات الساخنة للمواطنين، لتكون أكبر مبادرة من حيث عدد المتطوعين، ويكفي صندوق "كتف في كتف" أسرة مكونة من 5 أفراد لمدة شهر، كما أكد التحالف الوطني على كشف مزيد من التفاصيل عن الحدث في ستاد القاهرة الدولي قريبًا.
 
وقبل إعلان المبادرة المهمة، شارك التحالف الوطني في الزيارتين الأخيرتين لمحافظتي سوهاج والمنيا، وأشاد الرئيس السيسي بجهود متطوعي التحالف الوطني بالعمل الأهلي والمجتمع المدني خلال اصطفاف 1500 متطوع في التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي، والتي تمثل تضافر الجمعيات والمؤسسات بكل طاقتها لدعم المواطنين، من خلال عدة مبادرات في الفترة الماضية، مثل "ستر وعافية" و"قطار الخير"، كما وجه الرئيس السيسي بالعمل على توفير المزيد من الدعم، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب والأزمة العالمية الجارية، لتخفيف العبء على كاهل الأسر الأولي بالرعاية والأكثر احتياجا.

«كتف في كتف» أكبر مبادرة
 
وفقا لما قاله عصام عبد الرحمن عضو التحالف الوطني للعمل الأهلى التنموى، فإن التحالف يستهدف دعم الشرائح الأولى بالرعاية لتوفير حياة كريمة لهم فى مختلف المجالات، لافتا إلى أنه من بين هذه المجالات تأمين الاحتياج الغذائى، مع دخول شهر رمضان، موضحاً أن التحالف يطلق مبادرة "كتف فى كتف" يستهدف من خلالها إطلاق أكبر مبادرة من نوعها لتأمين أكبر قدر ممكن من الاحتياجات الغذائية للأسر الأولى بالرعاية.
 
وأشار إلى أن التحالف يعمل على توفير وتعبئة 4 مليون كرتونة مواد غذائية لتوزيعهم على 4 مليون أسرة مصرية من الأسر الأولى بالرعاية فى جميع أنحاء مصر، مؤكدة أن التحالف كتيبة عمل تعمل على مدار الساعة للتخطيط ومتابعة التنفيذ المحكم، وعدد كبير من المتطوعين على مستوى الجمهورية يبذلون قصارى الجهد والعرق لتحقيق الهدف المطلوب.
 
وكشف محمود فؤاد عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى، عن إطلاق مبادرة "كتف فى كتف" الجمعة المقبل، ومن المقرر أن يتم توزيع مواد غذائية وتنفيذ قوافل طبية بـ 16 محافظة،ـ لافتاً إلى أن المبادرة  نموذج للتكافل ما بين المواطنين، حيث يتم استهداف 360 ألف صندوق مواد غذائية، لافتا إلى أن التحالف لديه أذرع تنفيذية على الأرض منتشرة فى كل قرية، وقال "نهدف بألا نكرر المساعدات لنفس الأشخاص، ونستهدف أكبر قدر ممكن من الأماكن لتقديم المساعدات، حيث نغطى أكبر قدر من القرى والوصول للمستفيدين بدون تكرار".
 
من جانبه، أكد الدكتور رضا سكر، عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أن مبادرة حياة كريمة حققت تغييرا كبيرا في جميع المحافظات، ولاسيما محافظة المنيا، مشيرا إلى أن التحالف الوطني من أفضل المبادرات التي حدثت في مصر خلال السنوات الأخيرة، موضحاً أن التحالف الوطني أفضل شيء حدث في مصر، لأن كل جمعية كانت تعمل بمفردها والان تعمل في مجالها وأصبح الجهد مكثف وأوفر للجميع من الجمعيات الاهلية، مؤكدا أن العمل في التحالف الوطني يعطيهم قوة ويوفر وقت ونفقات.
 
وأشار إلى أن التطور في المنيا كبير وهناك تطور عمراني وطرق ومصانع كبير، مضيفا: "المنيا كان فيها 10 مصانع دلوقتي في آلاف المصانع وخدمات على الطرق، والقرى تشهد تطور كبير، وقرية المعصرة فيها تطور مش موجود في المدن وتطورت البنية الأساسية سواء مستشفيات أو مدارس أو طرق وجمعيات زراعة وتحلية مياه".
 
سمية أبو العينين، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة أبو العينين الخيرية، وأحد المشاركين في المبادرة، قالت إن مبادرة "كتف في كتف" تمثل نموذجا جديدا للتكافل بين أبناء الوطن الواحد، من خلال استهداف دعم المواطنين الأكثر احتياجا خلال الشهر الكريم مشيرة إلى أن مؤسسة أبو العينين التي تفخر بالتعاون مع التحالف وستشارك في هذه المبادرة بتقديم 200 ألف كرتونة غذائية، مؤكدة على أهمية المبادرة غير المسبوقة في تاريخ مصر، التي تقدم النموذج المثالي في تكامل جهود المجتمع المدني لخدمة المواطنين في كل أرجاء مصر موجهة الشكر للرئيس السيسي، الذي يحرص على دعم جهود المجتمع المدني، باعتباره شريكا في بناء الجمهورية الجديدة وتخفيف العب عن المواطنين بسبب الأزمة العالمية.
 
وأشارت سمية أبو العينين إلى أهمية دعم ثقافة العمل التطوعي الخيري بين جميع المواطنين موجهة الشكر والتقدير لكل المتطوعين الذين يساهمون في انجاح جهود التحالف الوطني لدعم الأسر الأكثر احتياجا.

- التحالف الوطني.. عام من الخير والعطاء
 
كانت أنشطة التحالف الوطنى للعمل الأهلي التنموى مؤشرًا إيجابيًا على الانتقال من التنافسية بين مؤسسات المجتمع المدنى والأهلى إلى التشاركية، بما عزز التعاون بين القطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني نحو تضافر مؤثر للجهود بما يحد من ازدواجية المعايير، وتداخل المهام، وفى نفس الوقت يخدم أهداف عديدة للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وخاصة حقوق الغذاء والصحة والسكن والعمل.
 
وجاءت فكرة التحالف انطلاقاً من إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سبتمبر 2021، والتي شهدت إعلان الرئيس السيسي 2022 بوصفه عام المجتمع المدني، ومنذ ذلك الإعلان وعلى مدار عام كامل استطاعت مصر أن تحقق نقلة نوعية في مفهوم العمل الأهلي والتنموي، عبر توحيد جهود منظمات المجتمع المدني المصرية، وتشكيل التحالف الوطني للتنمية والعمل الأهلي، لترسيخ قواعد تضمن المشاركة الفعالة للجميع من خلال ميثاق عمل يحقق أهداف تنمية المجتمع المصري جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الحكومية في جميع المجالات.
 
البداية كانت بـ24 مؤسسة، وصلت في نهاية 2022 إلى 30 مؤسسة اتحدت سويا لتكمل عمل بعضها البعض، لتتضافر الجهود في مكانها الصحيح، ومع بداية العام الجديد، متوقع انضمام العديد من المؤسسات الأهلية للتحالف، بعدما رأت النجاح المتحقق على الأرض.
 
عام من العطاء والخير رغم قصرها إلا أنها شهدت العديد من التحركات السريعة على الأرض، كانت شاهدة على ملحمة إنسانية خدمية متكاملة للأهالى فى القرى الأشد احتياجا، حيث لعب التحالف دورا هام فى مساندة جهود الحكومة فى دعم الفئات المستهدفة من المواطنين والأكثر احتياجا والمتمثلة فى تقديم العينى بأشكال المساعدات الاجتماعية المختلفة للأيتام والأرامل والمقبلات على الزواج ومشروعات التمكين الاقتصادى، وكانت الأولوية في الدعم الصحي، حيث انتقلت كل القوافل الطبية في كل ربوع مصر؛ لتقديم الرعاية الصحية لكل مستحقيها، فضلا عن القوافل الغذائية التي تم تقديمها لملايين الأسر في مختلف المحافظات، كما قدم معاشات شهرية لأكثر من 600 ألف أسرة، مشيرا إلى أنه في ختام 2022 انطلقت قوافل (ستر وعافية) لتشمل كل الإمكانيات من ملابس ومواد غذائية وأدوية إلى لعب الأطفال وشنط المدارس، ولفت إلى أن التحالف يعتزم مواصلة جهوده خلال عام 2023 ليصل إلى عدد أكبر من المستفيدين.
 
الدكتورة نهى طلعت، أمين سر مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، تقول إن الرئيس السيسي أتاح فرصة ذهبية للمجتمع المدني في مصر، مشيرة إلى أنه بعد إعلان الرئيس السيسي، 2022 عاما للمجتمع المدني كانت هناك فرصة عظيمة لوجود انطلاقة لمفهوم العمل التشاركي، فتواجدنا جميعا للعمل مع بعضنا البعض، وانضم إلينا العديد من الكيانات التنموية المهمة، ونفذنا التكليفات الخاصة بإجراء حوار مجتمعي مركزي ولا مركزي، وقمنا بجولات في كل المحافظات لسماع الآراء، والتي أكدت ضرورة عمل تنسيق وتعبئة للجهود لتوسيع دائرة الاستفادة.
 
وتشير إلى أن التحالف استهدف الأماكن الأكثر استحقاقا، ووصل تقريبا لنحو 30 مليون مواطن مصري، "بفضل قاعدة بيانات موحدة قمنا بتنفيذها"، مؤكدة أن القاعدة كان عليها نحو 4ر37 مليون مواطن من الأكثر استحقاقا، ولدينا خريطة واضحة لاحتياجات هؤلاء المواطنين، لافتة إلى أن مخرجات التجربة تلخصت في الوصول إلى 30 مليون مواطن بتكلفة إجمالية 12 مليار جنيه، مشيرا إلى تعدد قطاعات التدخل منها الغذائي والصحي والاجتماعي والثقافي والتوعوي، مشيرة إلى أن ملف الإسكان، تم من خلاله توفير سكن لحوالي 54 ألف مواطن ما بين منازل جديدة وإعادة تأهيل بعض المنازل، وبالنسبة لفرص العمل فقد تم توفير 139 ألفا و500 فرصة عمل تتضمن مشروعات جديدة صغيرة ومتناهية الصغر.
 
وفي ملف الصحة "تم الوصول الخدمات إلى حوالي 5 ملايين مواطن، وفي ملف الغذاء تم الوصول إلى 25 مليون مواطن، بينما في ملف المساعدات الاجتماعية فقد تم الوصول إلى 20 مليون مواطن"، مشيرة إلى مبادرة "ازرع" التي تعد من أهم المبادرات الهادفة إلى تمكين صغار المزارعين والتوسع في استزراع الأراضي؛ حيث تم التركيز على المحاصيل الاستراتيجية بهدف تأهيل الفاتورة الاستيرادية وبدأت المرحلة التجريبية باستهداف 100 ألف مزارع لزراعة محصول القمح، موضحة أنه بالنظر إلى ملف القوافل، فقد تضمن قوافل "ستر وعافية" وهي شاملة تجوب المحافظات المختلفة تزور القرى والمراكز لتقديم الخدمات المختلفة لكل المواطنين سواء صحية أو غذائية أو اجتماعية واستهدفت 320 ألف مواطن من خلال 16 قافلة خلال 3 شهور من 2022.
 
واهتم التحالف بإعادة إحياء الاحتفال بالمواسم الدينية والأعياد القومية باعتباره جزءا أساسيا من الثقافة المصرية مهما كانت الضغوط الاقتصادية على الأسرة، وقالت الدكتورة نهى طلعت إن كافة المجهودات التي قام بها التحالف له علاقة مباشرة بمحاور "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان".
 
 وتحدثت أمين سر التحالف عن خطة 2023، وقالت "المستهدف أن تكون تكلفتها 14 مليار جنيه، بالنسبة لملف العمل والتمكين الاقتصادي المصري لإخراج المواطنين بشكل نهائي من دائرة الفقر وعدم اعتمادهم على المساعدات"، مشيرة إلى أنه فيما يخص ملف الغذاء، فإن الخطة تستهدف مليونا ونصف مليون مواطن بشكل فيه استدامة بالتغذية الشهرية بالإضافة إلي 25 مليون مواطن يستفيدون بالتغذية الموسمية في المناسبة المختلفة، وفيما يخص ملف الدعم النقدي، فتستهدف الخطة 400 ألف أسرة تستفيد بشكل مستمر من المعاشات النقدية بالإضافة إلى مليون أسرة بالدعم النقدي الموسمي، مشيرة إلى أن ملف الصحة، تستهدف الخطة حوالي 5 ملايين مواطن بتدخلات صحية مختلفة بالإضافة إلى مليون مواطن سيتم استقبالهم في المستشفيات المتخصصة المملوكة لمؤسسات وأعضاء التحالف بالإضافة إلى 600 مليون جنيه دعما للمستشفيات الحكومية أو التعليم العالي، موضحة أنه فيما يخص محور المساعدات الاجتماعية وقوافل الإغاثة، فقد تم رصد 2 مليار جنيه، حيث تستهدف الخطة 250 ألف مستفيد.
 
وقالت إن الأهداف الاستراتيجية طويلة المدى خلال 7 سنوات القادمة، هي إخراج أول عدد من المواطنين من دائرة الفقر، حتى تصبح لدينا مظلة حماية اجتماعية تستوعب أكبر عدد من المواطنين في حالة الاحتياج، كما سيتم زيادة أنشطة برامج التحالف خلال الخمس سنوات القادمة بميزانية تصل إلى حوالي 200 مليار جنيه، حيث يتم دراسة التوسع في ملف الاستثمار الخيري وجذب تمويل خارجي للمشروعات التنموية التي يتم تنفيذها عن طريق مؤسسات المجتمع المدني بالشراكة مع الحكومة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق