التقدير ثم التقدير
الخميس، 09 مارس 2023 07:26 م
التقدير من الأمور التي لها وقع السحر والتي تعد كشاحن البطارية التي تمدها بالطاقة لتستمر في العمل، ففكرة التقدير في حد ذاتها تعد في حد ذاتها محفزة لطاقات العطاء والتطور والإبداع، فمنذ الطفولة نجد أن الطالب الذي يتم تكريمه ولو معنويا يصبح أكثر التزاماً واجتهادا للحفاظ على مستواه وعلى نظرة مجتمعه الصغير "المدرسة" الإيجابية له، فنجد أن الطفل يشعر بفخر وسعادة بالغة عند عودته للمنزل حاملا في يده ورقة مكتوب بها اسمه وموضحاً بها تميزه، حتى مجرد قيام معلمته بوضع أحد الملصقات على يده أو رسم نجمة عليها يستطيع أن يرفع من نفسيته بشكل كبير، والرغم من أن الأمر يبدو بسيطا إلا أن وقعه على النفوس كبير .
ومن هذا المنطلق أصبح تكريم العلماء والنجوم والطلبة المميزين في المجتمع أمراً مطلوباً ومعبراً أساسياً عن تقدير المجتمع له، أتمنى أن تنتهجه الدولة في المناسبات المختلفة.
ما أود الحديث عنه الآن هو تكريم الفنانين الذين قدموا لمصر الكثير واستخدموا سلاح القوة الناعمة الخاصة بهم في إعلاء الثقافة وترسيخ الهوية المصرية لدى العرب أجمع، وكما أن مهرجان السينما دائما ما يكرم القائمين على صناعة السينما، أتمنى أن تقوم دار الأوبرا بتخصيص حفلا ضمن حفلاتها الشهرية لأحد عمالقة الموسيقى المصرية مع إطلاق اسمه على حفلات الشهر مع دعوة الفنانين الراغبين في إحياء الحفل أو حتى قيامة كورال الأوبرا ومواهبها الشابة وما أكثرهم في القيام بهذا الدور، كنوع من التقدير لما قدمه للفن المصري.
أعتقد أن مصر أولى بأبناءها وأن التقدير حين يأتي من وطن الإنسان الأم يظل له مذاقا مختلفا وقيمة في القلب لا تضاهيها قيمة.
ومن هنا أناشد السيدة وزيرة الثقافة النظر في الأمر والتخطيط له وتنفيذه في أقرب وقت خاصة أنه لن يكلفنا سوى اتخاذ القرار .
وفي النهاية باعتباري مواطنة مصرية أود أن أعبر عن شكري وتقديري واحترامي لكل من ساهم وقدم ما يفيد أو يميز أو يثري ويرفع من شأن واسم مصر داخليا وخارجيا في أي مجال من المجالات .