اعتقالات جديدة.. هل اقتربت نهاية تنظيم الإرهابية في تونس؟
الأحد، 05 مارس 2023 02:30 م
واصلت السلطات التونسية حربها ضد تنظيم الإخوان الإرهابي في البلاد، بعد أن ألقت قوات الأمن التونسي القبض على وزير الزراعة السابق الإخواني محمد بن سالم، خلال محاولته اجتياز الحدود التونسية الليبية وبحوزته مبلغ مالي ضخم، وأيضا توقيف القيادي الإخواني الحبيب اللوز والقيادي بحركة النهضة الإخوانية وعضو البرلمان السابق الصادق شورو، إثر قضية مالية في علاقة بقضية تسفير الإرهابيين إلى بؤر الإرهاب، ما يشير إلى أن نهاية تنظيم الإخوان في تونس قد اقتربت.
وذكرت تقارير إعلامية، أنه جرى توقيف بن سالم عند بوابة الحرس الوطني (حرس الحدود) سيدي مصباح، متوجها نحو الحدود البرية الليبية وبرفقته عقيد بالجمارك التونسية (تمتّع بالعفو التشريعي بعد 2011) ينتمي لتنظيم الإخوان. وأفادت بأن بن سالم أراد الفرار من تونس بعد فتح تحقيق معه بتهمة استيلائه على منحة مالية من الحكومة الهولندية إلى تونس عندما كان وزيرا للزراعة بعد 2011.
ومحمد بن سالم، هو قيادي إخواني استقال من حركة النهضة بعد 25 يوليو 2021. تقلد بعد 2011، منصب وزير الزراعة، وفاز بمقعد في البرلمان التونسي. وسجن محمد بن سالم سنة 1987 لمدة تسعة أشهر خلال حكم نظام زين العابدين بن علي، وسجن مرة ثانية لمدة شهرين ونصف بين 1990 و199. تنقل محمد بن سالم بين المناصب في حركة النهضة الإخوانية التي ينتمي لها، حيث عين في 1989 كعضو في مجلس الشورى، وفي 1990 أصبح نائب رئيس الحركة، حتى أصبح بين أبريل ويونيو 1991 رئيسا لها. عاش بن سالم في المنفى في فرنسا بين 1991 و2011، حيث أسس العديد من الشركات التي تعمل في مجال العقارات وتجارة الجملة في مواد التجهيز المختلفة.
وبحسب «العين» الإماراتية، فيما يخص واقعة المنحة الهولندية، فإن «وزارة الزراعة وفي نطاق التعاون الدولي وتطوير تربية الأبقار الحلوب منحت الحكومة الهولندية هبة لتونس تتمثل في 12 ألف بقرة حلوب مناصفة بين بقر حلوب وعجول استولى محمد بن سالم على 2000 بقرة ووجهها لضيعته بمنطقة جرادو من محافظة زغوان شمال شرقي تونس والتي تبلغ مساحتها نحو ألف هكتار ومسجلة باسم زوجته».
وعلى صعيد أخر، أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية سوسة 2 بتونس قرارا بسجن القيادي بحركة النهضة سيد الفرجاني في قضية ما يعرف إعلاميا بأنستالينغو، وفق ما أفادت مراسلة إذاعة موزاييك بسوسة. وكان سيد الفرجاني قد مثل صباح الأربعاء الماضي، أمام قاضي التحقيق بحالة إحتفاظ.
وبحسب ما أفاد به المساعد الأول لوكيل الجمهورية بمحكمة سوسة 2 التونسية والناطق الرسمي بها رشدي بن رمضان فإن المتهم الذي مثل أمام قاضي التحقيق لم تشمله قائمة الأسماء التي تم فتح بحث تحقيقي ضدهم لكن مع تقدم الأبحاث وورود نتائج الاختبارات تم توجيه التهمة في حقه.
وفي نفس السياق، كشفت تقارير إعلامية، نقلا عن مصادر أمنية، أنه جرى توقيف القيادي الإخواني الحبيب اللوز في قضية مالية في علاقة بقضية تسفير الإرهابيين إلى بؤر الإرهاب. كما أكدت المصاد، اعتقال القيادي بحركة النهضة الإخوانية وعضو البرلمان السابق الصادق شورو، من طرف شرطة مكافحة الإرهاب بقضية تسفير الارهابيين إلى بؤر التوتر.
في غضون ذلك، اعتبر مراقبون، أن الاعتقالات الأخيرة في صفوف قيادات من تنظيم الإخوان ورجال أعمال هي بداية المحاسبة، مشيرين إلى أن الاعتقالات الأخيرة توفرت بشأنها معطيات وتقارير أمنية، تشير إلى وجود تآمر على أمن الدولة والعمل على إسقاط الرئيس قيس سعيد والانقلاب عليه وعزله عن طريق تأجيج الاحتجاجات الشعبية بعد رفع الأسعار وشح المواد الأساسية من السوق.
ويرى المراقبون، أن هذه الاعتقالات تمّت في إطار مطلب شعبي يتمثل في المحاسبة، داعياً إلى ضمان المحاكمة العادلة للموقوفين، مؤكدين أن الاعتقالات ما زالت متواصلة، وستشمل أعداداً كبيرة، حيث توجد عصابات ولوبيات ذات مصالح مشتركة، ثبت بالحجة أنّ هناك اتصالات فيما بينها، كما أنّ هناك مخططاً للتآمر على أمن الدولة والانقلاب على الرئيس قيس سعيد.