يوسف أيوب يكتب: من سوريا إلى تركيا وقطر.. حضور مصري
السبت، 04 مارس 2023 10:00 م
الإثنين الماضى كان الخبران الرئيسان هما:
وزير الخارجية سامح شكرى يزور سوريا وتركيا ناقلا رسالة دعم ومؤازرة للدولتين الشقيقتين في المحنة الإنسانية الراهنة، بتكليف من الرئيس السيسي.
الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء يترأس وفداً وزارياً في زيارة مهمة إلى قطر.
وقبلهما بيومان زار المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب العاصمة السورية «دمشق» ضمن وفد ضم رؤساء البرلمان العربية.
الزيارات الثلاثة هي تأكيد على الصياغة المتينة لسياسة مصر الخارجية، التي تؤمن بأن توثيق العلاقات مع الاشقاء والأصدقاء هو المسار الصحيح الذى يجب ان تسير عليه الدول، ومن هنا تعطى مصر نموذجاً لكل دول المنطقة، لكى تحذو حذوها.
ورغم تباين أسباب الزيارات الثلاثة، ما بين إنسانية وتأكيد الدعم لتركيا وسوريا في أعقاب الزلازل المدمر، وتوثيق العلاقات مع قطر، الا أن ردة فعل الدول الثلاثة كلها سارت في اتجاه واحد، أن العرب والمنطقة بشكل كامل في حاجة إلى مصر.
هذا الأمر يظهر من تصريحات مسئولي الدول الثلاثة.
في دمشق أعرب الرئيس السورى، بشار الأسد عن شكره لمصر وشعبها العظيم على استضافة اللاجئين السوريين على أراضيها وحسن معاملتهم كأشقاء، كما أعرب عن تقديره البالغ لمبادرة الرئيس السيسي بالاتصال معه هاتفيا عقب الزلازال، وثمن عاليا ما لمسه من مشاعر أخوية خلال الاتصال.
وفى أنقرة التى شهدت تسليم شحنة المساعدات المصرية السادسة المقدمة إلى تركيا؛ لمواجهة تداعيات الزلزال، وشعارها «من شعب مصر إلى الشعب التركي.. قلوبنا معكم في مواجهة آثار الزلزال المدمر.. حفظ الله شعوبنا وأوطاننا من كل سوء»، أشاد وزير الخارجية التركي بدور مصر وموقفها المساند لتركيا في كارثة الزلزال، وقال: إننا «نثمن وقفة مصر إلى جانبنا عقب كارثة الزلزال، ونسعى لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع مصر»، لافتاً إلى أن الصداقة والأخوة تتضح في الأيام العصيبة، وقد تلقينا كافة المساعدات من الجانب المصري، ومصر بلد مهم بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وللعالم أجمع، لافتاً إلى أن تركيا ستضع الخطوات الملموسة من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن زيارة سامح شكري في هذا التوقيت لها مغزى كبير، معربا عن شكره وتقديره لهذه الزيارة.
وفي قطر، أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حرص بلاده على تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم الاستثمارات القطرية في مصر، موضحًا أن الاقتصاد المصري كان يسير بشكل جيد جدا خلال السنوات الماضية، وكانت مصر تحقق تقدماً سريعاً في قطاعات متعددة، لكن جاءت جائحة كورونا، وتلتها الأزمة الروسية الأوكرانية لتلقي بظلالها على مصر مثلما أثرت على باقي دول العالم، مشيداً في الوقت نفسه بما تشهده العلاقات الثنائية من تطور وزخم إيجابي.
كما أعرب الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، عن تطلع قطر لتعزيز علاقاتها مع مصر في مختلف المجالات، وأن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التعاون، لا سيما على صعيد الاستثمارات القطرية في مصر، وأثنى على توقيع اتفاقية منع الازدواج الضريبي بين البلدين، مؤكداً أنه سيكون لها أثر ملموس على زيادة وتشجيع الاستثمارات القطرية في مصر، كما رحب بمجالات التعاون المقترحة مع مصر في مجال التصنيع الدوائي، والمناطق الحرة، والفنادق، والأنشطة الإنشائية والعقارية المختلفة.
كل هذا يؤكد المسار الصحيح الذى تسير عليه الدولة المصرية وفق استراتيجية واضحة وضعها الرئيس السيسى تقوم على تقوية العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، وان تكون مصر حاضرة بقوة، باعتبارها رمانة ميزان واستقرار المنطقة، وبدونها تختل كل الموازين.