السند للأشقاء والأصدقاء.. مصر تقدر دوما علاقتها مع جميع دول العالم ولا تنسى وقوفهم إلى جانبها في الأزمات
السبت، 04 مارس 2023 09:00 ممحمد فزاع
مصر تقدر دوما علاقتها مع جميع دول العالم ولا تنسى وقوفهم إلى جانبها في الأزمات.. وبرهنت أنها لن اتأخر يومًا عن الأشقاء والأصدقاء
مؤسسة «براند فاينانس» وضعت القاهرة كواحدة من أفضل دول العالم أداءً في مؤشر القوة الناعمة لتحتل المركز الـ31 عالميا
مساعدات إغاثية لمختلف دول العالم ومدت يد العون لأمريكا والصين وإيطاليا بأزمة كورونا.. وإفريقيا في القلب بمساعدات طبية لأكثر من 30 دولة
رسائل تضامن ومساعدات مصرية للأشقاء السوريين والأتراك.. وزيارة شكرى لدمشق وأنقرة تؤكد "إنسانية" التحركات المصرية
مؤسسة «براند فاينانس» وضعت القاهرة كواحدة من أفضل دول العالم أداءً في مؤشر القوة الناعمة لتحتل المركز الـ31 عالميا
مساعدات إغاثية لمختلف دول العالم ومدت يد العون لأمريكا والصين وإيطاليا بأزمة كورونا.. وإفريقيا في القلب بمساعدات طبية لأكثر من 30 دولة
رسائل تضامن ومساعدات مصرية للأشقاء السوريين والأتراك.. وزيارة شكرى لدمشق وأنقرة تؤكد "إنسانية" التحركات المصرية
تتبع مصر سياسة تتسم بالتوازن تجاه الجميع بالداخل والخارج، وتحرص على علاقات طيبة مع الجميع، ويظهر دورها الفاعل في المساهمة بقوة بإنهاء أزمات الشعوب بالمنطقة العربية ودول الخارج الصديقة، ومنها المساعدات الإنسانية التي تقدمها دون مكاسب سياسية أو تفرقة بالبقعة الجغرافية، أو العرق، واللون والطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب.
مساهمات السياسة الخارجية المصرية في الأزمات ولتقديم يد العون، تأتي ضمن التزامها التاريخي، بما لها من قوة ومكانة، وما يضيفه لها موقعها الجغرافي ودورها التاريخي، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، مرارا بالقول إن "مصر تقدر دوما علاقتها مع الأشقاء ولا تنسى وقوفهم إلى جانبها، وسياسة مصر تتسم بالاعتدال مع الجميع بالداخل والخارج".
الأمر ليس غريبا على مصر بحسب ما أكدته مؤسسة «براند فاينانس» والتي وضعت القاهرة كواحدة من أفضل دول العالم أداءً في مؤشر القوة الناعمة لتحتل المركز الـ31 عالميا، مشيدة بالجهود الحكومية والنظرة الدولية في إطار الارتقاء بمؤشر العلاقات الدولية، والذي يعتمد على ركائز التأثير الدبلوماسي للدولة، والعلاقات الطيبة مع دول العالم، والتضامن الدولي من حيث تقديم المساعدات الدولية أثناء الأزمات، موضحة أن مصر قدمت مساعدات طبية ومستلزمات وقائية لأكثر من 30 دولة إفريقية لمساعدتهم في مجابهة انتشار فيروس كورونا، بجانب تقديم الخدمات الطبية لآلاف الحالات المتضررة من السيول، فضلا عن دورها الفعال في أزمة زلزال تركيا وسوريا.
ولم تتخلى مصر أبدا عن أشقائها وقت الأزمات ومنها كارثة تركيا وسوريا، إذ كانت في طليعة الدول التي أرسلت مساعدات عاجلة بتوجيهات رئاسية سريعة دون انتظار، وكان المتطوعين المصريين والهلال الأحمر المصري أول ممثلين لدولة تصل للمواقع المنكوبة.
ومن قاعدة شرق القاهرة الجوية أقلعت طائرتا نقل عسكريتين، متجهتين إلى تركيا محملتين بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، شملت أدوية ومستلزمات طبية المقدمة من وزارة الدفاع ووزارة الصحة والسكان للمساهمة في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، وتبعها إرسال 5 طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية للبلدين، ووصول فريق إغاثي وطبي إلى بلدة جندريس بريف عفرين شمالي حلب، لدعم عمليات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وبعد أيام وصلت سفينة مصرية، لميناء اللاذقية السوري تحمل على متنها 1000 طن من المساعدات الإغاثية للمتضررين من الزلزال، وتحركت قافلة فيها مئات الأطنان لمساعدة الضحايا.
جميع مساعدات مصر جاءت في وقت امتنعت فيه دول غربية بتقديم يد العون لسوريا والمتضررين بسبب خضوعها لقانون العقوبات الأمريكي اللاإنسانى ضد دمشق، لتؤكد مصر أنها دائما السند تجاه الأشقاء، وما بادرت به القيادة لمساعدة الشقيقة سوريا جعل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تشيد بجهود مصر لإنقاذ ضحايا الزلزال في سوريا، بالقول "رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أن مصر أول فريق دولي يصل إلى سوريا ليقدم الدعم والإغاثة للمتضررين من الزلزال، شكرًا لشعب وحكومة مصر على الدعم الدائم".
مصر وسوريا ركن أساسي لحماية الأقطار
دعم رابط الأخوة والصداقة لم يتوقف عند هذا الحد، فتوجه وزير الخارجية، سامح شكري، إلى تركيا وسوريا ناقلا رسالة تضامنية من القيادة والشعب المصري، ضمن زيارة إنسانية التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، ووزيرا خارجية تركيا وسوريا، مؤكدا استعداد مصر الدائم لتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين في المناطق المنكوبة، وأن مصر حكومةً وشعبًا، لا يمكن أن تتأخر يومًا عن مؤازرة أشقائها.
وفى دمشق، نقل شكري، للرئيس السوري بشار الأسد رسالة من الرئيس السيسى أكد خلالها تضامن مصر مع سوريا واستعدادها لمواصلة دعم السوريين بمواجهة آثار الزلزال، وحرص القاهرة على تعزيز هذه العلاقات وتطوير التعاون المشترك بين البلدين، واعتبر شكري أن العلاقة السورية -المصرية ركن أساسى في حماية الأقطار العربية، مؤكدًا أن مصر ستكون دائمًا مع كلّ ما يمكن أن يساعد سوريا، وستسير قُدمًا بكلّ ما من شأنه خدمة مصالح الشعب السوري الشقيق.
وكشف شكرى عن تقديم مصر لأكثر من 1500 طن من المساعدات إلى سوريا، موضحا أن "هدف زيارة دمشق إنساني بالدرجة الأولى، كون الشعب السوري له مكانته لدى الشعب المصري وتربطنا أواصر إنسانية، وونحن هنا لمؤازرة أشقاءنا وتنسيقنا مع الحكومة السورية بدأ منذ الأيام الأولى لوقوع الزلزال"
واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام، منوها إلى أن مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها خلال مرحلة الحرب على سوريا كلاجئين، بل احتضنهم الشعب المصري في جميع المناطق ما يؤكد على الروابط التى تجمع بين الشعبين، والأصالة التي يمتلكها الشعب المصري.
علاقة خاصة مع تركيا
أما في تركيا، سلم وزير الخارجية، نظيره، مولود تشاووش الشحنة السادسة من المساعدات الإغاثية المصرية المقدمة إلى تركيا، بميناء مرسين، ليبلغ إجمالي ما أرسلته القاهرة منذ اليوم الأول للزلزال وحتى الآن أكثر من 1200 طن من المساعدات الإنسانية، وأكد شكري أن زيارته تركيا تهدف لنقل رسالة تضامن ومواساة للشعب التركي، ومصر ستبذل كل الجهد للوقوف بجوار الأشقاء الأتراك، مؤكدا وجود علاقة خاصة تربط الشعبين المصرى والتركي.
ورد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بأن عودة العلاقات الإيجابية مع مصر ترسخ لاستقرار المنطقة، مؤكدا أن البلدين ستعملان على وضع خطوات ملموسة لرفع مستوى العلاقات مع مصر، متقدما بالشكر لشعب وحكومة مصر.
دعم برلماني
وضمن مسار الدعم السياسي، توجه المستشار الدكتور حنفى جبالي، رئيس مجلس النواب، ضمن وفد الاتحاد البرلماني العربي لرؤساء برلمانات مصر والعراق والأردن وفلسطين والإمارات وليبيا، العاصمة السورية دمشق، لنقل رسالة للرئيس السوري بشار الأسد، وأكد جبالي، أن الزيارة إنما تأتي تأكيدًا على الدعم والتضامن التام مع الشعب السوري الشقيق في مواجهة تداعيات كارثة الزلزال المُدمر، مشددا على الرباط التاريخي الذي يربط مصر وسوريا، مُتمنيًا لسوريا الشقيقة وشعبهًا الصامد المناضل كل الازدهار والرفاهية والرخاء، وقال: «نحن في سوريا من أجل مؤازرة شعبنا، ومثلما أكد الرئيس، مش هنستنى سوريا تجيلنا إحنا اللي نروحلها عشان دي بلدنا، ومصر مع سوريا في خط واحد وستعود إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية والبيت العربي، وهذه الزيارة هي لدعم سوريا قيادة وحكومة وشعبًا».
إفريقيا الحاضرة دائما
وبعيدا عن الأزمة الأخير في دمشق وأنقرة، نجحت القيادة السياسية المصرية منذ 8 سنوات ببراعة بإعادة مصر لمكانتها بالقارة وبجهود دؤوبة ومتواصلة، وكانت مصر العضد والسند للأشقاء أيضا بالقارة، في ضوء إدراك الدولة المصرية الواسع لأهمية الامتداد الإفريقي لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومي المتعددة.
ودائما ما تسمى مصر بقلب أفريقيا الكبير، وهي بمثابة شريان حياة لضمان الدعم المستمر بالمساعدات للأشقاء، والتي ظهرت جليا مع بدء جائحة كورونا التي أرهقت الجميع، ومع رغبة منها في دفع مخاطر الأمراض والأوبئة.
وعلى ذكر الأمثلة وليست للحصر، مع السودان، أرسلت القاهرة أكتوبر 2020، مصر وفدا طبيا لعلاج مصابي الثورة السودانية وفتحت وزارة الصحة المصرية مستشفياتها لعلاج المصابين، وقبلها توجهت شحنة مساعدات طبية عبر طائرات عسكرية من القاهرة للسودان 2019 عبارة عن 25 طنًا من الأدوية ومستلزمات طبية للمساهمة بتخفيف العبء عن كاهل الشعب السوداني.
ومنذ شهر أبريل 2019 وحتى 2021، أرسلت مصر أكثر من 182.5 طن مساعدات طبية شملت 21.5 طن ألبان أطفال، و161 طنا من الأدوية ومحاليل، ومستلزمات طبية وجراحية ووقائية، وبروتوكولات علاج فيروس كورونا، فضلا عن مساعدات طبية لمكافحة الملاريا في شكل أدوية مقاومة ومكافحة ومبيدات حشرية خاصة بمكافحة بعوضة الجامبيا المسببة للمرض.
وفي إطار تضامن مصر مع منكوبي السيول التي اجتاحت السودان أغسطس 2020، جرى إعداد وتجهيز كميات كبيرة من المساعدات العاجلة للمتضرري من الأشقاء، مع تعزيز استفادة السودان من مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعالج مليون إفريقي من فيروس سي.
وفى البرنامج التعليمى، أتاحت مصر 10 منح دراسية سنوًيا للأطباء السودانيين ضمن برنامج الزمالة المصرية، كما أتاحت بروتوكولات عالج فيروس "سي" للجانب السوداني للاستفادة منها، وتم تفعيل نظم الترصد والتحكم للأوبئة بين البلدين.
مساعدات السيول لا تتوقف
أما مع أوغندا قاربت المساعدات خلال السنوات الماضية لتطوير المشروعات المائية بنحو 22.4 مليون دولار مقدمة عبر منح، وفي أغسطس 2018، نفذت مصر مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة "كسيسي" بغرب أوغندا، وبلغت تكلفته 2.7 مليون دولار، وفي 2016 قدمت مصر منحة طبية لمستشفى Mulago بالعاصمة كمبالا، عبارة عن وحدتي غسيل كلوي، ووحدة مناظير، ومجموعة من الأدوات والأجهزة الطبية الأخرى.
وفي أزمات السيول قدمت مصر 2007 معونات للضحايا الفيضانات التي ضربت شمال شرق أوغندا حوالي 750 كجم من الأدوية، وأرسلت سبع حاويات تتضمن 140 مترا طنيا من الأرز و400 كرتونة زيت طعام، و80 خيمة كبيرة، وأبريل 2010 أرسلت مساعدات إغاثة إنسانية لضحايا الانهيارات الأرضية بمنطقة بودودا تضمت 1.2 طن من الأمصال، و2.5 طن من الأدوية.
ومع غينيا الاستوائية لم تكف مصر عن إرسال المنح ودعم الكوادر الغينية، وعلى الجانب الإنساني أارسلت شحنة مساعدات طبية وإنسانية لإغاثة ضحايا التفجيرات التي شهدتها مدينة باتا خيل مارس 2021.
صحة إفريقيا والعالم
وبخلاق المساهمات الطبية، أطلق الرئيس السيسي عدة مبادرات صحية من أجل أفريقيا، ففى مارس 2019 اطلاق مبادرة علاج مليون أفريقى من فيروس "سي" خلال ملتقى أسوان للشباب العربى الأفريقى، وفي يونيو 2022، أطلق الرئيس مبادرة من مصر لتقديم 30 مليون جرعة للتطعيم ضد فيروس كورونا للأشقاء في الدول الأفريقية وبالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي فى المؤتمر والمعرض الطبي الأول بأفريقيا.
ولم تقف مبادرات المساعدات عند إفريقيا فقط ولكن واصلت طريقها حتى الولايات المتحدة، في جائحة كورونا عبر إرسال أطنان من التجهيزات الطبية، وتبعها مساعدات طبية لبريطانيا والصين وإيطاليا، لتظهر مقدرة الدولة المصرية الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية، والتي تسمح لها بتقديم يد المساعدة للآخرين في الوقت الذى تواجه فيه أزمة مماثلة بنجاح بالغ.