«سيناء كاملة بينا»: تطهير سيناء من الإرهاب.. قصة كفاح دولة ضد الخوارج (1)
السبت، 04 مارس 2023 06:00 م
نجحت مصر فى استعادة سيناء بعد رحلتها الصعبة التى استمرت قرابة 9 سنوات، شهدت خلالهم أرض الفيروز معارك طاحنة على خط النار مع الإرهاب، فما بين انفلات أمنى وغياب لهيبة الدولة والقانون، وانتشار الخوف والهلع بين الأهالى من قنابل ومتفجرات التكفيريين، إلى ضخ الأمن والتنمية في شرايين المحافظة.
سيناء التى تُمثل للمصريين مكانة سياسية وجغرافية، ودينية هامة، تحولت قبل 9 سنوات إلى ساحة حرب حقيقية، فما بين فوارغ طلقات الرصاص الملقاة على الأرض، والعبوات الناسفة و"الدشم الحربية" والعمارات المتهالكة من آثار الرصاصات وطلقات "الآر.بى.جي" كانت شمال سيناء تغرق فى حربها ضد الإرهاب، ليراها العالم الآن تعود بالعمران والتنمية.
القيادة السياسية أولت اهتماما كبيراً بتنمية سيناء بالكامل، بالتوازى مع الحرب على الإرهاب، تلك التنمية التى جاءت بقرار استراتيجى استهدفت من خلاله الدولة زيادة الرقعة السكانية هناك، وإنشاء مجتمعات عمرانية، تبعها اهتمام بالبنية التحتية، وزيادة بالطاقة الكهربائية، فضلاً عن توفير فرص لاستصلاح الأراضي الزراعية والصناعات المختلفة وإمكانيات كبيرة لبناء مجتمعات بدوية.
الاستراتيجية القومية لتعمير سيناء نجحت أيضا فى ربط المشروعات القومية لتعمير سيناء، وربط المشروعات التنموية بمسار متطور ومتكامل استهدف إعادة المرافق الكاملة لمدن سيناء، وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين، لتشهد سيناء حالياً طفرة تنموية كبيرة عقب القضاء على جيوب الإرهاب الذى عانت منه لعدة سنوات من التدمير.
أهالى سيناء احتفوا جميعاً بعودة الحياة إلى طبيعتها هناك بفضل الجهود التى قام بها أبطال الجيش والشرطة على مدار سنوات لمكافحة الإرهاب، والتى أتت ثمارها، وأصبحت تتمتع بالأمن، فقدموا رسائل شكر بعدما عادت مقومات الحياة بعد فترة من الاضطرابات، وعادت الجامعات والمعاهد والمدارس، وعادت المحاكم والنيابات للعمل، وتم رفع الأكمنة الداخلية، وإزالة الحواجز من محيط المنشآت الشرطية، وشهدت الشوارع سيولة مرورية، وتواجدا أمنيا مكثفا، ومراقبة الأسواق لضبط الأسعار، وخدمات جماهيرية قدمتها وزارة الداخلية بتسهيلات لأهالى أرض البطولات، وشن حملات أمنية مكثفة على البؤر الإجرامية، لضبط المطلوبين والعناصر الجنائية الخطرة، وحملات استهدفت «دواليب» المخدرات والسلاح.
بداية الحرب على الإرهاب كانت فى 5 أغسطس 2012، عندما شنت القوات المسلحة، حملة لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية، ردًا على مقتل 16 جنديًا فى هجوم مسلح بالقرب من معبر كرم أبو سالم بمحافظة شمال سيناء، ونُفذت العملية على مرحلتين، الأولى جرى تنفيذها من 7 – 30 أغسطس، وتمت استعادة الأمن، وتعزيز القوات العسكرية بمناطق "ب"، و "ج" لتنفيذ العملية، أبرزها تكثيف التأمين على النقاط الأمنية بالشيخ زويد ورفح والعريش، ونشر القوات على الطرق بهدف السيطرة، بدعم من القوات الجوية و البحرية، وتدمير 31 نفقًا على الحدود مع قطاع غزة، وتصفية 32، وإصابة عنصر واحد من العناصر الإجرامية خلال العمليات الأمنية، والقبض على 38 من الخارجين.
فى سبتمبر2015، أعلنت القوات المسلحة عن عملية عسكرية باسم "حق الشهيد"، للقضاء على العناصر الإرهابية فى عدة مناطق بمحافظة شمال سيناء، واستمرت المرحلة الأولى منها 16 يومًا، أُعلن خلالها مقتل العشرات من المسلحين، واستمرت العملية بمراحل مختلفة حتى عام 2017، تارة لتهيئة الظروف المناسبة لبدء أعمال التنمية بسيناء، وتمشيط البؤر الإرهابية بالكامل وتدميرها تارة آخري.
فى 9 فبراير 2018، نفذت القوات المسلحة خطة مجابهة شاملة ضد العناصر الإرهابية فى عدة مناطق بينها شمال ووسط سيناء عرفت باسم "العملية الشاملة بتكليف رئاسى لقوات إنفاذ القانون بتنفيذ خطة المجابهة الشاملة بشمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا دولة مصر والظهير الصحراوى غرب وادى النيل، إلى جانب تنفيذ مهام عملية وتدريبية آخرى على كافة الاتجاهات الاستراتيجية"، والتي شملت 4 أهداف هى: "إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية وضمان تحقيق الأهداف لتطهير المناطق من البؤر الإرهابية وتحصين المجتمع المصرى من شرور الإرهاب والتطرف بالتوازى مع مواجهة الجرائم الأخرى ذات التأثير.
ومع مرور الأيام، واصلت القوات المسلحة والشرطة معركتها مع الإرهاب، إلى أن وصلنا للحظة الراهنة، التي استطاعت خلالها الدولة القضاء على الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار لهذا الجزء الغالى من تراب مصر، بعد تحريرها من الإرهابيين، لتبدأ مرحلة التعمير والتنمية.