حديقة الحيوان.. أكبر معرض للحيوانات والطيور بالقارة الأفريقية.. فُتحت للجمهور فى 1891

الثلاثاء، 28 فبراير 2023 08:00 م
حديقة الحيوان.. أكبر معرض للحيوانات والطيور بالقارة الأفريقية.. فُتحت للجمهور فى 1891

حديقة الحيوان" كانت في الأصل حديقة نباتية من حدائق الجيزة فهى تضم الكثير من النباتات النادرة، وفي سنة 1890 اتجهت نية الحكومة إلي إنشاء حديقة فاقتطعت من حدائق سراي الجيزة مساحة تبلغ خمسين فدانًا وأعادت تنسيقها بشكل يصلح لعرض مختلف الحيوان و الطيور، و فُتحت للجمهور سنة 1891 ، و في 1938 أُضيف إليها حدائق الأورمان القبلية فأصبحت مساحتها 80 فدانًا تقريبًا.

وتقع الحديقة بالقرب من الضفة الغربية للنيل بالجيزة و طرفها الشمالى يطل علي المبانى الرئيسية لجامعة القاهرة ، و هي في نفس الوقت قريبة من وسط القاهرة ، إذ تربطها بها مواصلات سهلة سريعة، وساعد طقس مصر المعتدل و موقعها الممتاز فى المحافظة علي حيوانات مختلف المناطق بدون حاجة إلي تكييف درجة الحرارة بالتدفئة أو التبريد فأصبحت حديقة الحيوان بالجيزه أكبر معرض لحيوانات و طيور القاره الأفريقية .

ويقام حول الحديقه سور به 4 بوابات غير باب الإدارة الخاص بالموظفين بوابة رقم " 1" ، وأفخمها الباب الرئيسي الواقع في شارع الجيزه و منقوش علي جدرانه ضروب من الحيوان والنبات تُمثل القارات الخمس .

كما تضم الحديقة مسجدا لإقامة الشعائر الدينية يهرع إليه الجمهور من زوار الحديقه و موظفيها لإقامة الصلاة في أوقاتها، و تقام فيه صلاة الجمعة و تم إنشاء هذا المسجد في عام 1359 هجريًا الموافق لعام 1940 ميلاديًا و و افتتحه وزير الزراعه في ذلك الوقت محمود توفيق حفناوي بك .

وتضم الحديقة 5 جبلايات " القلعة - الشمعدان - جزيرة الشاي ، جبلايتي الكوبري المُعلق " جميعها ذات رونق خلاب ، و تم بناء الجبلاية الكبري و اسمها " جبلاية القلعه " عام 1867 و هي مزينة بتماثيل مختلفه من الحيوان المنقرض المسمي خرتيت الفيوم ، و بأخري للتماسيح و الطيور الغريبه و زُرع فوق سطحها حديقه صغيره يصعد إليها بطريق حلزوني و تحوي ًًهذه الجبلاية مقاصير عديده و ممرات مسقوفة بالنباتات المختلفه و في وسطها قاعه مزوده بمقاعد و كراسي من الأخشاب المتحجره المجلوبة من الغابات المتحجره بالصحاري المصريه ، و فيها عدا ذلك تماثيل لحيوانات وطيور و زواحف عجيبة الشكل صُنعت من الحصي و الأسمنت ، و تنساب في أرض هذه الجبلاية جداول المياه ، و يتدلي من سقفها قطع من شعاب المرجان الأبيض علي شكل الرواسب الجيريه التي تتدلي من سقوف بعض الكهوف و المغارات الطبيعية و في هذه الجبلاية مواسير توصل المياه إلي أعلاها لتنحدر منها علي شكل هدارات مائيه جميله تصب في بحيره فيها جزيرتان متصلتان بالجبلايه بممر خشبي .

‏‎كما تضم الكشك اليابانى وهى عبارة عن متحف صغير داخل حديقة الحيوان يضم بعض المقتنيات و الصور الفوتوغرافية لحديقة الحيوان في العهد القديم و الحديث و قد تم إنشاؤه في عهد الملك فؤاد الأول عام 1924م بمناسبة أول زيارة لولي عهد اليابان لمصر .

أما جزيرة الشاى فقد أُنشئت كاستراحة خاصة للخديوي إسماعيل في حديقة الوالده باشا ثم صارت إستراحه للملك فاروق و صُممت علي الطراز الكلاسيكي من الخشب و تضم الطرق المعبده بالحصي الملون المجلوب من جزيرة رودس اليونانية و ضمت بركه تتوسطها جزيره رخامية ، بحيث تري المياه المتدفقة و أشجار الحديقه من كافة الإتجاهات و تستمتع بتدفق المياه من النافورة المتوسطه البحيرة التي توجد حولها مجموعه كبيره من الطيور المائية ذات الألوان الجذابه مثل البجع الأبيض و الأوز و أنواع البط المختلفه و أنت تتناول الشاي ، و علي مساحة أربعة أفدنة تقريبا ، و أقرب أبواب الحديقه لها باب الجامعة المجاور لكلية الهندسه و باستمرار السير منحرفًا قليلًا إلي اليمين تجد علي يمينك " جزيرة الشاي " .

‏‎ويوجد فى الحديقة الكوبرى المعلق أو ما يسمى" إيفل مصر" صمم الكوبري المعلق علي جبلان صناعيان صُمما خصيصا له و يوجد مدخلان في بدايته و نهايته تتعلق خلالهما أسلاك حديديه قويه تحمل هذا الجسر المعلق دقيق الصنع فمن إبداع المهندس "جوستاف إيفل " أنه صمم الكوبري بطريقة " التعشيق " فالكوبري لا توجد فيه أي مادة لحام مطلقا ، و يظهر أعلي بوابته شعار الخديوي إسماعيل الذي أمر بإنشائه بين عامى 1879-1875 ، أي قبل إنشاء برج إيفل بباريس بعشرة أعوامًا تقريبًا.

كما تضم الحديقة المتحف الحيوانى وهو أول متحف حيواني بحديقة الحيوان بالجيزة، و انشىء عام 1906 و تم نقله الي موقعه الحالي في العام ١٩١٤م و تم تجديده عامي 1962، 1988 و تطويره و اعادة افتتاحه في أغسطس عام 2015 ، و هو مكون من 3 طوابق و قد صُممت بانورامات المتحف لتناسب البيئات الطبيعية التي تتميز بالتنوع البيولوجي و تضم مجموعه قيمه من الثدييات و الطيور و الزواحف المحنطة النادره أو المنقرضة في الطبيعه ، و يوجد في المبني نفسه قاعتان احدهما تضم مجموعه علميه كامله للطيور المصريه و مجموعات أخري علميه من الزواحف و الثدييات و القوارض خاصه بالأبحاث العلميه ، و القاعه الأخري تُنظم بها دورات تدريبيه للطلبه و المُهتمين بالحياه البريه علي يد متخصصين و ذلك لرفع الوعي البيئي للحفاظ علي الحياه البريه ، كما تحتوي علي بعض الصور الفوتوغرافية لكبار الشخصيات من الوفود التي زارت الحديقه قديما .

تم تجديد المتحف عدة مرات اولها عام 1962، ثم عام 1988، ثم أغلق ما يقرب من 18 عام منذ عام 1998 وحتي عام 2015 ، ثم أعيد تطويره وافتتاحه بعد التطوير عام 2015 وأغلب الحيوانات والهياكل الموجودة به هي حيوانات كانت موجوده في الحديقة ونفقت بسبب كبر السن أو للمرض وتم تحنيطها، وهناك أيضا محنطات من الخارج وتم مصادراتها أو هدايا مثل "إوز الفول " الذي احضره الملك فاروق عام 1943 ، و العديد من الطيور والجوارح المحنطة.

ويضم المتحف 1352 طائرا مُحنطا، 555 من الثدييات، و259 من الزواحف، و115 من الجماجم، 49 من الرءوس، و35 من الهياكل العظمية، ويرجع تاريخ بعض المحنطات إلى عمر حديقة الحيوان نفسها الذي تجاوز المائة عام، بينما يعود بعضها لأواخر القرن التاسع عشر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق