استنفار في الموانئ والمطارات.. مصر آمنة من فيروس «ماربورج» القاتل
السبت، 25 فبراير 2023 09:00 مأحمد سامي
استنفار في الموانئ والمطارات للكشف على القادمين من الدول المصابة.. ولا توجد إصابات معلنة
الصحة: نشهدُ زيادة طفيفة تدريجية في إصابات «كورونا» وعلينا استمرار الالتزام بالإجراءات الاحترازية
الصحة: نشهدُ زيادة طفيفة تدريجية في إصابات «كورونا» وعلينا استمرار الالتزام بالإجراءات الاحترازية
يواجه العالم معركة جديدة مع الفيروسات الغريبة والفتاكة، فبعد ثلاث سنوات من انتشار فيروس كورونا المستجد ومتحوراته وتسببه في أزمة عالمية دفعت العالم للانغلاق على نفسه للحد من انتشار الفيروس، ومع بداية تعامل المواطنين مع الفيروس والتعايش مع الإجراءات الاحترازية، نجد منظمة الصحة العالمية تطلق التحذيرات المتتالية من انتشار فيروس ماربورج القاتل الذي اعلن بداية ظهوره في 1967 وتسبب في وفاة عدة مواطنين، لكنه اختفي بعدها وهو من نسل عائلة فيروس ايبولا، ليعاود الفيروس الظهور مرة أخرى منطلقا من دولة غينيا الاستوائية لتعلن أول تفش على الإطلاق لمرض الحمى النزفية ماربورج، مشيرة إلى أن الفيروس مسؤول عن ما لا يقل عن 9 حالات وفاة بالدولة الصغيرة في غرب إفريقيا.
وعقب تحذير منظمة الصحة العالمية من خطورة الفيروس، أعلنت وزارة الصحة حالة الاستنفار في الموانئ والمطارات للكشف على القادمين من الدول المصابة وكشفت أن أعراض الإصابة بهذا الفيروس القاتل والمعروف بـ"الفتاك" تظهر بشكل مفاجئ وتتضمن ارتفاعاً في درجة الحرارة وصداعاً شديداً وآلام في العضلات، فضلاً عن الإسهال المائي الحاد وآلام في البطن والتشنجات والغثيان والقيء، مؤكدة أنه حتي الآن لم تسجل مصر أي حالة للفيروس.
وقال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة إنه بالرغم من تفشي ماربورج في غينيا الاستوائية وعدد من الدول الافريقية، إلا أنه لم تصدر إرشادات عالمية تفيد بفرض قيود بعينها على المسافرين والانتقال عبر الدول، ورغم ذلك اتخذت وزارة الصحة عددًا من الاجراءات الاحترازية عبر كافة المنافذ الجوية والبحرية والجوية عبر زيادة عملية الترصد في حالات الاشتباه والاصابات المؤكدة خاصة للمسافرين القادمين من غينيا الاستوائية أو من رحلات "الترانزيت" التي سجلت الاصابات.
وأكد عبد الغفار أن المرض رغم شدة أعراضه لكنه ليس مرضًا ينتقل عبر الهواء والرذاذ، وإنما عبر سوائل الجسم عبر الملامسة المباشرة سواء دم أو لعاب ومن ثم فإن المخالطة عبر لمس السوائل والافرازات والحقن هي بواعث التحذير فقط، موضحاً: "المرض عالي العدوى لكن ليس سريع الانتشار حيث يسهل انتقاله عبر التلامس لكن لا ينتقل عبر التزاحم في جماعات مقارنة بكورونا الذي ينتقل عبر التنفس أو التجمعات ولا نتوقع معدلات انتشار على غرار كوفيد 19"، لافتاً إلى أنه من المؤشرات الايجابية أن فترة العدوى تبدأ مع تدهور الاعراض سواء السخونة أو القيء ومرورًا بالإسهال والنزف، ومن ثم هذه مؤشرات جيدة تساعد في تقليل الانتشار وسرعة الترصد لأن العدوى لا تنتقل في فترة الحضانة.
ووجهت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في قطاع الطب الوقائي، تعليمات بشأن فيروس "ماربورج" لمديري المستشفيات والإدارات الصحية والمديريات، تتضمن ضرورة الإبلاغ الفوري عن الحالات المشتبهة إصابتها أو المؤكدة بما يتطابق مع التعريف في الدليل الإرشادي، حالات الاشتباه بفيروس ماربورج، وعرفتها بأنها ظهور مفاجئ للحرارة لا تستجيب للعلاج مع إسهال دموي أو نزيف باللثة أو نزيف بالبول أو العين، لافتة إلى أن حالات الإصابة هي حالات تم تأكيدها من خلال التشخيص المعملي PCR اختبار الحمض النووي، مشددة على تنفيذ إجراءات التقصي للحالات المشتبهة وحصر المخالطين المباشرين للحالات وتسجيلهم ومراقبتهم ومناظرتهم لمدة 21 يوما؛ لاكتشاف أي حالة مشتبهة بينهم واتخاذ الاجراءات اللازمة.
وقال الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، إن مصر في حالة استنفار من أول لحظة، لرصد أي حالات تأتى إلى مصر وفى حالة اكتشاف أي حالة سيتم التعامل معها سواء بالعزل أو بعلاج الاعراض ومصر متيقظة تماما، مضيفاً: "نحاول استكشاف ماهية المرض وتداعياته، حيث إن هناك علاج للأعراض، لكن لا توجد أي علاجات متخصصة لهذا المرض، ولا يوجد أي رصد لحالات في مصر أو حالات قادمة من الدول الموبوءة أو من الأجانب، والعدوى انتقلت من الخفافيش إلى البشر في البداية بينما الآن من الممكن ان ينتقل من شخص مريض إلى شخص سليم عن طريق التنفس أو استخدام الأدوات ، واعراضها هي نفس اعراض الامراض الفيروسية وتم وضع معايير نشرتها وزارة الصحة عن المعايير والاشتباه وطرق التعامل مع حالات الإصابة".
وأكد مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، أن كورونا لم تنته وما زالت لدينا بعض الحالات ولكن أعراضها قليلة وهناك القليل جدا الذين احتاجوا لدخول المستشفى، وتوجد لدينا الكثير من الأمراض الفيروسية مثل المخلوي والانفلونزا الموسمية، مشيراً إلى صعوبة تحول ماربورج إلى وباء عالمي، وقال إن الفيروس ليس جديدا، لكنه ظهر منذ عام 1967 وعدد الإصابات به منذ ذلك الحين وحتى اليوم نحو 500 إصابة فقط، وإن كانت الخطورة فيه أن معدل الوفيات به مرتفعة فيصل إلى 80% بين الإصابات به حيث توفي 379 حالة والسبب هو عدم وجود علاج أو لقاح له.
وخلال اجتماع مجلس الوزراء الاسبوعى، الأربعاء الماضى، استعرض الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، تقريرا عن الحالة الوبائية في مصر، استهله بالتأكيد على ضرورة استمرار التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، لأنه "منذ منتصف يناير الماضي حتى الآن، نشهد محليًا زيادة طفيفة تدريجية في حالات الإصابة بفيروس "كورونا"؛ وذلك نظرًا لعدد من العوامل"، وقال "وفقًا لما تم رصده، فإن هذه الإصابات لا تستدعي الدخول إلى المستشفيات، ولكن هناك ضرورة للالتزام بالإجراءات الوقائية من الفيروس، وأهمها ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة والمغلقة"، موضحًا أن أعداد الوفيات تراجعت خلال الأسبوع السابع من عام 2023، مقارنة مع الأسبوع السادس من العام الجاري.
وفيما يتعلق بموقف تلقي اللقاحات، قال وزير الصحة إن إجمالي من تم تطعيمهم باللقاحات المُضادة لفيروس "كورونا" بلغ 40.865.508 مليون شخص، ويشمل ذلك من تلقوا الجرعة الأولى وكذا الجرعات التنشيطية، مُضيفًا أن عدد الجُرعات المُتاحة 56.020.042 جرعة، لافتاً إلى أنه، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تناقصت أعداد حالات الإصابة بفيروس "كورونا"، عالميًا، خلال الأسبوع (المُمتد من 6 إلى 12 فبراير 2023) بنسبة 12%، مقارنة مع الأسبوع السابق له، فيما تراجعت أعداد الوفيات خلال الفترة ذاتها بمعدل 30% مقارنة بالأسبوع السابق له.
من جانبه كشف الدكتور أمجد حداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن الفيروس كان يرصد بإصابات محدودة للغاية لا تتعدى حالتين إلى ثلاثة، لكنه سجل أعلى عدد إصابات به في 2005 وصلت إلى 300 إصابة، لافتاً إلى أن هذا المعدل من الإصابات يجعل من الصعب تحوله إلى وباء عالمي، لأن احتمالات انتقاله بين البشر محدودة للغاية، ومن الصعب حدوثها لذلك ظل عدد الإصابات به حتى الآن محدودا.
وأوضح رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن ماربورج من عائلة فيروس إيبولا وهي الفيروسات الخيطية، وحمل هذا الاسم لأنه أول مرة تعرف على الفيروس كان في معمليا في ألمانيا، بعد انتقال بعض الحالات المصابة به من أوغندا إلى ألمانيا، مضيفا أنه رغم أنه فيروس قاتل ويمكن للحالة المصابة به أن تتدهور حالتها خلال 20 يوما، لكن انتقاله من إنسان لإنسان صعب للغاية لأنه يتطلب الاتصال الوثيق بالسوائل الجسدية للمصابة.