قررت لجنة الثقافة والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، برئاسة الكاتب الصحفي محمود مسلم، عقد سلسلة من الإجتماعات مع المسؤولين بالجهات المعنية المختلفة، لبحث الدراسة البرلمانية "إحياء مسار العائلة المقدسة في الترويج للسياحة الدينية في مصر"، المقدمة من النائبة سها سعيد، وكيل لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام، بمجلس الشيوخ وأمين سر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين .
وتأتي الدراسة المقدمة من النائبة سها سعيد، ما يمثله مسار العائلة المقدسة من أهمية خاصة للسياحة الدينية في العالم، وقد اعتمدت هيئة تنشيط السياحة المصرية المرحلة الأولى التجريبية من مسار العائلة المقدسة، حيث أعلن بابا الفاتيكان بداية إدراج مصر في برنامج حج الفاتيكان.
وأكدت الدراسة البرلمانية، أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة إلى مصر مشروعًا قوميا باعتباره محورًا عمرانيا تنمويا يقوده قطاع السياحة ويؤدي تنمية هذا المحور إلى تنمية المجتمعات المحيطة بطول المسار.
وتهدف الدراسة البرلمانية، إلى تحديد مسار العائلة المقدسة في مصر واستخدامه كأحد المنتجات السياحية الفريدة مع تحديد أهم الإجراءات التي قامت بها الأجهزة السياحية الرسمية لإحياء مسار العائلة المقدسة والتسويق السياحي له ضمن المشروعات التراثية لليونسكو. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الكيفي وذلك من خلال إجراء المقابلات الشخصية مع عدد من مسئولي هيئة تنشيط السياحة المصرية ووزارة السياحة والآثار للإجابة على تساؤلات الدراسة وتحقيق أهدافها التي تهدف إلى مدى الاستفادة من تفعيل مسار العائلة المقدسة وتأثير ذلك على تنشيط حركة السياحة الدينية الوافدة إلى مصر.
وأسفرت نتائج الدراسة، شمول خطة الترويج السياحي لإعادة إحياء مسار العائلة المقدسة عدد من البنود شاملة، تكليف المكاتب السياحية بالخارج بعقد ورش عمل خاص بالسياحة الدينية عروض دعاية مشتركة ورحلات تعريفية وإعلانات متخصصة في المجلات، تصميم وإعداد المواد الدعائية الترويجية لمنتج العائلة المقدسة وإعداد فيلم عن رحلة العائلة المقدسة. أما عن أهم التوصيات فهي رفع كفاءة الخدمات السياحية للمشروع والمناطق المحيطة به وتجهيز مركز للزوار وإقامة قاعات عرض دائمة بالمناطق، مع ضرورة تكثيف دور الهيئة والمكاتب الخارجية في تكثيف حملات الترويج السياحي في مختلف الأسواق، وأخيرًا أهمية إعداد دراسات بحثية نحو إدراج منتج العائلة المقدسة في مصر كأحد مواقع التراث العلمي التابعة لليونسكو، مع ضرورة إيجاد آليات اعتماد دولي لإعلان مصر كمقصد لسياحة الحج المسيحي.
وتنطلق أهمية الدراسة وأهدافها في تسليطها الضوء على مسار العائلة المقدسة في مصر واستخدامه كأحد المنتجات السياحية الفريدة، عرض المراحل التجريبية الأولى من مسار العائلة المقدسة في المواقع الأثرية، تحديد أهم الإجراءات التي قامت بها الأجهزة السياحية الرسمية لإحياء مسار العائلة المقدسة والترويج السياحي له، وإلقاء الضوء على الترويج والإعلان لمسار العائلة المقدسة ضمن المشروعات التراثية لليونسكو، فضلا عن تأثير تفعيل مسار العائلة المقدسة على تنشيط حركة السياحة الدينية الوافدة إلى مصر
وتشير الدراسة إلى أن مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 كيلو متر ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط، حيث يحوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع وفقا لما أقرته الكنيسة القبطية الارثوذكسية في مصر (عجبان،2018)
وحددت الدراسة السوق المستهدف، إذ يقارب 1.2 مليار مسيحي كاثوليكي، حيث يشكل الكاثوليك حوالي نصف مسيحيي العالم ويتواجد نصف كاثوليك العالم في القارة الأمريكية (حوالي 40% يتواجدون في أمريكا اللاتينية، ويعيش 24% من كاثوليك العالم في أوروبا، وتحتوي القارة الأفريقية على حوالي 16% من كاثوليك العالم، ويقطن آسيا وأستراليا حوالي 12% من كاثوليك (العالم وتأتي البرازيل على قمة الدول ذات الأغلبية الكاثوليكية بنسبة 68.6% من السكان تليها المكسيك ثم الفلبين وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية، وتليها إيطاليا بنسبة 24.9% من السكان.
وخلصت الدراسة إلي عدد من التوصيات الهامة، في مقدمتها ضرورة قيام هيئة التنمية السياحية بتوفير البنية التحتية والأساسية والطرق المحيطة بالمسار، بالإضافة إلى أهمية عقد اجتماعات مع المستثمرين في المرحلة القادمة وعلى أن يكون القطاع الخاص والمجتمع المدني مشاركا رئيسيا مع الحكومة، مع طرح المشروع في مرحلة متقدمة على شركاء التنمية الدوليين. التنسيقية شيب متدرب والسياسيين .
وشددت الدراسة علي أهمية قيام وزارة التنمية المحلية برفع كفاءة الخدمات السياحية للمشروع والمناطق المحيطة لها، بالإضافة إلى تجهيز مناطق للكافيتريات، وتطوير نظم الإضاءة والتأمين بالمناطق الأثرية، وتجهيز مركز للزوار وإقامة قاعات عرض دائم بالمناطق. بالإضافة إلى إنشاء مراكز صحية بتلك النقاط لعلاج كبار السن في حالات الطوارئ، وتوفير خدمات الإسعاف الطائر بالمناطق النائية وكذلك وضع علامات إرشادية على الطرق بالقرب من محطات توقف العائلة المقدسة توضع مسار رحلتهم في مصر مع ضرورة بدء العمل بشكل متكامل في كافة المحافظات، بحيث يتم الانتهاء من كافة نقاط المسار في توقيت موحد على أسرع وجه.
ولفتت الدراسة البرلمانية، إلي أنه يجب الأخذ في الاعتبار ضرورة طرح هيئة التنمية السياحية مخططا استثماريا لكافة نقاط المسار بالتواكب مع ميعاد افتتاحه، وتشكيل وحدة مركزية بمقر وزارة التنمية المحلية تشرف على التنسيق بين المحافظات والوزارات والجهات المعنية والقيام بزيارات ميدانية في كافة نقاط المسار بشكل دوري، وأن تكون الكنيسة القبطية جزء لا يتجزأ من الأمور المتعلقة بالبعد الديني للمسار.
وأشارت الدراسة إلي ضرورة قيام وزارة السياحة والآثار بالقضاء على معوقات تنفيذ مشروع مسار رحلة العائلة المقدسة"، التي تسببت في تأخر الانتهاء من المشروع، وفق المخطط الذي أعلنته الحكومة المصرية قبل عدة سنوات.
وكانت وزارة السياحة والآثار المصرية قد أعلنت خلال الفترة الماضية، في بيان لها، عن اتفاق وزيري السياحة والآثار والتنمية المحلية ، على تذليل المعوقات كافة التي تواجه المشروع، خلال جولتهما التفقدية لأعمال التطوير الجارية بالمنطقة المحيطة بمجمع الأديان بحي مصر القديمة بالقاهرة، بجانب الاتفاق على مواصلة زيارات باقي محافظات مسار العائلة المقدسة، للعمل على تذليل كافة معوقات المشروع.
ودعت الدراسة البرلمانية وزارة التنمية المحلية للقيام بتكليف المحافظات المشاركة في المشروع بسرعة الانتهاء من تنفيذ الأعمال المطروحة في خطة كل محافظة، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء آلية تواصل إلكترونية للمحافظات المعنية لسرعة التواصل والتنسيق، وأن يتم التركيز خلال العمل بالمشروع على توفير فرص عمل لأبناء المحافظات التي سيمر بها المسار بحيث يتم توفير أراضي صغيرة لإقامة مشروعات يتم خلالها عرض وبيع المنتجات المحلية التي تتميز بها كل محافظة على المترددين والسائحين من كافة دول العالم.
وأوصت الدراسة بالتنسيق والتعاون بهيئة تنشيط السياحة ووزارة الثقافة والهيئة العامة للاستعلامات بإعداد دراسات بحثية نحو إدراج منتج العائلة المقدسة في مصر كأحد مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، مع ضرورة إيجاد آليات اعتماد دولي لإعلان مصر كمقصد لسياحة الحج المسيحي، بالإضافة إلى دراسة توأمة مساري رحلة العائلة المقدسة في مصر ومسار القديس سانتياجو دي كومبوستيلا في أسبانيا، فضلا عن دعوة وزارة السياحة والآثار لتوسيع الخريطة السياحية التقليدية للمواقع الدينية والتراثية لتشمل هذه الأماكن المباركة وما تحتويه من تراث مادي وغير مادي، فضلا عن إدراج مواقع جديدة لتشجيع الزيارات المتكررة والتوسع في نماذج السياحة التقليدية فهذا سيجذب أنواعا مختلفة من السياح، ولعمل ذلك يجب الاهتمام بنقاط مسار العائلة المقدسة وتطويرها وتأمين الطرق المؤدية لها وتمهيدها لاستيعاب الأفواج السياحية، وإنشاء فنادق لإقامة الأفواج السياحية واستراحات مجهزة بكل سبل الراحة.
وأكدت الدراسة علي أهمية تكثيف الجهود المبذولة من قبل هيئة تنشيط السياحة بوضع خطة مدروسة بالتعاون مع شركات السياحة والطيران من أجل زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة والرحلات الشارتر التي تتيح إمكانية للوصول إلى معظم مواقع المسار، بالإضافة إلى استحداث برامج سياحية جديدة لتشمل بعض أماكن المسار وربطها بالمواقع الأثرية الأخرى القريبة منها.
وتري الدراسة البرلمانية أنه ينبغي على وزارة السياحة والآثار الاهتمام بالمعلومة التي تقدم للسائح عن طريق إعداد المرشدين السياحيين المدربين لشرح هذه النقاط السياحية بدقة. ومن ناحية أخرى التنسيق مع الأديرة لتسهيل الزيارات ومراعاة التوقيتات المناسبة التي لا تتعارض مع طقوس العبادة داخل الأديرة، وإرشادات الزيارة، والاهتمام بترميم الكنائس وصيانتها.
ودعت الدراسة إلي تبني القيادة السياسية هذا المسار كمشروع قومي وتكليف هيئة الإدارة الهندسية أسوة بالمشاريع القومية بالعاصمة الإدارية ومدينة الجلالة على أن يتم تفعيل الميزانية السابق اعتمادها من صندوق السياحة لهذا المشروع وهي خارج موازنة الدولة، وكذلك تشجيع القطاع الخاص والمنظمات والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة في إحياء هذا المشروع القومي. قدمت الدراسة إطارا مقترحا لإحياء مسار العائلة المقدسة، ودوره في تنشيط السياحة الدينية من خلال جدول مقترح في الدراسة.