«إيجبس 2023» بوابة تصدير الطاقة لأوروبا.. وخبراء اقتصاد يعلقون
السبت، 18 فبراير 2023 06:00 مهبة جعفر
خبراء الاقتصاد: الدولة منحت ملف الطاقة اهتمام كبير دفعها للتحول من الاستيراد إلي الاكتفاء الذاتي والتصدير
يأتي معرض "ايجبس2023" في نسخته السادسة ليؤكد على وضع مصر الاستراتيجي وصدق محاولتها للتحول لمركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة، من خلال الاستفادة من موقعها بين دول أفريقيا وأسيا والأصول والبنية التحتية وسيسهم هذا البرنامج في زيادة التنمية الاقتصادية للبلاد وتطوير سوق البترول والغاز من خلال تشجيع مشاركة المستثمرين من القطاع الخاص.
وخلال ال8 سنوات الماضية أثبت قطاع البترول المصري قدرته علي تحقيق نجاح ملموس بمختلف مجالات الصناعة البترولية والغاز والهيدروجين الأخضر، والتي كانت لها أصداء إيجابية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، لذا كان لزاما على هذا القطاع اتباع نهج المعاصرة والتحديث لتعظيم الاستفادة الاقتصادية المثلى من جميع الإمكانيات والثروات الطبيعية، للمساهمة في التنمية المستدامة للدولة، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة ليصبح القطاع نموذجا تحتذي به بقية أنشطة الدولة في التحديث والتطوير.
وتمكن قطاع البترول من تنفيذ عدة أمور لتحقيق الحلم منها إصدار قانون تنظيم سوق الغاز ولائحته التنفيذية وإنشاء جهاز مستقل لتنظيم سوق الغاز واعتماد استراتيجية تحويل مصر الي مركز إقليمي لتجارة وتداول البترول والغاز وتوقيع مذكرات تفاهم للدعم والتعاون في مجال الطاقة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالإضافة لتوقيع اتفاقية حكومية بين حكومتي مصر وقبرص لتشجيع المستثمرين لإنشاء خط غاز بحري بين الدولتين لنقل الغاز من حقل أفروديت القبرصي لمصانع الإسالة بمصر وإعادة تصديره، فضلا عن تطوير البنية الأساسية للقطاع من موانئ ومعامل تكرير، التوقيع النهائي لميثاق منتدى غاز شرق المتوسط وذلك لتأسيس منتدى غاز شرق المتوسط ليكون مقره في القاهرة، وارتفعت الصادرات البترولية لتصل إلى 18.2 مليار دولار ، فضلاً عن تحقيق فائض في الميزان التجاري البترولي للعام الثالث على التوالي ليصل إلى أكثر من 3 مليارات دولار.
وفي مجال البحث والاستكشاف، تم طرح 4 مزايدات عالمية على منصة بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج الرقمية منذ إطلاقها في 2021، ومن المخطط طرح 3 مزایدات عالمية لعدد من المناطق خلال العام الجارى، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الفترة المقبلة ستشهد اكتشافات سواء في لبنان أو إسرائيل أو في مصر، مؤكدًا أن وصول الغاز إلى أوروبا سيقلل من الآثار الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية، لافتاً إلى أن منتدى غاز شرق المتوسط والجهد الذي تبذله مصر مع شركات البحث والتنقيب، سيكون لهما الحسم في قيام المنتدى بدوره للتخفيف من آثار أزمة الحرب الروسية - الأوكرانية، والطلب على الغاز لأوروبا في الفترة القادمة.
وقال الدكتور محمد راشد، الخبير الاقتصادي واستاذ الاقتصاد بجامعة بني سويف، إن "ايجبس 2023" أحد المنصات العامة للترويج لفرص الاستثمارات الواعدة في مصر في مجال الطاقة في الوقت الذي أصبحت فيه مصر مركز طاقة اقليمي هام للغاية بالنسبة للشركاء الدوليين، ولا سيما الشركاء الأوروبيين والذين أصبح بعضهم يعتمد علي مصر بشكل كبير في سد فجوة الطاقة بنسبة ما وخاصة فيما يتعلق بالغاز الطبيعي في ظل التحديات المتعلقة بالغاز الطبيعي الوارد من روسيا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، موضحاً أن مصر لديها مزيج متنوع من الطاقة سواء كانت متجددة أو غير متجددة وهناك اكتشافات قوية وكبيرة أسفرت عنها عمليات البحث والتنقيب خلال السنوات القليلة الماضية في مجال النفط والغاز، كما أن لدى مصر فرص استثمارية واعدة في مجال الطاقة المتجددة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الاخضر مما يؤهلها لتكون أحد القلاع الهامة لتصدير الطاقة علي مستوى الشرق الأوسط وتزيد هذه الأهمية الاستراتيجية نظرا لقربها من الاتحاد الأوروبي والذي .يعاني عجز حالي ومستقبلي في مصادر الطاقة.
وأكد راشد لـ"صوت الأمة" أن ايجبس 2023 نقطة انطلاق جديدة نحو جذب استثمارات أجنبية في مجال الطاقة لتحقيق مزيد من النجاحات في هذا الملف الحيوي الذي حققت فيه مصر طفرات استثنائية وضعتها علي خريطة الطاقة العالمية.
وقال الدكتور علي الادريسي، استاذ الاقتصاد بالاكاديمية العربية البحرية، إن مصر بذلت جهدا كبيرا في قطاع الطاقة، خاصة الصناعات الاستخراجية والتحول من دولة تستورد الغاز الطبيعي إلي واحدة من اهم دول المنطقة في إنتاج الغاز الطبيعي وتصديره إلي العديد من الدول وابرزها القارة الأوروبية، ووضح هذا الدور في الأزمة الأوكرانية ونقص الغاز والطاقة وأصبح هناك اعتماد علي مصر باستيراد الغاز منها، مؤكداً: "استطعنا خلال الفترة الماضية ورغم الضربات الاقتصادية المتتالية الاستفادة من عمليات التنقيب والاستكشاف التي كانت بالتعاون مع الشركات العالمية، وتمكنا من تصدير الغاز المصري في حدود 7/8 مليار دولار وتحولنا من الاستيراد بقيمة 4 مليارات دولار وتحقيق الاكتفاء الذاتي في 2018 وتحولنا إلي التصدير".
وأوضح الادريسي لـ"صوت الأمة" أن النتائج التي حققها قطاع البترول خلال الفترة الماضية تؤكد نجاح الاستراتيجية التي نفذتها وزارة البترول لمواجهة آثار الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث تسير مصر بخطوات ثابتة نحو التحول إلى مركز إقليمي للطاقة وإنتاج الطاقة الخضراء.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد مصطفى، رئيس المركز الدولي للدراسات والعلوم، إن الدولة بذلت مجهودا كبيرا في ملف الطاقة، واستطاعت بفضل ذلك مواجهة تحديات غير مسبوقة يمر بها العالم متمثلة فى التحديات الناجمة عن جائحة كورونا وبعدها الأزمة الروسية الأوكرانية التي تسببت في أزمة اقتصادية كبرى، وأكدت نتائج الأداء لقطاع البترول المصرى خلال 8 سنوات علي مدى كفاءة التخطيط والتنفيذ للأهداف الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة وانطلقت فى تحقيقها من خلال رؤية متكاملة لتطوير وتحديث القطاع وبرنامج إصلاح اقتصادى وطنى، موضحاً أنه خلال السنوات الماضية شهدت الموارد المصرية نمواً من الغاز الطبيعى واستغلالاً أمثلاً لها وتطويراً غير مسبوق لمصافى تكرير البترول وصناعات القيمة المضافة والبنية الأساسية واستدامة فى تأمين إمدادات الوقود وكذلك نقلة فى أداء شركات القطاع العام البترولى وفى مجال التعدين والتحول الرقمى ومواكبة التغير المناخى وغيرها من مجالات الصناعة البترولية.
وأشار مصطفى إلى أن بعض مؤشرات نجاح قطاع البترول والثروة المعدنية في مصر، جاء أبرزها ارتفاع صادرات قطاع البترول المصرى لتصل إلى حوالى 13 مليار دولار عن عام2021 تعادل حوالى 208 مليار جنيه مقابل 7 مليار دولار خلال عام 2020، بزيادة نسبتها 3ر84%، وشملت الزيادة في الصادرات زيادة قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعى والغاز المسال بصورة قياسية خلال عام 2021 بنسبة بلغت 770%، حيث تم إعادة تشغيل مصنع إسالة الغاز بدمياط واستئناف تصدير الغاز المسال بعد توقف دام 8 سنوات وتشغيل مصنع إسالة وتصدير الغاز بإدكو، كما تم تصدير غاز طبيعى ومسال خلال الفترة من يناير حتى نهاية إبريل 2022 بقيمة 3.9 مليار دولار تعادل 63 مليار جنيه بسبب زيادة الأسعار العالمية، والتحول من تحقيق عجز فى الميزان التجارى البترولى إلى تحقيق فائض حيث كان القطاع قد حقق لأول مرة منذ سنوات طويلة فائضاً فى الميزان التجارى عن عام 2018/2019 بلغ حوالى 9.9 مليار جنيه. كما بلغ الفائض فى الميزان التجارى البترولى خلال عام 2021 ما يعادل حوالى 4ر46 مليار جنيه.
وعلق الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، علي مؤتمر إيجبس 2023 قائلا:" له أهمية مباشرة وغير مباشرة، مؤكدًا أن مصر أصبحت جاذبة لسياحة المعارض، علاوة على أن الغرب ينظر إلى وجود مؤتمر عن الطاقة في مصر، وهو ما يبرز دور مصر في أزمة الطاقة، وأن الإعلام الغربي ينظر للملتقى الاقتصادي عن نشاط البترول والطاقة بمصر.
وأضاف، أن المؤتمر ضم نخبة من الاقتصاديين العالميين، وأعضاء منظمة الأوبك، علاوة على أن المؤتمر جاء تحت عنوان "مصر وإفريقيا وإمدادات الطاقة"، ما يعكس مسألة الاهتمام بمسألة الإمدادات المستدامة، خصوصا بعدما تسببت به الحرب الروسية الأوكرانية، كما أن المنهجية التي تتبعها مصر في مجال البحث والاكتشاف تتمثل في طرح مناطق جديدة، والتي تسفر عن خيرات أرضنا يوما بعد يوم، وزادت الثقل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على المستويين المحلي والإقليمي، قائلا" نحن اكتفينا ثم اتجهنا إلى التصدير الذي غير قواعد اللعب على خريطة العالم".