من الاستيراد إلى الاكتفاء الذاتي.. مصر نحو تحقيق رؤيتها للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الأحد، 12 فبراير 2023، الدورة السادسة من مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول «إيجبس 2023»، بحضور دولي كبير للوزراء ورؤساء كبريات الشركات العالمية للطاقة، مع مفوضي الاتحادين الأوروبي والأفريقي للطاقة، وأمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، فضلاً عدد من أبرز الشخصيات والمسؤولين في قطاع الطاقة إقليمياً وعالمياً.

 

وفي كلمته، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول، لفت المهندس طارق الملا, وزير البترول والثروة المعدنية، إلى أن المؤتمر أصبح من المنصات الأكثر أهمية على ساحة الطاقة الإقليمية والعالمية، والذي لم يلبث أن أصبح، في فترة وجيزة، قبلةً لكل مهتم بصناعة البترول والغاز؛ حيث انطلقت الدورة السادسة، الحالية، تحت عنوان: «شمال أفريقيا والبحر المتوسط .. دعم إمدادات الطاقة

العالمية والطلب المستدام» في توقيت بالغ الأهمية، توالت فيه على المجتمع الدولي سلسلة من التحديات المتعاقبة، التي طالت تبعاتها العالم بأسره، ولم تكن مصر بمعزل عن تلك التحديات؛ وسعياً للتخفيف من وطأة تلك التحديات، والعمل على تحويلها لفرص داعمة للاقتصاد المصري، فقد عمل القطاع على استغلال المقومات التنافسية التي تتمتع بها مصر، لتطويع أزمة الطاقة ومواجهتها.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي كلمة له، في 23 أكتوبر 2022، خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات «المؤتمر الاقتصادي - مصر 2022»، كان قد أوضح أن مصر كانت تستورد كميات من الغاز الطبيعي، بنحو ملياري دولار شهرياً، مرشحةً للزيادة إلى 10 مليارات دولار، بالأسعار الجارية، في أكتوبر 2022، لولا اكتشاف حقل «ظهر»، الذي مكن الدولة من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز؛ مضيفاً أن ترسيم الحدود البحرية، بين مصر واليونان وقبرص، في البحر المتوسط، والسعودية، على البحر الأحمر، أتاح الفرصة لشركات النفط لبدء أعمال التنقيب.

 

وفي إطار أهمية التكامل والتعاون الإقليمي، في تخفيف آثار تلك التحديات، يوضح المهندس طارق الملا، في كلمته، المشار إليها، بروز الدور المحوري لمنتدى غاز شرق المتوسط، ليؤكد بشكل قاطع على الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية المصرية، ممثلةً في الرئيس عبد الفتاح السيسي، في المبادرة بتأسيسه؛ وقد توجت جهود تعزيز التعاون الإقليمي بزيادة صادرات الغاز، من مصر ودول شرق المتوسط، إلى الأسواق الأوروبية، عبر تسهيلات الإسالة المصرية، بما يقارب مرة ونصف خلال العام الماضي 2022؛ كما تواصلت نجاحات قطاع البترول، فخلال العام الماضي، ارتفعت الصادرات البترولية، لتصل إلى 18.2 مليار دولار، فضلاً عن تحقيق فائض في الميزان التجاري البترولي، للعام الثالث على التوالي، ليصل إلى أكثر من 3 مليارات دولار.

 

وفي مجال البحث والاستكشاف، يضيف وزير البترول والثروة المعدنية، تم طرح 4 مزايدات عالمية على منصة بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج الرقمية، منذ إطلاقها في 2021؛ ومن المخطط طرح 3 مزایدات عالمية، لعدد من المناطق خلال العام الجاري؛ كما تم وضع خطة طموحة مع الشركاء العالميين، حتى عام 2035، لحفر أكثر من 300 بئر استكشافي، والتي تسعى مصر لوضعها على الإنتاج سريعاً.

 

وتطرق المهندس طارق الملا، إلى نجاح قطاع البترول، خلال 8 سنوات ونصف الماضية، في تطوير بنيته التحتية، وفي إطار تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للطاقة، من خلال: زيادة موانئ وأرصفة استقبال ناقلات البوتاجاز؛ إضافة 79 مستودعاً لتخزين الزيت الخام والمنتجات البترولية؛ إنشاء وتجديد خطوط لنقل الزيت الخام والمنتجات البترولية بإجمالي أطوال بلغت 1400 كم؛ وتنفيذ وتشغيل عدد من خطوط الغاز الرئيسية لتدعيم الشبكة القومية للغاز بإجمالي أطوال حوالي ألف كيلو متر؛ كما تم في مجال تكرير البترول، تنفيذ 8 مشروعات جديدة؛ فضلاً عن تعزيز استراتيجية قطاع البترول للتحول الرقمي، من خلال تنفيذ عدد من مشروعا الأنظمة الرقمية التي ساهمت في رفع كفاءة العملية التشغيلية؛ إلى جانب مواصلة تحقيق أعلى معدل سنوي لتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل للعام الرابع على التوالي، بواقع 1.2 مليون وحدة، مما ساهم في تراجع متوسط الاستهلاك العام للبوتاجاز؛ وفي إطار المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، لتنمية الريف المصري، تم الانتهاء من توصيل الغاز لما يزيد عن 200 قرية، وجار العمل تباعاً على الانتهاء من باقي القرى؛ بالإضافة إلى زيادة أعداد السيارات المحولة للعمل بالغاز الطبيعي إلى حوالي 500 ألف سيارة، ومضاعفة عدد محطات تموين السيارات بالغاز لتصل إلى حوالي 900 محطة؛ مع تنفيذ عدة مشروعات صناعية للبتروكيماويات، تعظيماً للقيمة المضافة وإحلال الواردات، وجار العمل على تنفيذ عدد من المشروعات البتروكيماوية الأخرى.