أوضح المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أن الدورة السادسة لمعرض ومؤتمر مصر الدولي للبترول "إيجبس 2023"، تأتي تحت عنوان "شمال أفريقيا والبحر المتوسط.. دعم إمدادات الطاقة والطلب المستدام"، وفي توقيت بالغ الأهمية، حيث توالت على المجتمع الدولي سلسلة من التحديات المتعاقبة طالت تبعاتها العالم بأسره، ولم تكن مصر بمعزل عن هذه التحديات، موضحا أن أن قطاع البترول عمل على استغلال المقومات التي تتمتع بها مصر، لتطويع أزمة الطاقة ومواجهتها، وبرز الدور المحوري لمنتدى غاز شرق المتوسط ليؤكد بشكل قاطع الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية المصرية، وقد توجهت جهود تعزيز التعاون الإقليمي بزيادة صادرات الغاز من مصر ودول شرق المتوسط إلى أوروبا عبر تسهيلات الإسالة المصرية بما يقارب مرة ونصف خلال العام الماضي.
وأضاف الملا، في كلمته بالدورة السادسة من معرض ومؤتمر مصر الدولي للبترول "إيجبس 2023"، صادرات مصر من البترول ارتفعت خلال العام الماضي، لتصل إلى 18.2 مليار دولار، حيث حققت مصر، فائض بالميزان البترولي للعام الثالث على التوالي ليصل إلى أكثر من 3 مليارات دولار، أما في مجال البحث والاستكشاف تم طرح 4 مزايدات عالمية على منصة بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج الرقمية، منذ إطلاقها في 2021، ومن المخطط طرح 3 مزايدات عالمية خلال العام الجاري، وتم وضع خطة طموحة مع الشركاء العالميين حتى عام 2025 لحفر أكثر من 300 بئر استكشافي وتسعى مصر لوضعها على الإنتاج سريعا"، موضحا أن قطاع البترول نجح خلال الثماني سنوات الماضية في تطوير بنيته التحتية، من خلال زيادة عدد موانئ وأرصفة استقبال ناقلات البوتاجاز، وإضافة 79 مستودعا لتخزين الزيت الخام والمنتجات البترولية، وعدد من خطوط الغاز الرئيسية لتدعيم الشبكة القومية للغاز، وفي مجال تكرير البترول، تم تنفيذ 8 مشروعات جديدة، وافتتح الرئيس 3 مشروعات كبرى منها".
ولفت المهندس الملا، إلى مواصلة أعلى معدل سنوي لتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل بمعدل 1 مليون و200 ألف وحدة سكنية، وجرى توصل الغاز الطبيعي لما يزيد عن 200 قرية في إطار المبادرة الرئاسية حياة كريمة، جاري العمل على الانتهاء من باقي القرى، وتم تحويل 500 ألف سيارة إلى العمل بالغاز الطبيعي المضغوط، ومضاعفة أعداد محطات تموين السيارات بالغاز لتصل إلى 900 محطة، وتنفيذ عدة مشروعات للبتروكيماويات والعمل على أخرى، قائلا: "استمرارا لتطوير مؤتمر "إيجبس" كمنصة أكثر شمولا حول حلول الطاقة، يسعدني أن أعلن أن المؤتمر سوف يسمح اعتبارا من دورته المقبلة بتوسيع دائرة موضوعات المؤتمر لتشمل قضايا تحول الطاقة وخفض الانبعاثات والهيدروجين ليتواكب مع التغيرات العالمية المتسارعة في قضايا الطاقة"، موضحا إن الفترة الماضية شهدت تحديات عالمية كبيرة، متابعا: "شهدنا التغير أثناء أزمة كورونا وتباطؤ الأسواق ثم الحرب الروسية الأوكرانية والأزمة العالمية.. وهو ما أثر على قلب الموضوع الخاص إمدادات الطاقة وتأمينها".
وأضاف:"الأحداث كلها كاشفة لحاجات لازم تتعمل بالتوازي.. وما كنتش جاهزة وقت هذه الأزمات.. من ضمنها قلة الاستثمارات الموجهة إلى تحول الطاقة وتقليل الانبعاثات.. مع وجود هذه الأزمات ظهرت أهمية التعاون بين الدول لاستكمال ما ينقص من إمدادات الطاقة من الدول الأخرى لسد الفجوة.. وظهر أهمية وضع استثمارات في التكنولوجيا من أجل تحول الطاقة والاستدامة.. هذه أمور لابد أن تتم بالتوازي".
وتابع وزير البترول: "خلال استضافة مصر لمؤتمر كوب 27.. وجري الحديث والحوار حول ما تحتاجه الدول الأقل حظا والقارة الأفريقية بصفة خاصة.. وشهدنا نجاح المؤتمر في قرار بإنشاء صندوق التعويضات.. وهو ما أظهر أننا فى الاتجاه المضبوط.. وكل الحلول لازم تمشي بالتوازي.. لازم الحكومات تتحرك مع كبري شركات الطاقة ومؤسسات التمويل الدولية لتوفير التمويل المطلوب والتكنولوجيا اللازمة وفى نفس الوقت نتشغل على الطاقة الانتقالية والغاز الطبيعي مع بعض الوقود الأحفوري خالي من الكربون.. من خلال تقنيات خاصة بإزالة الكربون.. لا يمكن أن نستغني عن الطاقة الأحفورية في يوم وليلة.. استطاعتنا من خلال مؤتمر المناخ نحط خارطة طريق.. والاشقاء في الإمارات خلال "كوب 28" سوف يوصلوا المشوار.
ومن جانبه قال برنارد لووني الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بتروليوم "بي بي" العملاقة للنفط، إن الشركة تحتفل بوجودها في مصر منذ 60 عاما، مشيرا إلى أن أحداث العام الماضى "الحرب الأوكرانية – الروسية" علمتنا أننا بحاجة إلى الانتقال الطاقى، ويجب أن يكون هذا الانتقال منظما".
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بتروليوم "بي بي" العملاقة للنفط، خلال كلمته بمعرض ومؤتمر مصر الدولى للبترول "إيجبس 2023" بحضور الرئيس السيسي، لقد أعلنا استراتيجيتنا التى تستوجب استثمار المزيد في الأنظمة الحديثة، وسنضخ المزيد الكثير من الأموال للانتقال الطاقى بقيمة تصل إلى 8 مليارات دولار، وسنقوم بذلك في مصر في مجال الغاز والهيدروجين".
وقال جوزيف ماكمونجل الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي، إن هناك حاجة للاستمارات في قطاع الطاقة يصل إلى اكثر من 644 مليار دولار أى بمعدل 4.6 مليار دولار حتى 2030، متوقعا أن يواجه العالم تقلبات وارتفاع كبير في الأسعار.
وأضاف الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي، أن منظمة تجمع الأوبك ومنتدي الطاقة ومصر من الشركاء الرئيسين ، والأسواق الآن ترسل لنا الإشارة والبيانات التي نتلقاها من صندوق النقد الدولى، والتي توضح أن الطلب عاد الى مستويات ما قبل جائحة كورونا، ومعظم الأفراد يظنون أن الفجوة بين العرض والطلب بسبب "أوبك" ولكن يشغلنا كثيرا الإمدادات من غير دول الأوبك حيث أنها لا تحصل على الاستثمارات الكافية".
وقال جون كريستمان رئيس شركة أباتشى العالمية، إن مصر لديها مجموعة متنوعة من الاستثمارات واستطعنا زيادة الحفارات إلى 17 حفارا، كما نسعى الى تلبية الطلب الموجود في مصر بدعم من القيادة المصرية.
وأضاف رئيس شركة أباتشى العالمية،: "لقد رأينا طلبا عاليا على النفط، ونتوقع في العقود القادمة طلبا مرتفعا، حيث أن هناك 10 % من سكان العالم بحاجة إلى سعر طاقة ميسر.
وقال هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، إن مصر لها دور ريادي في أسواق الطاقة بدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي، مضيفا: "تشريف سيادتكم يدل على الاهتمام البالغ لصناعة الطاقة .
وتوقع الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، تصاعد الطلب على النفط ليصل إلى 10 ملايين برميل يوميا خلال الفترة المقبلة، كاشفا عن أن صناعة البترول عانت من نقص الاستثمارات خلال الفترة الماضية نتيجة جائحة كورونا.
وأضاف "الغيص"، أن هناك 12 تريليون دولار مطلوبة للقطاع حتى عام 2024 وهذا يعني أن 5 مليارات دولار يجب توافرها كل عام، مشيرا إلى ان الاستثمار في أمن الطاقة أمر أساسى في النشاط الاقتصادي وحجر الزاوية في استقرار أسواق الطاقة.
وأوضح أمين عام منظمة أوبك، أن المنظمة تعمل على انطلاق أسواق الطاقة بشكل منظم ، وأن قيادة مصر لمؤتمر المناخ كوب 27 وفر فرصة لعملية عادلة استطعنا من خلالها أن ننقل رسالتنا التي تقول أنه ليس هناك حل مناسب للجميع بالنسبة لتحديات المناخ.
بدوره، قال كريستوفر هوبسن رئيس الشركة المنظمة لمعرض ومؤتمر مصر الدولى للبترول "إيجبس 2023"، أن هذه المنصة من أكبر المنصات الموجودة في العالم ولدينا اكثر من 500 عارض، متوقعا أن يزور المعرض 30 ألف زائر من 70 دولة بهدف بناء فرص الأعمال والشراكات على المستوى المحلى والإقليمي والعالمي.