لا تزال تبعات زلزال تركيا وسوريا الذى ضرب البلدين الإثنين الماضى مستمرة، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا في اليوم الخامس، إلى نحو 22300 قتيل، وحوالي 80 ألف مصاب، وبالنسبة لتركيا ففي أحدث إحصائية لإدارة الطوارئ والكوارث التركية "آفاد"، صباح الجمعة، بلغ عدد القتلى جراء الزلزال 18.342، قتيلا و74.242 جريحا.
الهزات الارتدادية مستمرة
وفى السياق نفسه لا تزال الهزات الارتدادية مستمرة، فقد أشارت "آفاد" إلى وقوع 1509 هزات ارتدادية، مؤكدة إجلاء 75 ألفا و780 شخصًا من المتضررين من الولايات العشرة المنكوبة، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية.
وقد تعرضت مدينة اللاذقية بسوريا صباح اليوم الجمعة، لهزة أرضية بقوة 3.9 درجات على مقياس ريختر، وفق ما أورد المركز الوطني للزلازل بسوريا.
وقع الزلزال على مسافة 55 كم، وتحديدا الساعة 11 و 17 دقيقة صباحاً، وقد سجلتها محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي.
إغاثة متضررى الزلزال
قال الدكتور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية، في تعليقه على الزلزال المُدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، إنه منذ الدقيقة الأولى أرسل نداءً للحكومة الإيطالية والحكومات الأوروبية؛ لإرسال مساعدات وجسور صحية إلى تركيا وسوريا.
وأضاف، أن المساعدات مهمة، وللأسف 95% منها تصل إلى تركيا فقط، والقليل منها يصل لسوريا، بحسب ما تم إعلانه، لافتًا إلى أنه على اتصال مُباشر مع الأطباء في سوريا وتركيا.وفق" القاهرة الإخبارية".
وتابع، لدينا خبرة كبيرة مع الهزات الأرضية في إيطاليا، وفي هذه الحالة يجب تقسيم الإنقاذ إلى عدة فرق، منهم من يقوم بالإنقاذ من أسفل المنازل، وآخرون لعلاج الأشخاص الذين تم إخراجهم، خاصةً أن أغلبهم يعانون من أمراض عظام وكسور، لافتًا إلى أن سوريا بحاجة إلى مستشفيات مُتحركة تكون قريبةً من المنطقة التي بها عدد كبير من الضحايا.
إمام المسجد النبوى يدعو لدعم الضحايا
من جانبه دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد -في خطبة الجمعة إلى المساهمة في إغاثة المتضررين جراء الزلزال في تركيا وسوريا ، وقال إنه من عجيب ما تستنطقه حكمة القدر، رسوخ إيمان المبتلى وكفر المعافى وجحوده، فلا تسمع تحت الأنقاض إلا تكبيرا وتهليلا وتحميدا واسترجاعا وتمجيدا، وإن ربكم يستعتبكم ويستأني بكم ويمتحن فيكم رحمتكم، ويبتليكم في أخوتكم، وصدق الرحمة المهداة، صلى الله عليه وسلم إذ قال: "الراحمون يرحمهم الله تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، فالله الله في إخوانكم دعاء وإعانة، واعلموا أنه ليس بين الله وأحد من خلقه قرابة ولا رحم، وإنما الله قائم بالقسط حاكم بالعدل يبين في ميزانه مثقال الذرة وجزاؤه مرصد للجاني ولو بعد حين، فالله الله الخلوات الخلوات النيات النيات البواطن البواطن، والحمية من الذنوب لعله يتجاوز أو يغفر، وقد علم العارفون أنه ما استدر مثل الاستغفار، ولا استنزل مثل لسان الاضطرار، ولا عرج مثل الصلاة والسلام على الصفي المختار، فهو النبي الأكرم والأمان الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
وأضاف: إن عبدا من عباد الله آتاه الله من العلم ما لا يبلغ نقرة الطير من اليم من علمه سبحانه،كان قد جاء شيئا في ظاهر الأمر لكليم الله إمرا، فخرق سفينة المساكين وأورثهم التمكين فكان خيرا، وجاء شيئا آخر ظنه كليم الله نكرا، فقتل نفسا تبدو زكية، وهي في المآل لو عاشت شقية فكان خيرا، وأقام جدارا لغير أجر حاضر، ولا نفع ظاهر، وكان فيه حفظ مال اليتيم من يد اللئيم، فكان خيرا، فكيف بأفعال الله الجارية بأقداره في خلقه على كمال العلم والقدرة والحكمة والتدبير، سبحانه وهو اللطيف الخبير، قال الله عز وجل: "وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍۢ ۚ وَكَانَ ٱلْإِنسَٰنُ أَكْثَرَ شَىْءٍۢ جَدَلًا"، والله جل قدره وعز سلطانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"، وهو يقضي ولا راد لقضائه، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال.