"شكرًا لرئيس الوزراء على الاستجابة السريعة".. بهذه الكلمات عبرت أسرة الأديب الكبير الراحل عباس محمود العقاد عن تقديرها وشكرها للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، لاستجابته السريعة لأسرة الأديب الراحل والتدخل لترميم بيت العقاد فى أسوان وتحويله إلى متحف ومزار مفتوح للزيارة، بعد إيفاد لجنة فنية مختصة لمعاينة المنزل.
وأكد رامى العقاد، من أسرة الأديب الراحل عباس العقاد، أن اللجنة التى شكلها رئيس الوزراء وصلت إلى أسوان والتقت بهم وعاينت منزل العقاد الكائن بشارع عباس فريد بمدينة أسوان، ولم تبدى أى رأى أو ملاحظات حول المبنى لحين الانتهاء من المعاينة كاملة والتى مقرر لها أن تستمر لمدة 3 أيام، آملين أن تنتهى اللجنة من قراراتها لإنهاء أعمال الترميم وإنقاذ المنزل فى أسرع وقت.
وأضاف رامى العقاد، أن اللجنة تفقدت المنزل بالكامل والمكون من طابق أرضى واثنين علويين بالإضافة إلى سطح المنزل، الذى يقع على مساحة 220 متر مربع، وكان قد تعرض للتصدع بسبب أعمال حفر مجاورة للمنزل خلال الفترة الأخيرة، وأوصت لجنة مشكلة من جامعة أسوان بضرورة إخلاء المنزل وإزالته لما يشكل من خطورة على سلامة وأرواح قاطنيه، إلا أن الدولة تدخلت لإنقاذ هذا التراث من الضياع ومحاولة إصلاحه وترميمه.
وأوضح، أن أسرة العقاد كانت قائمة على صيانة وإصلاح المنزل من أى عوامل طارئة يتعرض لها، ولكن خلال عام 2007 صدر قرار مجلس الوزراء رقم 2650 بإدراج منزل الأديب عباس العقاد فى أسوان ضمن التراث المعمارى للحفاظ عليه، وبالتالى منع أفراد الأسرة المقيمين فى المنزل من إجراء أى تعديلات عليه، لافتًا إلى أن التكلفة المادية لترميم المنزل مرتفعة يصعب على أسرة الأديب الراحل تحملها، رغم أنهم حاولوا بترميم الجزء الداخلى للمنزل، وهو ما توقف بعد وفاة عبد العزيز العقاد، ابن شقيق الأديب الراحل، موضحًا أن هناك لجنة فنية عاينت المنزل قبل 5 أشهر.
ووجهت أسرة العقاد الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء ومحافظ أسوان على اهتمامهم بتراث وتاريخ جدهم عملاق الأدب العربى ابن محافظة أسوان عباس محمود العقاد، وما تركه من منزل كان يقيم فيه خلال زياراته للأسرة بمحافظة أسوان، وبعض المقتنيات الخاصة به، ولا زال المنزل يستقبل زوار ومهتمين بتاريخ الأدب العربى المصرى، من مختلف الدول العربية.
فى السياق، وصلت إلى محافظة أسوان اللجنة العليا المشتركة التى تم تشكيلها بتوجيهات من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، برئاسة العميد الدكتور حسن الحفناوى من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبعضوية ممثلى إدارة الأشغال العسكرية ووزارة الإسكان والمرافق، ومديرية الإسكان بالمحافظة، واستشارى كلية الهندسة بجامعة أسوان، للمعاينة الميدانية لبيت العقاد فى مدينة أسوان، والتقت باللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، فى حضور اللواء أشرف فؤاد السكرتير العام.
وأكد محافظ أسوان، أن تشكيل لجنة فنية على أعلى مستوى لمعاينة بيت العقاد يعكس اهتمام الدولة بالمبانى التراثية المرتبطة بتاريخ أبنائها من رموز العلم والفكر والأدب، وفى مقدمتهم عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد.
وأشار المحافظ، إلى أن اللجنة تقوم بمعاينة منزل ورثة الأديب عباس العقاد لمدة 3 أيام لإعداد التوصيات والتقرير الهندسى الخاص بمقترحات الاستغلال الأمثل للمبنى فى حالة عدم الهدم، والقيام بتدعيمه وترميمه ورفع كفاءته من أجل الحفاظ عليه، وتحويله إلى متحف ومزار ثقافى وسياحى مفتوح.
وأشار المحافظ إلى أنه زار بيت العقاد أكثر من مرة، موضحًا أنه تم إنشاؤه منذ عام 1944 على مساحة 220 متر بشارع عباس فريد بنظام الحوائط الحاملة من الحجر الرملى، والمبنى مكون من 3 أدوار عبارة عن دور أرضى، وعدد 2 دور، وله واجهة واحدة، ومحاط بمبانى مجاورة من الثلاث جهات الأخرى حيث ظهر هبوط فى أرضية الدور الأرضى، وشروخ بالحوائط فى كل الأدوار، وخاصة فى الجهة الشرقية للمبنى الأكثر تضررًا.
ويعد عباس محمود العقاد، أديب ومفكر وصحفى وشاعر مصرى، ولد فى أسوان عام 1889م، وهو عضو سابق فى مجلس النواب المصرى، وعضو فى مجمع اللغة العربية، لم يتوقف إنتاجه الأدبى بالرغم من الظروف القاسية التى مر بها، حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات، ويعد العقاد أحد أهم كتاب القرن العشرين فى مصر، وقد ساهم بشكل كبير فى الحياة الأدبية والسياسية، وأضاف للمكتبة العربية أكثر من مائة كتاب فى مختلف المجالات، نجح العقاد فى الصحافة، ويرجع ذلك إلى ثقافته الموسوعية، فقد كان يكتب شعرًا ونثرًا على السواء، وظل معروفًا عنه أنه موسوعى المعرفة يقرأ فى التاريخ الإنسانى والفلسفة والأدب وعلم الاجتماع.