المنطاد الصيني .. تاريخ من التجسس بين الصين وأمريكا
الإثنين، 06 فبراير 2023 02:00 مريهام عاطف
بين الوصف بالمبالغة في رده الفعل من الجانب الصيني والشعور بالخطورة والقلق من الجانب الأمريكي، تسبب "المنطاد الصيني"، بحالة توتر، مما زاد درجة الأزمة بينهما، وفتح ملف التجسس الصيني علي الولايات المتحدة، وذلك بعد أشهر قليلة من كشف وزارة العدل الأميركية في أكتوبر الماضي، ما وصفته بأنه عملية تجسس كبرى، حاولت الحكومة الصينية تنفيذها عبر 13 شخصا، بينهم 10 يعملون مباشرة لمصلحة المخابرات الصينية، تتضمن تهريب أشخاص ومعدات من مؤسسات أميركية.
الرئيس الامريكي والصيني
أزمة المنطاد الصيني
حالة من الترقب عاشتها كلا من الصين وأمريكا، علي مدار الأيام القليلة الماضية، تسبب بها " المنطاد الصيني"، حتي أصدرت الولايات المتحدة، أوامر بإسقاطه قبالة ساحل ساوث كارولينا، بواسطة طائرة مقاتلة أمريكية، وذلك وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، وعقب ذلك أعلنت وزارة الدفاع الصينية، أن أمريكا، بالغت في ردة فعلها، من خلال إسقاط طائرة مقاتلة أمريكية المنطاد الصيني، المدني بدون طيار، الذي دخل المجال الجوي الأمريكي دون قصد قبل أيام.
ونقل الموقع الرسمي لشبكة (سي جي تي إن) التليفزيونية الصينية، عن المتحدث بأسم وزارة الدفاع الوطني الصينية، تان كيفي، قوله: "إننا نعرب عن احتجاجنا الشديد على هذا النهج الأمريكي، ونحتفظ بالحق في استخدام الوسائل الضرورية للتعامل مع مواقف مماثلة".
وأكدت الحكومة الصينية، أن المنطاد كان يستخدم للبحث لأغراض الأرصاد الجوية، وانحرف عن مساره المخطط، متأثرا بالرياح، وبسبب قدرة محدودة على التوجيه الذاتي لحركته.
في الوقت ذاته، زعمت واشنطن أن "المنطاد الصيني"، يستخدام لأغراض المراقبة والتجسس، وذلك فوق المحيط الأطلنطى قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة.
وقالت شبكة سى إن إن، "إن التخلص من المنطاد الصيني، أنهي دراما عامة، لافتة أن الأمر أدى إلى تداعيات دبلوماسية بين واشنطن وبكين، فى الوقت الذى تعقب فيه الرأى العام الأمريكى، المنطاد من مونتانا وحتى وصل إلى كارولينا الشمالية والجنوبية.
كما أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، قبل إسقاط المنطاد الصيني، قرار بوقف الطائرات فى مكارات ويلمنجتون بنورث كارولينا، وشارلستون ومارتل بيتش بثاوث كارولينا.
المنطاد الصينى
وتم تقييد المجال الجوى قرب مارتل بيتش، لدعم وزارة الدفاع فى جهود الأمن القومى، لتطلق بعدها طائرات مقاتلة متقدمة من طراز إف 22 صاروخ واحدا، لإسقاط المنطاد الصينى فى تمام الساعة التاسعة و39 دقيقة مساء السبت الماضي.
تاريخ التجسس بين الصين وأمريكا
شهدت السنوات الماضية، الكثير من أزمات الاتهام بالتجسس بين كلا من الولايات المتحدة والصين، في محاولة من جانب الدولتين للسيطرة وتجنب أي مخاطر من جانب الدولة الأخرى، لتكشف أزمة "المنطاد الصيني"، في أجواء الولايات المتحدة، عن حجم الازمة بين البلدين.
عمليات تجسس متبادلة
منذ عام 2000 تم الأبلاغ عن 160 حالة تجسس صيني موجه إلى الولايات المتحدةالأمريكية، وهو ما رصده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يتخذ من واشنطن مقرا له وجاءت كالتالي:
42 % من هؤلاء الجواسيس موظفون عسكريون أو حكوميون صينيون.
32 % كانوا مواطنين صينيين.
26 % كانوا غير صينيين (عادة هم أشخاص أميركيون تم تجنيدهم من قبل المسؤولين الصينيين).
جاءت الحوادث المرصودة للحصول على تقنيات تجارية في المرتبة الأولى بواقع 51 بالمئة، ثم المتعلقة بالتجسس السيبراني بواقع 41 بالمئة، ثم للحصول على التكنولوجيا العسكرية في المرتبة الثالثة.
في يوليو 2004 حصل يان مينغ شان، الموظف الصيني في شركة برمجيات أميركية تعمل على تطوير تقنية استشعار الأرض لشركات النفط، على وصول غير مصرح به إلى نظام الكمبيوتر الخاص بالشركة، وحاول إعادة تلك التكنولوجيا الحساسة إلى الصين.
وفي أكتوبر 2005 جمع عدد من عملاء المخابرات الصينية معلومات تقنية بشأن تقنيات السفن الحربية الحالية والمستقبلية التابعة للبحرية الأميركية، وكانوا يعتزمون إرسالها إلى الصين.
كما تسلل قراصنة صينيون إلى شبكات "ناسا" التي تديرها "لوكهيد مارتن" و"بوينغ"، في أبريل 2006 وسرقوا المعلومات حول برنامج مكوك الفضاء ديسكفري.
وفي يونيو 2007 اخترق قراصنة صينيون مشروعًا للبنتاجون وسرقوا البيانات المتعلقة بالطائرة المقاتلة "إف-35".
قام صينيون بإدخال برنامج تجسس على الكمبيوتر المحمول الخاص بوزير التجارة الأميركي السابق، كارلوس جوتيريز، خلال مهمة تجارية وذلك في مايو 2008.
كما شهد أغسطس 2012 محاولة العميل السابق لوكالة المخابرات المركزية "جيري لي"، تزويد الصين بمعلومات سرية حول أنشطة وكالة المخابرات المركزية داخل الصين، وحُكم عليه بالسجن 19 عاما، وفي مايو 2014 أعلنت وزارة العدل الأميركية أن هيئة محلفين فيدرالية كبيرة وجهت لائحة اتهام ضد 5 من ضباط جيش التحرير الشعبي لسرقة معلومات تجارية سرية وملكية فكرية من الشركات التجارية الأميركية وزرع برامج ضارة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.
وفي أغسطس 2020 تم القبض على عميل سابق لـ"سي أي إيه" ألكسندر ما، تجسس لصالح بكين حيث قدم للاستخبارات الصينية معلومات سرية وكشف عملاء واشنطن.
كما اتهمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وحلفاؤها، الصين في يوليو2021، باستخدام متسللين متعاقدين لإجراء حملة تجسس إلكتروني عالمية مستمرة، تتضمن هجمات برمجيات الفدية والابتزاز الإلكتروني وسرقة العملات المشفرة.