قناة السويس شريان العالم المائي.. مستهدفة بحرب الشائعات لأهميتها الاقتصادية الكبرى
الجمعة، 03 فبراير 2023 08:51 مطلال رسلان
طالما استهدفت حرب الشائعات قناة السويس شريان العالم المائي، وأحد أهم الممرات المائية التاريخية، علاوة عن أنها الشريان الاقتصادي الناجح لمصر، وأهم انتصارات المصريين في العصر الحديث.
حرب تاريخية لم تهدأ يوما باستهداف قناة السويس، آخر فصولها ما أطلقته لجان الأجندات الخارجية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من شائعات بأن مصر نفذت صندوق قناة السويس تمهيدا لبيع أصولها، وهو ما نسفته الدولة المصرية أمام العالم بتفنيد الحقائق والأرقام.
بعدها أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في رسالة طمأنة جديدة للمصريين، أنه ليس من حقنا بيع قناة السويس أو الاقتراض بضمانها. وقال إن مصر لن تسمح بوجود أجانب يتحكمون في صندوق الهيئة، وأن القناة "ستبقى أولا وأخيرًا للمصريين".
وجاءت تصريحات ربيع، خلال مؤتمر صحفي نظمته هيئة قناة السويس، وقال الفريق "إن السيادة على القناة ستبقى أولا وأخيرًا لمصر والمصريين"، في معرض تعليقه على "ما أثير حول صندوق هيئة قناة السويس".
وتابع: "في 2015، عندما تم افتتاح قناة السويس الجديدة، تم افتتاح مشاريع جديدة مثل الإسماعيلية الجديدة، وخمسة كباري عائمة وخمسة أنفاق وتطوير الأسطول البحري"، وأكد ربيع"أنه ليس من الممكن بعد كل ما تم إنجازه، أن نفرط في قناة السويس، أو أصل من أصول قناة السويس، فالدستور والشعب يحميان القناة".
وقال إن القناة حققت ما قيمته 7.9 مليار دولار أرباح في العام الحالي، بزيادة 25 % عن عام 2021، كما حققنا أيضًا زيادة في عدد السفن التي تمر عبر القناة، في فترة كورونا عن أي قناة أخرى. وأوضح الفريق أسامة ربيع أن عدد السفن التي تسير بقناة السويس بلغ نحو 23 ألف و800 سفينة بزيادة 15.3% في عدد السفن عن العام الماضي، ونتوقع 8 مليار إيرادات من القناة خلال العام المقبل. وأشار إلى أن حوالي 80 سفينة تمر يوميًا في القناة.
وأوضح "ربيع" أن فكرة تأسيس صندوق هيئة قناة السويس تعود إلى عام 2019، وقال إنه قانون صندوق الهيئة هدفه تنمية الفائض من عائدات القناة لاستخدامها في الأمور الطارئة أو إقامة مشروعات استثمارية لخدمتها. وذكر أنه "لا صحة لما تمت إثارته من مزاعم بيع أصول قناة السويس"، بعد موافقة مجلس النواب مبدئيًا على مشروع قانون لتعديل قانون الهيئة، وذلك للسماح بإنشاء الصندوق.
وأكد "ربيع" أنه "لن نقتطع من موازنة الدولة لكي نضع في الصندوق"، كما قال "إننا لا نحتاج للأجانب بشأن الخبرة لإنشاء الصندوق، فلدينا الخبرات المطلوبة"، موضحا أنه عند سيتم استخدام مخصصات الصندوق لإقامة مشروعات عملاقة لأحواض وبناء سفن تكون تابعة للصندوق وليس للهيئة.
وأكد ربيع إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يقف وراء فكرة إنشاء صندوق استثمار لهيئة قناة السويس، بغرض استثمار جزء من موارد الصندوق في تطوير مشروعات للهيئة تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، ومجابهة الأزمات والطوارئ التي يمكن أن تواجه القناة، حسب قوله.
تصريحات الفريق أسامة ربيع التي أعلنها أمام العالم وفي مؤتمر صحفي حملت جملة من الدلالات أبرزها، أن القناة ستظل مستهدفة من الأجندات الخارجية وحرب الشائعات لأهميتها التاريخية والاقتصادية للعالم وليس لمصر فقط.
شهادات قناة السويس
انتقالا إلى أحد أبرز الشائعات التي تعرضت لها قناة السويس عندما ظهرت آلة الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي وشككت المصريين في عوائد شهادات قناة السويس، وزعموا أن المصريين لن يأخوا عوائدهم من شهادات القناة التي اشتروها استثمارا لأموالهم وفي تنمية اقتصاد بلدهم.
واستثمر المصريون 64 مليار جنيه في شهادات قناة السويس لتمويل مشروع قناة السويس الجديدة، وردت البنوك كامل هذه الأموال مع حلول أجل استحقاقها.
واستطاعت شهادات قناة السويس أن تجذب نحو 27 مليار جنيه من خارج القطاع المصرفي، حيث بلغ العائد عليها 12 في المئة، ثم ارتفع إلى 15.5 في المئة بعد تحرير سعر صرف الجنيه وإصدار البنوك الحكومية لشهادات بعوائد وصلت إلى 20 في المئة.
والشهادات التي اكتتب فيها المصريون عام 2014، وجمعت 64 مليار جنيه في 8 أيام فقط عادت أموالها مرة أخرى إلى المكتتبين مطلع، وفتحت شهية كثير من قطاعات الاقتصاد على جذب هذه الأموال، وقبل كل ذلك تنسف الشائعات وتضربها في مقتل كما يحدث كل مرة.
قناة السويس الجديدة
ملأت صفحات حرب الشائعات على قناة السويس فضاء السوشيال ميديا أحاديث تشكك في قناة السويس الجديدة، سرعان ما نسفت عوائد القناة الجديدة تلك الشائعات، وبعدما ساهمت توسعة القناة بزيادة الحركة التجارية فيها، إلى جانب تمكينها من استيعاب السفن ذات الأحجام الضخمة.
وحفرت قناة السويس الجديدة في وقت سريع جداً وقياسيّ، وذلك من شأنه المساهمة في تحسين تصنيف مصر، ما منحها فرصاً جيدة للحصول على منح دولية، إضافة إلى مساعدتها على استقطاب فرص استثمارية كبيرة جديدة، وكان لقناة السويس الجديدة التي تُعدّ ممرّاً ملاحياً حيوياً دوراً كبيراً في ترسيخ مكانة مصر في حركة التجارة الدولية، إضافة إلى ذلك تُعدّ القناة مساهماً أساسياً في إنعاش وتعزيز النموّ الاقتصادي على مستوى مصر والمنطقة والعالم، إذ سمح هذا المشروع الجديد بعبور عدد أكبر من السفن خلال القناة يومياً، ما رفع من الواردات والعوائد على الخزينة المصرية.
جنوح السفينة إيفرجيفن
مثَّل تعويم السفينة إيفرجيفن التي جنحت في قناة السويس، ضربة أيضا للمشككين في قدرة هيئة القناة وإمكانات مصر، عندما ملأوا مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات التشكيك والشماتة في خسائر مصر وتداعيات هذه الأزمة، لكن مصر كانت قادرة على المرور بقناة السويس من أزمة السفينة الجانحة وضرت مثالا أمام العالم في الحفاظ على مقدرات شعباها، وقوته الاقتصادية.
مع أهمية قناة السويس الكبرى كشريان اقتصادي عالمي لم يكن مستغربا أن تخرج كل فترة صفحات حرب الشائعات، بشائعة جديدة عن جنوح سفينة ما في قناة السويس، وسرعان ما تنفي هيئة القناة وتوضح الحقائق إلى العالم.
تلك الشائعات تجدد التأكيد على أهمية ومكانة قناة السويس المصرية في التجارة العالمية، رغم محاولات التأثير على هذا الدور خلال السنوات الماضية و"رب ضارة نافعة" بالنسبة للقناة، ةإنَّ كل من يهتم ويتعامل مع التجارة الدولية سواءً كان أفراد أو شركات أو دول، وكذلك من يتعاملون في قطاعي الاستيراد والتصدير ونقل البضائع، يعلمون تماما أهمية قناة السويس كممر ملاحي عالمي لا غنى عنه، وخصوصا فيما يتعلق بالبضائع التي يمثل الوقت عنصرًا مهمًا لها.