الرئيس السيسي للمصريين: كل مشروع له مبررات علمية واقتصادية وليس مبررات سياسية

السبت، 28 يناير 2023 07:00 م
الرئيس السيسي للمصريين: كل مشروع له مبررات علمية واقتصادية وليس مبررات سياسية

- المشروعات التنموية الكبرى لا تستهدف التفاخر أو التباهي وإنما تأسيس البيئة الاستثمارية 

- كل مشروع له مبررات علمية واقتصادية وليس مبررات سياسية وإن لم نقم بتنفيذه نكون قصرنا في حق مصر ومستقبلها
 
فجر الخميس، 19 يناير الجارى، تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسى، الأكاديمية العسكرية المصرية، والتقى بالطلاب وتحدث معهم عن أمور كثيرة من بينها الوضع الداخلى، وبعدها بأربعة أيام، تحديداً الأثنين 23 يناير، القى الرئيس السيسى كلمة من داخل أكاديمية الشركة احتفالا بالعيد الـ71 للشرطة المصرية، تحدث خلالها عن كل ما يتردد بشأن الوضع الاقتصادى المصرى.
 
وفى الفعاليتين وجه الرئيس السيسى مجموعة من الرسائل المهمة للشعب المصرى، ففي الاحتفال بعيد الشرطة، تناول الرئيس كل ما يتردد بشأن تأثير المشروعات القومية على الوضع الاقتصادى المصرى، وقال: "دعوني أتحدث معكم بصراحة ووضوح في وجه ما يتم ترديده من دعاوى مضللة، تهدف لتصوير الأزمة الاقتصادية، كأنها شأن مصري خالص ونتيجة للسياسات الاقتصادية للدولة، والمشاريع القومية والتنموية"، لافتا إلى أنه توجد فى هذا الصدد أسئلة كاشفة يجب طرحها: هل توجد أزمة اقتصادية، عنيفة وغير مسبوقة، في العالم أم لا؟، وهل تعاني أكبر اقتصادات العالم وأكثرها تقدمًا، على نحو لم نشهده منذ عقود طويلة، ربما منذ أزمنة "الكساد الكبير" والحربين العالميتين أم لا؟، ألم ينتج عن تلك التداعيات، ما يعرف دوليًا الآن "بالأزمة العالمية لغلاء المعيشة"؟.
 
وتساءل الرئيس: أليس من المنطقي والطبيعي، بل والمحتوم، أن تنعكس هذه الأزمة علينا في مصر، وتكون لها تداعيات سلبية كبيرة، ونحن جزء من الاقتصاد العالمي، وزاد اندماجنا فيه بقوة خلال العقود الأخيرة؟.
 
ووجه الرئيس السيسي رسائل لشعب مصر العظيم، قائلا بكل الصدق أولًا: إن واقع مصر وظروفها الاقتصادية والسكانية، يحتمون علينا أن نقفز قفزات تنموية هائلة، في وقت قصير فنحن في الحقيقة، في سباق مع الزمن، لتجاوز مخاطر وتداعيات الانفجار السكاني.
 
ثانيًا: إن المشروعات التنموية الكبرى، التي تنفذها الدولة، لا تهدف للتفاخر أو التباهي وإنما لتأسيس البيئة الاستثمارية والبنية الأساسية اللازمة، لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، التي ترفع مستوى معيشة جميع أفراد الشعب.. وإنه من المستحيل - قولًا واحدًا - أن ننطلق على طريق التصنيع الحديث والتصدير الكثيف، دون وجود العناصر الضرورية لتحقيق ذلك، من مدن وطرق وشبكة نقل ومواصلات، وتكنولوجيا وكهرباء ومياه وصرف صحي وجميع مكونات البنية التحتية، التي افتقدتها مصر على المستوى المطلوب لتحقيق أحلام شعبها في التقدم والازدهار.
 
ثالثًا: إن أزمة الفجوة الدولارية، ليست وليدة اليوم أو هذه الفترة وإنما لها نمط متكرر، يمكن رصده من جانب المتخصصين وجوهرها، هو ضعف قدراتنا الإنتاجية والتصديرية، وزيادة طلبنا على السلع والخدمات الدولارية؛ ولذلك فإن زيادة الإنتاج والتصدير، هي قضية مفصلية بالنسبة لمصر ونحن نعلم ذلك، ونعمل على تحقيقه بأقصى جهد وطاقة.
 
وقال الرئيس السيسي إن كل مشروع نتحدث عنه كانت له مبررات علمية واقتصادية وليس مبررات سياسية وإن لم نقم بتنفيذه نكون قصرنا في حق مصر ومستقبلها، مشدداً على أن بناء الدول، لا سبيل له، من دون الحفاظ على الأمن القومي، بجميع عناصره ومكوناته وكما أن الاقتصاد، لا يمكن له أن ينطلق وينمو، بدون بنية أساسية قوية وحديثة ومتكاملة، مؤكدا أن الوطن لا يحيا ولا يبقى، بدون حماية الأمن القومي، وصونه من الأخطار التي لا تخفى عليكم وأنتم الشعب العظيم الواعي المدرك، لتعقيدات المنطقة التي نعيش فيها، وانعكاسات ذلك على الداخل.
 
وقبلها بأيام وتحديداً الخميس 19 يناير، وخلال تفقده الأكاديمية العسكرية المصرية، طمأن الرئيس السيسى، طلاب الكليات العسكرية، قائلا لهم: "نحن نمر بظروف صعبة مثل كافة الدول، وهو أمر لم نصنعه بأنفسنا، حيث لم تدخل الدولة في حروب واقتتال، بل كنا حريصين في كافة ردود الأفعال وأن تتسم بالتوازن والحكمة في التعامل مع كافة المشاكل التي تقابلنا"، مؤكداً أن "الدولة تبذل جهدًا كبيراً جداً، وعلينا الصبر وفهم ما نحن فيه من ظروف صعبة لسنا السبب فيها، وإنما ظروف دولية صعبة لها تداعيات كبيرة جدا على العالم كله، وقد أثرت كثيرا على تكلفة الحياة، سواء كانت طاقة أو سلع أساسية أو مستلزمات إنتاج"، مشيرا إلى أن كافة الأسعار ارتفعت في العالم كله.
 
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه صرح سابقا بأن الدولة تستهدف تحقيق 100 مليار دولار، قائلا إنه "عندما نتمكن من أن يكون حجم الحصيلة الدولارية الناتجة عن إيرادات الدولة أكبر من مصروف الدولة المصرية، سواء كانت تشتري بها طاقة أو مواد بترولية أو غيرها أو سلع أساسية أو أي احتياجات أخرى، أو عندما يتساوى على الأقل مع دخل الدولة المصرية من الدولار ومصروفها من الدولار ستكون الأمور أحسن من ذلك بكثير"، كما أشار إلى أنه دائما يوجه الحكومة للتحرك بسرعة ليكون لدينا حجم أكبر مما نحتاجه في كافة الأشياء، مضيفا أنه تم تحقيق أكثر من 40 أو 50 مليار دولار كحجم صادرات مصرية خلال الأشهر العشرة الأخيرة، لكن هذا غير كافيًا.
 
ووجه الرئيس السيسي رسالة إلى الشعب المصري، قائلا: "نحن نعاني، ولكن مستمرون والظروف الصعبة ستمر علينا"، مشيرا إلى أن مصر مرت بظروف أصعب من ذلك بكثير، والشعب المصري بعزيمته وصبره استطاع تجاوز هذه الظروف الصعبة، وإن شاء الله سنتجاوزها"، لافتاً إلى أنه خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية، كانت هناك أزمة كبيرة في الدولار، مؤكدا أن الأمور تحسنت الآن، قائلا: "نحن كنا وعدنا الشعب المصري أنه خلال شهرين سوف ننهي أزمة السلع الموجودة في الموانئ، وتم الانتهاء من جزء كبير منها، وما زلنا نعمل عليها، وليست عندنا مشكلة في الدولار".
 
كما أكد الرئيس السيسى أن القوات المسلحة تقوم بدور مهم جدا في هذا التوقيت الصعب، وتعمل على التخفيف على الناس بتوزيع ثلاث ملايين كرتونة سلع غذائية على الناس البسطاء والتي ظروفها صعبة والأسعار قاسية عليها، لافتا إلى أن هذا التوزيع مستمر حتى شهر رمضان المقبل للتخفيف ما أمكن مع باقي مؤسسة الدولة عن كاهل المواطنين من حيث تكلفة السلع الأساسية التي نحتاجها، وقال الرئيس السيسي إن "الأمور رغم أنها صعبة، لكن مسيطرون عليها، وسنتجاوزها مع بعضنا البعض، على قلب رجل واحد، وهذه من ضمن الأمور التي تختبر بها قدرة الدولة لكشف المعادن على كل المستويات الداخلي والخارجي، وهي فرصة للتعرف على قدراتنا وإمكانياتنا في التحمل، وكل مِحنة تمر علينا بفضل الله تتحول إلى منحة بالإرادة والعمل والأمل ونتجاوز أي مشكلة".
 
وأوضح الرئيس السيسي، في حديثه مع أحد طلاب الكلية العسكرية: "نحن أنشأنا المدن الجديدة، لأن القاهرة سوف تنموا خلال السنوات العشرين القادمة بأكثر من أربعة أو خمسة ملايين نسمة، ولا بد من استيعاب تلك الزيادة السكانية"، مشيرًا إلى أن إنشاء المدن الجديدة أمر حتمي، لأنه ليست هناك خيارات أخرى لاستيعاب تلك الزيادة السكانية.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق