ماكرون في مأزق سياسي.. الشعب الفرنسي ينتفض ضد قانون التقاعد
الأحد، 22 يناير 2023 04:00 م
ألقت الاحتجاجات الشعبية ضد خطط الحكومة الفرنسية لرفع سن التقاعد إلى 64 عاما بظلالها على الشارع الفرنسي، إذ دفعت السلطات بنحو 10 آلاف شرطي لتأمين الاحتجاجات والإضرابات، التي طالت قطاعات الصحة والتعليم والمواصلات، في وقت يبدو فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مأزق سياسي.
وفي وقت سابق من يوم السبت، خرجت احتجاجات وإضرابات في فرنسا رفضًا لقانون التقاعد الجديد، والذي أقر مد سن التقاعد إلى 64 عامًا، وظلت الاحتجاجات مُستمرة بالعاصمة الفرنسية. وصرحت الداخلية الفرنسية بأن هناك نحو 1.1 مليون مواطن خرجوا في أنحاء فرنسا، فضلًا عن اعتقال عدد من الأشخاص المُشاركين بالاحتجاجات.
وذكرت وكالة «فرانس برس»، أن آلاف الأشخاص تظاهروا في باريس، في أجواء من البرد، للاحتجاج على مشروع تعديل نظام التقاعد، استجابة لدعوة منظمات شبابية وحزب «فرنسا الأبية» اليساري، وسار موكب على رأسه شباب وشابات ويضم أشخاصاً من كل الأعمار، بين ساحتي الباستيل والأمة من دون وقوع حوادث، ورددوا شعارات مثل «مقاومة!»، و«نحن هنا حتى لو أن ماكرون لا يريد ذلك».
ومن المقرر عرض مشروع القانون الذي يرفع سن التقاعد في فرنسا من 62 إلى 64 عاماً، الإثنين، إلى مجلس الوزراء، في الوقت الذي قدر فيه منظمون عدد المشاركين في احتجاجات السبت بحوالي 150 ألفاً، في حين أفادت مصادر أخرى بأرقام متدنية إلى حد بعيد، وقدّر مصدر في الشرطة عدد المشاركين بـ12 ألفاً، وتحدثت مجموعة من وسائل الإعلام عن 14 ألفاً.
وبحسب «فرانس برس»، فإن الحكومة الفرنسية تواجه رفضا شديدا من قبل الشعب الفرنسي فيما يخص مشروعها الإصلاحي، وفي مقدمته بند رفع سنّ التقاعد من 62 عاما إلى 64 عاما، اعتراضا من جبهة نقابية موحدة، بالإضافة إلى نقمة كبيرة لدى الرأي العام وفق الاستطلاعات.
ويأتي هذا الاختبار السياسي لماكرون، في سياق اقتصادي واجتماعي متوتر، إذ يعاني الفرنسيون تضخماً بلغ معدّله 5.2% في العام 2022، في وقت اختارت فيه الحكومة الفرنسية أن تمدد سنوات العمل لمواجهة التدهور المالي لصناديق التقاعد وشيخوخة السكان. وتدافع عن مشروعها عبر تقديمه على أنه «حامل للتقدّم الاجتماعي»، خصوصا من خلال رفع مستوى المعاشات التقاعدية المنخفضة.
وكشفت الوكالة الفرنسية، أن التظاهرة لم تشهد حشودا بقدر تظاهرة الخميس، التي تراوح عدد المشاركين فيها بين مليون ومليوني متظاهر في كل أنحاء فرنسا، وفقا لتقديرات الشرطة والاتحاد العام للعمل، كما تعطلت حركة النقل بالقطارات وأغلقت مدارس في باريس. وجرت أكثر من مئتي تظاهرة في العاصمة ومناطقها.
بدورها، ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية»، أن عشرات من المُنظمات الشبابية مع أحزاب يسارية، منها حزب الخضر والحزب الشيوعي وحركة فرنسا الأبية، كانت في بداية هذه المسيرة التي بدأت من ميدان الباستيل بالعاصمة الفرنسية باريس مُتجهة إلى ساحة الجمهورية.
وأوضح خالد شقير، مراسل «القاهرة الإخبارية»، أنه حدثت بعض المناوشات بين مجموعة من الشباب وقوات الأمن والدرج الفرنسي، وتم على إثرها توقيف 38 شابًا كانوا يحملون بعضًا من الأسلحة والمواد الممنوعة في مثل هذه المسيرات والتظاهرات، مشيرا إلى أنه جرى توقيف وتفتيش قرابة نحو 1700 شخص، لافتًا إلى وجود بعض المناوشات بين الجانبين، وتمت السيطرة عليها.