من الصحة للمصريين: متحور «يوم القيامة» ليس خطيرا ولم نسجل حالات
السبت، 21 يناير 2023 07:00 مأحمد سامي
- حسام عبد الغفار: المتحور الجديد يهاجم الجهاز التنفسي بشكل أقل عن غيره لكن لديه قدرة على الانتشار بشكل كبير
- مستشار الرئيس للشئون الصحية يحذر من الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية ويؤكد: الوضع الوبائي آمن
- مستشار الرئيس للشئون الصحية يحذر من الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية ويؤكد: الوضع الوبائي آمن
ما بين يوم وليلة يندثر الحديث عن كورونا ومتحوراتها، ويبدأ المواطنين في الانطلاق نحو الحياة دون قيود أو احترازية، ولا يمر بضع أسابيع حتى تعود الأحاديث مرة آخري عن ظهور متحور جديد قد يكون أقوى في التأثير أو أسرع في الانتشار أو ذو خصائص مختلفة، وبعد الانتهاء من متحور أوميكرون في نسخته الماضية حتى ظهر المتحور الجديد منه باسم «يوم القيامة»، الأمر الذي اثار الذعر والقلق في نفوس المواطنين، خاصة مع انتشاره السريع بدولة الصين منبع كورونا.
الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، قال إن المتحور الجديد من عائلة «أوميكرون»، اطلقت عليه وسائل التواصل الاجتماعي اسم متحور «يوم القيامة»، وهو ليس من المتحورات الخطيرة التي يمكن أن تسبب مرضاً شديداً، لكنه يتميز عن متحورات «أوميكرون» الأخرى، بأنه «أسرع» في الانتشار، لافتاً إلى أنه لم يتم تسجيل هذا المتحور في مصر حتى الآن، محذرا من الانسياق وراء الشائعات فلا توجد بيانات رسمية لهذا، ولكن المتواجد عالميا هو متحور أوميكرون وهو المتحور الأساسى، ومن بعده متحورات أخرى حسب تصريحات الصحة العالمية، ومشكلة المتحورات سرعة الانتشار.
وعن أعراض ومخاطر متحور الصين الجديد «يوم القيامة»، قال عبد الغفار لـ «صوت الأمة»: إن المتحور لا يمثل مصدر قلق، لأنه متحور فرعي من أوميكرون، ووفياته ضئيلة رغم أنه يتميز بسرعة الانتشار، وأعراض متحور يوم القيامة تبدأ من 5 أيام وتنتهي بمرور 7 أيام على الإصابة.
وأكد عبد الغفار أن متحور يوم القيامة، يهاجم الجهاز التنفسي بشكل أقل عن غيره، لكن لديه قدرة على الانتشار بشكل كبير، وتتمثل أعراضه في ارتفاع درجة الحرارة، وحمى، وضيق في التنفس، وصعوبة في الحركة، وإحساس بالتعب والإرهاق وظهور طفح جلدي في بعض الحالات وليس معظمها، مناشداً المواطنين بأهمية الحصول على لقاحات كورونا، لاسيما الجرعة التنشيطية، لدورها في تعزيز الجهاز المناعي للجسم لمواجهة الفيروس ومتحوراته المختلفة، وطمأن المواطنين بشأن وفرة اللقاحات في مصر، وتجاوز تطعيم المستهدفين من التطعيم أكثر من 73% لجميع الفئات المستهدفة، و43% من الجرعة الكاملة.
من جانبه أوضح الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشئون الصحية، أن المتحور الجديد لا يدعو للقلق خاصة أن الاصابات قليلة بالنسبة لكورونا، لكن عدد الإصابات بالانفلونزا كبير، ويليها الفيروس المخلوى، مؤكداً أن هناك سيطرة على الوضع الوبائى وتحسن كبير فى علاج الحالات خاصة أن البروتوكول العلاجي الجديد يضم أدوية جديدة تساعد في سرعة الشفاء.
وحذر تاج الدين، المواطنين من الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية والعمل على ترشيدها خاصة مع إصابات الأمراض التنفسية خلال الأيام الحالية، وقال إن نسبة كبيرة من الحالات تقوم باستخدام المضادات الحيوية دون وصفات طبية، وهو ما يسبب خطر على المريض ويجب تجنب الافراط في استخدامه دون استشارة الطبيب حتى لا تحدث مضاعفات.
في نفس السياق قال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، إن كل الفيروسات تتحور وتصنع نسخا من نفسها لتعيش وتنتشر، وتحدث أغلب هذه التحورات بشكل عشوائي، وأن أحدث المتحورات اكتشافا كانت في أغسطس 2022، أما وما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من اكتشافات جديدة ليس له أساس من الصحة، لافتاً إلى أن هذا المتحور لا يوجد منه تخوف سوى في سرعة الانتشار، فنسبة الوفيات منه قليلة.
وأكد الحداد لـ «صوت الأمة»، أن العزوف عن لقاحات الفاكسين وقلة الإغلاقات، تسببا في ملايين الإصابات في الصين بهذا المتحور، وأعراضه نفس أعراض متحور أوميكرون، مشيرًا إلى أن حدته التنفسية أقل من فيروس كورونا، مؤكدًا أن الجرعات التنشيطية أو التطعيم الجماعي يمكن أن يحول كورونا إلى فيروس مثل الأنفلونزا.
وأوضح رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن متحور يوم القيامة لم يصل إلى مصر حتى الآن، وأن بؤر الإصابة جميعها موجودة في الصين، لكن هذا المتحور لم يتفش في دول أخرى، مؤكدًا أن كورونا جائحة تُهدد ولا يمكن وصفه بأنه فيروس عادي؛ لافتاً إلى أن أدوية متحور يوم القيامة؛ هي نفس بروتوكولات علاج فيروس كورونا المستجد.
وأكد الدكتور كريم مصباح، عضو نقابة الأطباء، إن هذا المتحور لا يستحق كل هذا الذعر، لدرجة أن يسمى بمتحور "يوم القيامة"، فالمعلومات المتوفرة عنه لا تشير إلى أنه يتسبب في مرض شديد أو معدلات وفيات مرتفعة، ورغم انتشاره السريع، وتأكيد بعض التقارير على أن الشخص المريض يمكن أن يتسبب في عدوى 18 شخصاً، فإن تعرض سكان العالم لمتحورات أخرى من (أوميكرون)، والحصول على جرعات التلقيح الأولية والمعززة، من المؤكد أنه «سيبطئ من معدلات الإصابة والعدوى عند الإصابة بهذا المتحور الجديد.
وأضاف مصباح، أن خطورة هذا المتحور، تأتي فقط بسبب افتقاد المواطن الصيني للمناعة التي تشكلت عند بقية سكان العالم نتيجة الإصابة بمتغيرات "أوميكرون" الأخرى، بسبب تطبيق سياسة "صفر كوفيد"، فضلاً عن ضعف جودة اللقاحات الصينية التي تستخدم تقنية قديمة (تقنية الفيروس المقتول)، مقارنة باللقاحات الأخرى الأحدث المتاحة عالمياً، مشدداً على أن منظمة الصحة العالمية والأنظمة الصحية في الدول تراقب هذه التحورات بشكل دقيق، لافتا إلى أن وزارة الصحة المصرية لديها نظام مراقبة وترصد قوي وتتابع بكل دقة مع كل المنظمات الصحية الدولية، والقرارات الصحية تؤخذ وفق الأدلة العلمية.