القمة حائرة بين الأهلي المتذبذب والزمالك التائه
السبت، 21 يناير 2023 11:01 صمحمود علي
منافسة ساخنة تشهدها مسابقة الدوري العام الممتاز في الأسابيع القليلة الماضية، خاصة مع اقتراب انتهاء الدور الأول، وظهور ملامح الصراع على المقدمة ومراكز الهبوط والوسط، وما جعل مسابقة الدوري العام هذا الموسم أشد تنافساً، وأعلى في المستوى بالمقارنة بالمواسم السابقة، هو انتظام المسابقة وعدم الامتثال لأي ضغوط تمارس على رابطة الأندية المحترفة لتأجيل المباريات أو تغيير أي مواعيد بالجدول المعلن منذ بدء الموسم، الأمر الذي ارتقى بأداء اللاعبين وأشعل بطولة الدوري وجعل أكثر مبارياتها حماسية.
واليوم السبت، تشهد القاهرة، لقاء القمة بين الاهلى والزمالك، في الجولة الـ14 من عمر مسابقة الدورى، وهو اللقاء الذى يعول عليه كثيرين في تحديد شكل المنافسة على صدارة الدورى، خاصة أن فارق النقاط بين القطبين خمسة نقاط لصالح الأهلى الذى يسيطر على المركز الأول بـ31 نقطة، ويليه فيوتشر في المركز الثانى بـ27 نقطة، ثم الزمالك حامل لقب أخر بطولتين في المركز الثالث بـ26 نقطة، فيما يحتل بيراميدز المركز الرابع بـ24 نقطة.
وحال فوز الأهلى يتوسع الفارق مع الزمالك إلى 8 نقاط، وفيما يسعى أبناء القلعة البيضاء إلى تقليص الفارق إلى نقطتين مع القلعة الحمراء بالفوز في مباراة القمة.
ويتسلح الأهلي في مباراة القمة بالصفقات الجديدة، بينما يعود محمود عبد المنعم كهربا إلى المباريات بعد رفع الإيقاف عنه، حيث شارك في مباراة المارد الأحمر الأخيرة ضد سموحة في نصف نهائي كأس مصر والذي فاز فيها أبناء الجزيرة بثلاثة أهداف مقابل هدف، مقدما الفولت العالي أداء مميز بإحرازه هدف والمساهمة في هدفين أخرين، ليحصل على رجل المباراة.
الأهلي يحاول النجاة من فخ التعادلات
وسقط الأهلي في فخ التعادل مجددًا في المباراة الأخيرة بالدوري العام التي جمعته مع نادي المصري البورسعيدي، مهدراً النقاط الثلاث في وقت كانت تطمح جماهيره لتحقيق الفوز والابتعاد في المقدمة بـ 6 نقاط عن نادي فيوتشر أقرب منافسيه بجدول الترتيب.
ورغم تصدر الأهلي مسابقة الدوري العام برصيد 31 نقطة خلال 13 جولة من البطولة، بالفوز في 9 مباريات والتعادل في 4؛ إلا أن المارد الأحمر يعاني هذا الموسم من مستوى متذبذب مبتعدا عن الحسم في الكثير من المباريات، حيث كان لديه فرصة كبيرة في أكثر من مناسبة لتوسيع الفارق مع منافسه التقليدي الزمالك بأكثر من عشر نقاط في ظل ضعف المستوى الذي يمر به المارد الأبيض وعدم تحقيقه سوى فوز واحد في آخر 5 مباريات.
وتبقى أبرز المشاكل التي يعاني منها النادي الأهلي بالفترة الراهنة، هي تحديد اللاعب الذي يقود هجوم الفريق، ويكون لديه القدرة في تحويل أغلب الفرص المتاحة إلى أهداف، حيث يعاني مهاجمو الأهلي في هذه الفترة من انعدام الثقة في النفس وهو ما جعل الفريق يهدر الفوز في الكثير من المباريات.
وفيما يخص المحترفين لم يختلف الوضع كثيرا، فالجنوب أفريقي بيرسي تاو لم يشارك في 5 أو 6 أسابيع متتالية مع الأحمر منذ التعاقد معه في الموسم الماضي، بسبب تعدد الإصابات الأمر الذي دفع جماهير الأهلي إلى مطالبة بالتعاقد مع مهاجم أفريقي سوبر خاصة وأن النادي مقبل على بطولات كبرى مثل كأس العالم للأندية وبطولة دوري أبطال أفريقيا.
اللاعب المحترف الآخر الذي انتظرت منه الجماهير الكثير هو البرازيلي سافيو الذي لم يقدم الأداء المطلوب حتى الآن، رغم البداية القوية وإحراز هدف في مباراة القمة في بطولة كأس السوبر التي فاز بها الأحمر، ولكن حتى الآن فإن أدائه غير ثابت في كل المباريات.
وتعاقد النادي الأهلي في الميركاتو الشتوي مع التونسي محمد الضاوي، المعروف باسم كريستو، لاعب فريق النجم الساحلي، كما تعاقد مع خالد عبد الفتاح على سبيل الإعارة لمدة 6 أشهر قادمًا من نادي سموحة مع وجود بند أحقية الشراء في نهاية الموسم الحالي.
الزمالك تائه بعد صدمة الكأس
الأمر في ميت عقبة مختلف تماماً حيث يواجه الزمالك الكثير من الأزمات التي تعوق مسيرة الفريق نحو الاحتفاظ بلقب الدوري، بالإضافة إلى خروجه المخزي من الكأس في أعقاب الخسارة من نادي بيراميدز بالركلات الترجيحية بعد التعادل بهدف لمثله خلال المباراة التي شهدت تفوق تام للسماوي على الرغم من النقص العددي الذي ضرب الفريق في الدقائق الأولى بعد طرد مدافعه على جبر.
لم يتوقع أغلب المتشائمين ما يمر به نادي الزمالك هذا الموسم، فبعد مستوى تخطى الأحلام والفوز بلقبي الدوري والكأس الموسم الماضي، هبط أداء أغلب اللاعبين وضربت المشاكل فريق الكرة وغرفة الملابس، ما جعل ترتيب الفريق متدني بالدوري الممتاز.
ورغم التعاقد مع صفقات عديدة هذا الموسم، لكن أغلبها لم يقدم الأداء المنتظر، الزمالك كان تعاقد في بداية العام مع عدد من اللاعبين الأجانب، ومنهم في الخط الهجومي اللاعب السنغالي إبراهيما نداي الذي أصبح حبيس الإصابات.
وتكررت إصابات نداي منذ انتقاله إلى الأبيض، في حين اعتبر البعض أنه حظه سيئ جدا لأنه لم يتمكن إلا من المشاركة لعدة دقائق مع الفريق، الأمر الذي يدفع الزمالك ومدربه البرتغالي فيريرا إلى التفكير في الاستغناء عنه في الميركاتو الشتوي الحالي.
ولم يقنع المدير الفني البرتغالي جوسفالدو فيريرا محبيه وجماهير النادي بإدارته في أغلب مباريات الدوري والكأس هذا الموسم، وهو ما زاد من توجيه الانتقاد له لكثرة ألغاز التي يضعها في تشكيل الكثير من المباريات التي جعلت الأبيض يفقد أبرز أسلحته التكتيكية.
بيراميدز يعيد اكتشاف نفسه وفيوتشر خصم عنيد
لا يزال نادي بيراميدز يبحث عن شخصية وهوية للفريق تجعله لديه الثقة في القدرة على تحقيق بطولة الدوري العام، وأن كان الأمر صعبا في هذا الموسم إلا أنه ليس مستحيلا خاصة مع فوزه المثير على بطل الكأس والدوري وصعوده إلى نهائي كأس مصر.
بيراميدز الذي يفتقد إلى عامل مهم يتسلح به منافسيه إلا وهو الجمهور يحتاج إلى خلق دوافع لدى لاعبته لتحقيق بطولة الدوري، فلا يمكن لبطل أن يخسر نقاطا في المتناول أن يتعادل أو يهزم من منافسين أقل منه فيه الإمكانيات، حتى ولو فقد عدد من النقاط في بعض المباريات فلابد أن تكن له دافع للتعويض في القادم.
فيما يرى الكثير من المحللين أن بيراميدز سيحصل على دفعة معنوية كبيرة بالفوز على الزمالك في نصف نهائي الكأس، خطوة قد تعيد السماوي إلى طريق الانتصارات في الدوري الممتاز وربما المنافسة لأخر رمق.
بينما فيوتشر صاحب المركز التاني في الدوري، يعيش أفضل فتراته منذ صعوده الموسم الماضي، حيث نجح في التعادل مع الأهلي وبيراميدز ويتميز بأنه لم يذوق مرارة الهزيمة حتى الآن في المسابقة ما يعد إنجاز كبير للفريق.
ويعيش فيوتشر مع مدربه علي ماهر في فترة تألق، وباتت هناك كيميا واضحة بين المدير الفني والنادي، جعلت البعض يرشحه للمنافسة على الدوري وحجز مقعد للمشاركة بدوري أبطال أفريقيا الموسم المقبل.
صراع الوسط "شرس"
ويختلف هذا الموسم في المنافسة بين أندية الدوري عن المسابقات السابقة، حيث تقترب بشكل كبير مستويات الفرق، فبين تألق غزل المحلة وأسوان والاتحاد وعودة المصري وحماسية سموحة وسيراميكا، ودفاع فاركو والداخلية عن حظوظهما، تتميز هذه النسخة من مسابقة الدوري بمنافسة شرسة بين أندية وسط الجدول.
القتالية والروح والقوة التي تتسم بها أغلب المباريات ألقت بظلالها على المسابقة وجعلتها ذات رونق خاص هذا الموسم، حتي أن المباريات التي كانت سابقا محسومة أو متوقع البعض نتائجها جراء فارق الإمكانيات بات من الصعب التكهن فيها.