اقتصاد العالم بين الحرب والديون.. أمريكا وأوروبا تواجه شبح العجز عن الاستدانة أو السداد

الجمعة، 20 يناير 2023 05:37 م
اقتصاد العالم بين الحرب والديون.. أمريكا وأوروبا تواجه شبح العجز عن الاستدانة أو السداد
أرشيفية
دينا الحسيني

أكد صندوق النقد الدولي أن الفشل في زيادة سقف الديون الأمريكية سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على الولايات المتحدة، وقالت كريستالينا جورجيفا مدير عام صندوق النقد الدولي في لقاء  لـ"قناة فرنسا 24"  على هامش المنتدى الاقتصادى العالمى بدافوس، بأن الصندوق لا يتوقع ركودا عالميا لعدة أسباب، أولهم أن أسواق العمل شديدة المرونة، واستمرار المستهلكين في الإنفاق، رغم ارتفاع تكلفة المعيشة، والسبب الثاني هو أن إعادة فتح الصين سيكون مُحفزا للنمو في الصين، مما ينعكس بالنمو على آسيا والعالم، ثالثا أنه رغم استمرار ارتفاع التضخم؛،فهناك علامات على اتجاه هبوطي للتضخم.

وأرجعت كريستالينا جورجيفا ذلك إلى عدة عوامل منها الجيوسياسية، والاقتصادية، منوهه إلى أنه على الصعيد الاقتصادي، استبعدت حدوث ركود عالمي خلال 2023، ولكن في الوقت ذاته تنبأت بأن يكون العالم الحالي هو الأصعب، وأنه ربما يحدث المزيد من الهبوط في النمو.

الأزمة العالمية الاقتصادية أثرت سلباً على اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، ودول القارة العجوز " أوروبا"، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها قوانين تحكم الاستدانة، ولديها حدود معينة للدين العام، ولا يمكن للحكومة الأمريكية تخطية، ومع ذلك  شهد واشنطن منذ ما يقرب من  50 عاماً، مع كل ازمة اقتصادية تعصف بالبلاد، زيادة في حد الاستدانة ، ففي كل مره تطلب الحكومة من الكونجرس الموافقة على رقع حد سقف الاستدانة.

 هذه المرة ومع انشغال الكونجرس الأمريكي في الفترة الأخيرة بانتخاب رئيسة، ومع وصول الجمهوريين لمقاعد الأغلبية بمجلس النواب الأمريكي، بات من الصعب على الحكومة  اللجوء إلى الكونجرس للحصول على موافق برفع قيمة الاستدانة،  ومن هنا باتت فكره الزيادة في الدين صعبة وواجهت الحكومة مشكلات القدرة على الاستدانة ، الأمر الذي قد يترتب علية إعادة هيكلة النفقات، وتقليل الاستثمار في صناديق التقاعد، والاستثمارات الموجهة لمشروعات عامة، مما يشكل مزيداً من الضغط على النمو، ويؤثر سلباً على معدل المعيشة، وشكل الخدمات المقدمة للمواطنين بجانب ضغط الازمة الاقتصادية.

أوروبا ايضاً  تواجه نفس المصير  فيما يتلق بفكرة الاستدانة، لأنه لا يوجد لديها افق للسداد، ولا يوجد نمو، في الوقت الذي تتزايد فيه النفقات ، مما يعني أن ما أعلن عنه صندوق النقد بأن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في زيادة حد سقف الديون، ومن بعد أمريكا الضغط علي أوروبا، فتأثير ذلك في مقابل هذا العجز عن التمويل بالاستدانة فالأزمة مازالت قائمة في أوروبا، فهناك تراجع في النمو، وتراجع  فيما يخص البطالة، والدخول في حاله ركود ولا يوجد انفاق ، مما يعني أن الدولة ستكون مضطرة لسد عجز الانفاق من الموازنة العامة، ومن المستحيل أن يتم تنفيذ ذلك على أرض الواقع بحسب توقعات خبراء الاقتصاد، ولن تقدر أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية على الاستدانة، ومن هنا ستزيد الأزمة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة