التسويق الإلكتروني ومواكبة تطورات العصر

الخميس، 19 يناير 2023 03:21 م
التسويق الإلكتروني ومواكبة تطورات العصر
شيرين سيف الدين تكتب:

استمعت لرجل الأعمال الإماراتي محمد العبار في إحدى الندوات وحديثه حول العمل من المنزل وفكرة التجارة والتسويق الإلكتروني، وكيف أن ابنته لا ترغب في العمل ضمن منظومة شركاته ومكاتبها، وأنها تفضل العمل من خلال الانترنت وتحقيق مكاسب مادية عن طريق تصميم المجوهرات وتسويقها وبيعها عبر شبكة الانترنت، دون الحاجة لمغادرة منزلها، وبعد تمعن في تفاصيل الأمر أيقنت أن الزمن قد تغير بشكل كامل وعلى الجميع مواكبة التطورات السريعة بشكل أسرع، والاستفادة من فرص التسويق الالكتروني بشكل أشمل وأعم بداية من المستوى الفردي وامتدادا لمستوى الدولة.
 
مع التطور الهائل في مجال التكنولوجيا و الإنترنت أصبح من السهل جدا وصول من هم في الشرق لمن هم في الغرب بمجردة ضغطة زر على جهاز الكمبيوتر أو الموبيل، وفي خلال ثواني معدودة يستطيع أي إنسان على وجه الأرض من الوصول لملايين البشر سواء بفكرته أو رأيه أو منتجه، لذا أتصور أن علينا الاستفادة بشكل أكبر من هذا التطور وهذه الفرصة، واتخاذ خطوات جادة من قبل الجهات الحكومية المختصة لاستنساخ فكرة الموقع التجاري الألكتروني الصيني الشهير للتوسع في الترويج للمنتجات المصرية عالميا، وبخاصة الصناعات اليدوية التي تتميز بها مصر، وتسويقها حول العالم عبر بوابة إلكترونية تحت رقابة الدولة وبرعاية كل من وزارة الاتصالات ووزارة التجارة الخارجية ووزارة الصناعة والتجارة، والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، والعمل على إزالة كافة المعوقات التي تقف أمام حركة التجارة لمجتمع الأعمال الصغير، وتيسير كافة السبل وتقديم التسهيلات للمصدرين المصريين لتشجيعهم على التوسع.
 
إن إنشاء موقع تجارة إلكتروني مصري ذو طابع وإسم مصري خالص يمكنه أن يصبح مصدر هام من مصادر توفير العملة الصعبة، وسيساهم في التوسع في المشروعات الصغيرة وتشجيع الشباب والأسر المنتجة على العمل ومضاعفة انتاجها، فمصر تتميز بالعديد من الصناعات اليدوية المتفردة التي تختلف عن مثيلاتها في العالم، بالاضافة إلى أن لدى مصر تنوع ثقافي بيئي ساعد في تنوع في فنون الصناعات اليدوية، فلكل منطقة في مصر ذوق وهوية خاصة بها، فنجد مثلا أن أهل سيناء وأهالي الواحات يتميزون بالمطرزات اليدوية للملابس تجعل من كل قطعة عمل فني يتحدث عن نفسه، كما أن لدينا تفرد في صناعة الحلي الذهبية والفضية والحلي المطعمة بالأجحار الكريمة، التي تعد قطعا مميزة لمن يقطنيها، والدليل على ذلك هو انبهار السياح بها وحرصهم على شراءها أثناء زيارتهم لمصر، فلما لا نصل إليهم في عقر ديارهم في بلادهم لنفيد ونستفيد،
 كما تتميز مصر بصناعات الجلد الطبيعي من أحذية وحقائب،  وأصبح لدينا العديد من المصممين المميزين والذين استطاع البعض منهم الوصول للعالمية بجهودهم الذاتية، وأيضا صناعات مثل السجاد اليدوي والكليم  والخزف والنحاس والصدف والفخار والخوص والكثير من الصناعات المميزة التي يبدع فيها فناني مصر ولا تحتاج إلا للمزيد من الرعاية والاهتمام.
 
إن الحديث عن الصناعات اليدوية المصرية وتميزها يطول، ودائما ما أشعر أن لكل قطعة مصنوعة يدويا روح تكاد أن تنطق وبصمة خاصة بها لا تضاهي غيرها، وأصبح من الضروري بدء الدولة في اتخاذ خطوات مواكبة لتطورات العصر لتشجيع أصحاب تلك الصناعات للتوسع دوليا وعالميا، فمثلما بدأت بإقامة معارض محلية مختلفة مثل معرض تراثنا وغيره، يجب أن يكون الهدف الأكبر والأفيد حاليا هو فتح باب التصدير للخارج عن طريق التسويق الإلكتروني وإنشاء بوابة يستطيع المبدعين من خلالها الوصول لكل دول العالم بسهولة وتصدير منتجاتهم سواء بالجملة أو بالقطعة مثلما يحدث عبر الموقع الالكتروني الصيني الأشهر عالميا.
 
في تصوري إن إنشاء متجر إلكتروني مصري موثوق يستطيع المبدعين المصريين من خلاله عرض منتجاتهم وتسويقها في مختلف دول العالم، مع إعفاءهم من الضرائب لعدة سنوات سيساعد بشكل كبير في الحفاظ على هوية صناعاتنا وتطويرها ومضاعفة إنتاجنا مما يساهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد ودخول المزيد من العملة الصعبة للبلاد وهو ما نحتاج إليه بشدة.
 
دعونا ننظر للفائدة الكبرى التي حصلت عليها العديد من الدول وعلى رأسهم الصين بسبب تشجيعها للمنتجات الصغيرة ولفكرة الأسر المنتجة ، ونفكر في استنساخها، ولنجعل هدفنا هو الوصول لكل بيت حول العالم، فبالإضافة للمكاسب المادية هناك أيضا قيم معنوية وثقافية وحضارية هامة بتواجد المنتج المصري في العالم كله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق