بلاغات النائب العام ضد مؤسسة "معا لإنقاذ إنسان" تفتح ملف بيزنس التبرعات للجمعيات الخيرية

أين تذهب أموال تبرعات المواطنين للجمعيات الخيرية؟.. كان هو عنوان عدة أزمات وفضائح، كشفتها الأيام الأخيرة، بعد الجدل الذى ثار حول مؤسسة "معا لإنقاذ إنسان"، بعد افتتضاح أمر التلاعب في مستندات ووصولات التبرعات التى تتلقاها المؤسسة، وتقديم أكثر من بلاغ إلى النائب العام، بسرعة فتح التحقيق في تلك الاتهامات.

 

ويذكر، أن التبرعات المالية التى تتلقاها المؤسسات والجمعيات الخيرية والاجتماعية، حوالى 2 مليار جنيه سنويا.

 

وكشف حاتم زهران، أمين صندوق "معا لإنقاذ إنسان"، عن وجود تلاعب في كشوف التبرعات للمؤسسة، في منشور كتبه على صفحته الشخصية بموقع التواصل فيسبوك، قال فيه: "الحكاية بدأت مع تكريم المؤسسة من دولة الإمارات العربية، بجائزة مالية ضخمة، لم يدخل منها ولا جنيه واحد للمؤسسة، واللي كان بالنسبة لي صدمة كبيرة؛ لأن طبيعي أن الجائزة تحصل عليها، عشان تطور مشروعك الخيري مش تحطها في جيبك؛ بس مش مشكلة ده اللي حصل وقتها، لأن الجائزة خرجت باسم رئيس مجلس الإدارة، في بداية عام 2022".

 

ويستطرد قائلا: بدأت اكتشاف إيصالات غريبة مع المتبرعين، لأن بعض المتبرعين يبعثوا الإيصالات ، ومن هنا جاءت احدي الموظفات بإيصال، حاولت أدخله على النظام فلم يدخل، وتم الكشف على رقم الإيصال فوجدته مسجل منذ فترة، باسم متبرع آخر، وهذا يعني أن هناك أرقام مكررة مضيفًا دي كانت أول صدمة، ومن هنا عرفت بوجود إيصالات مزورة مع بعض الموظفين بالمؤسسة، يجمعوا بيها التبرعات بدون علمي كأمين صندوق، ومسؤول عن التبرعات بالمؤسسة؛ فقمت بالبحث عن قيمة هذه الإيصالات والتبرعات، وتأكدت أنها لم تدخل حسابات المؤسسة بأي شكل من الأشكال، مع العلم أنني أنا المسؤول الوحيد عن الماليات، وبالتالي لو دخلت حسابات الجمعية كان سيكون من خلال إدارتي وبعلمي

 

وتابع: "الغريب أن هذه الدفاتر تم طباعتها بنفس الرقم المسلسل الخاص بالمؤسسة، ونفس شكل الإيصال تقريبًا مع اختلاف بسيط لن يلاحظه سوى المسؤولين داخل المؤسسة، قررت أبحث أكثر وقررت أدخل على رسائل صفحة معانا لإنقاذ إنسان" اللي كان ليا صلاحيات دخول عليها وقتها، وكانت الصدمة؛ حيث وجدت صورًا لإيصالات إيداعات بنكية من داخل وخارج مصر، تم تحويلها علي حسابات شخصية، لبعض الموظفين بالمؤسسة، وده لأن الموظفين كانوا يقولوا للناس إن حسابات المؤسسة البنكية موقوفة فيبعثوا رقم حساباتهم الشخصية، وبالتالي بيتم عليها التحويل؛ وطبعًا كل هذه التحويلات كان بيتم إرسال إيصالات مزورة بها؛ وبالتالي المؤسسة لم يصل لها من هذه التبرعات مليم واحد".

 

وأضاف أنه قام بحفظ المستندات بكل ذلك التلاعب وبأسماء الموظفين وصور ايصالات التحويلات وقيمتها وتاريخها؛ ولما بحثت أكثر اكتشفت أنه كان بيتم إرسال بعض المندوبين لاستلام بعض المبالغ المالية الكبيرة من المتبرعين، وللأسف لم يتم إيداعها في حساب المؤسسة في البنك؛ لأني اكتشفت أن المبالغ دي كلها تم تحصيلها بإيصالات من دفاتر مزورة لا المؤسسة ولا وزارة التضامن تعرف عنها حاجة؛ وطبعا لما بدأت شكوكي وأسئلتي تكتر قرر رئيس مجلس إدارة المؤسسة عمل مكتبين كول سنتر؛ واحد تحت إشرافي المدير المالي للمؤسسة، والتاني تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة، 

 

في المقابل، قال رئيس مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، إن المؤسسة تتعرض لحملة من الهجوم والتشهير لضرب التبرعات وتوقيعها، مردفًا: إحنا كل سنة قبل رمضان تقوم علينا حملة هجومية وتشهير؛ لضرب التبرعات ولتوقيع المؤسسة، والمجموعة «دي مش همها الناس تترمي في الشارع». 

 

 من جانب أخر، ناقش مجلس الشيوخ فى وقت سابق، طلب المناقشة العامة المقدم من النائبة سها سعيد، بشأن استيضاح سياسة الحكومة حول إجراءات المتابعة والرقابة على التبرعات النقدية والعينية لمؤسسات المجتمع الأهلي، وربطها بأوجه الصرف على الحالة المستحقة، مشيرة إلى تنامي حجم التمويلات الواردة للجمعيات والمؤسسات الأهلية، منذ صدور اللائحة التنفيذية للقانون في 2021، وقد بلغ حجم المنح والتبرعات الواردة من الجهات المانحة مبلغ 2 مليار و222 مليون جنيه ، وبلغ حجم التبرعات من خلال تراخيص جمع المال على مستوى الجمهورية 4 مليارات و997 مليون جنيه

 

وشددت النائبة سها سعيد، في طلب المناقشة المقرر مناقشته السبت المقبل إلى ضرورة استيضاح سياسة الحكومة حول إجراءات المتابعة والرقابة على التبرعات النقدية والعينية لمؤسسات المجتمع الأهلي، وربطها بأوجه الصرف على الحالة المستحقة. وذلك لضرورة الحرص على الشفافية والإعلان عن أوجه صرف تلك التبرعات وآليات الرقابة عليها والنتائج المحققة من صرفها وإيجاد قاعدة بيانات معلنة عن التبرعات المحصلة وأوجه صرفها وتقسيماتها الجغرافية مما يسهل الانتقال من العمل الخيري التكافلي إلى العمل الخيري التنموي.