يبدو أن إثارة الجدل أصبحت السمة الأساسية للأمير هارى دوق ساسكس، وكأنه اكتسبها عن والدته الراحلة الأميرة ديانا، فمنذ زواجه من ميجان ماركل وما تلاه من تخلى عن ألقابه الملكية، لا يتوقف الأمير البريطانى عن إثارة الجدل من حوله وصولًا إلى طرح مذكراته التى تكشف تفاصيل وأسرار عن حياته وعن العائلة المالكة البريطانية.
لكن هل الأمير هارى هو الوحيد الذى تخلى عن ألقابه الملكية مقابل الاستمتاع بحياة عادية خالية من المسئوليات؟، فى الواقع أنه ليس الشخص الملكى الأول الذى يبحث عن حياة بعيدة عن الالتزامات الرسمية وعدسات الكاميرات، إلا أنه الأشهر والأكثر إثارة للجدل، لذلك فهو تحت الأضواء دائمًا، والأمير هارى وزوجته ميجان ماركل، تخليا عن امتيازاتهما الملكية والتى تتضمن حق استخدام لقب صاحب السمو الملكى والحراسة الملكية بعد انسحابهما من الحياة الملكية فى يناير 2020.
كما فقد الأمير هارى بالإضافة إلى ذلك ألقابه الشرفية العسكرية ورعايته للمؤسسات والمنظمات ذات الصلات العسكرية فى بريطانيا، بما فى ذلك لقب كابتن جنرال القوات البحرية الملكية، وفى هذا التقرير نرصد أفراد من عائلات ملكية وإمبراطورية أخرى حول العالم تخلوا عن ألقابهم، أو تم تجريدهم منها لأسباب مختلفة.
الاميرة ديانامثلما ورث الأمير هارى عن والدته إثارة الجدل يبدو أنه ورث عنها أيضًا التخلى عن الملكية، فعندما حصلت الأميرة ديانا على الطلاق رسميًا من تشارلز الثالث، عام 1996، فقدت امتيازاتها الملكية كفرد من أفراد العائلة المالكة البريطانية، بما فى ذلك حق استخدام لقب صاحبة السمو الملكى.
الأمير أندرو ابن الملكة اليزابيث
فى يناير 2022، تم الإعلان رسميًا عن حرمان الأمير أندرو من حق استخدام لقب صاحب السمو الملكى، وتجريده من ألقابه العسكرية الشرفية، وجاء ذلك بعد تورط الأمير أندرو فى قضية استغلال جنسى لقاصر والتى اضطرته أيضا للإعلان عن انسحابه من الحياة الملكية.
الأمراء نيكولاى وفيليكس وهنريك وأثينا
وفى مملكة أوروبية أخرى، أعلنت الملكة مارجريت الثانية ملكة الدنمارك، حرمان أحفادها الأربعة الأمير نيكولاى والأمير فيليكس والأمير هنريك والأميرة أثينا من ألقاب أمراء بداية من يناير 2023، وذلك فى إطار خطتها لتحديث النظام الملكى الدنماركى وتقليل أعداد الأفراد المنتمين للعائلة المالكة الدنماركية والحاصلين على امتيازات ملكية، إلا أن والدهم الأمير يواكيم، انتقد ذلك القرار أمام وسائل الإعلام، وقال إنه قرار لحرم أبنائه من هويتهم.
وفى حين أنها لم تفقد بعد ألقابها الملكية، إلا أن الأميرة مارثا لويز، ابنة الملك هارالد ملك النرويج، أعلنت انسحابها من الحياة الملكية عام 2019، بعد الانتقادات الحادة التى وجهت إليها بسبب العلاقة الرومانسية التى تجمعها بشاب أمريكى يدعى دوريك فيريت، والذى أصبح خطيبها فيما بعد.
كذلك فقدت الأميرة ماكو ابنة ولى عهد اليابان ألقابها امتيازاتها الملكية بعد زواجها من زميل درستها الجامعية كيه كومورو، وحذف اسمها من السجلات الخاصة بالأفراد المنتمين للعائلة الإمبراطورية اليابانية فى نفس يوم زواجها، وذلك اتباعا للقوانين المنظمة للنظام الإمبراطورى اليابان، والأميرة السابقة ماكو والتى أصبحت تعرف باسم ماكوكومورا، وتقيم حاليا فى الولايات المتحدة بصحبة زوجها والذى يعمل هناك كمحامى.