سنة رابعة "حياة كريمة".. خريطة القرى المصرية تتغير للأفضل

في الثانى من يناير 2019 أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى الانطلاق الرسمي لمبادرة وطنية لتوفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجا، التي تحولت إلى أهم مشروع قومي مصري خلال القرن الحالي.

الرئيس السيسى كتب منذ أربعة أعوام على حسابه الرسمى بفيس بوك وتويتر وقال: 
"فى مستهل عام ميلادى جديد.. تأملت العام الماضى باحثًا عن البطل الحقيقى لأمتنا، فوجدت أن المواطن المصرى هو البطل الحقيقى.. فهو الذى خاض معركتى البقاء والبناء ببسالة وقدم التضحيات متجردًا وتحمل كُلفة الإصلاحات الإقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. ولذلك فإننى أوجه الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى لتوحيد الجهود بينهما والتنسيق المُشترك لاستنهاض عزيمة أمتنا العريقة شبابًا وشيوخًا.. رجالًا ونساءً.. وبرعايتى المباشرة.. لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير #حياة_كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا خلال العام 2019 #تحيا_مصر".

 

"حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس السيسى في الثانى من يناير 2019 تحولت إلى أهم مشروع قومي مصري خلال القرن أن جاز التعبير، وهو ليس رأي منحاز، بل أن الأمم المتحدة أدرجت المشروع القومي «حياة كريمة» ضمن منصة «الشراكات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة» التابعة للمنظمة، يوليو الماضي، كأحد أفضل مشروعات التنمية على مستوى العالم، مؤكّدة أنَّ «حياة كريمة» ساهمت في التخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا من خلال تحسين مستويات الاوضاع المعيشية للجماعات الاكثر احتياجًا، في الوقت الذي ساهمت فيه أيضًا في توفير فرص العمل من خلال تعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

 

دوافع الفكرة أتت من كونها تمثل البُعد الإنساني قبل أن تهدفُ إلى تحسين المستويات المعيشة للمواطن المصري، من خلال التعاون والتضافر الكامل بين مؤسسات الدولة الوطنية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية في مصر، التعاون كان بين حوالي 20 وزارة وهيئة و 23 منظمة مجتمع مدني، من أجل تحقيق هادف واضح المعالم وهو التصدي لكل أبعاد الفقر، وتوفير حياة كريمة بها تنمية مستدامة للفئة الأكثر احتياجا في محافظات مصر ولسد الفجوات التنموية بين المراكز والقري وتوابعهم والاستثمار في تنمية الانسان وتعزيز قيمة الشخصية المصرية.

 

ونشأت الفكرة عندما شارك الشباب المتطوع بعرض رؤيتهم وأفكارهم في المؤتمر الأول لمبادرة "حياة كريمة"، والذي عقُد على هامش المؤتمر الوطني السابع للشباب في 30 يوليو 2019، وعلى إثره تم انشاء مؤسسة حياة كريمة بتاريخ 22 اكتوبر 2019 من شباب متطوع يقدم نموذج فريد يحتذى به في العمل التطوعي.

 

تبلورت فكرة المبادرة في أهداف محددة وواضحة تتأصل في  التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر، وتحقيق التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستدامة للمواطنين على مستوى الجمهورية.

 

كما حملت المبادرة على عاتقها مسؤولية الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للأسر المستهدفة، و توفير فرص عمل لتدعين استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم وتجمعاتهم المحلية، واشعار المجتمع المحلي بفارق إيجابي في مستوى معيشتهم.

 

أيضًا هدفت المبادرة إلى  تنظيم صفوف المجتمع المدني وتطير الثقة في كافة مؤسسات الدولة، والاستثمار في تنمية الانسان المصري، وسد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها، بالإضافة إلى احياء قيم المسؤولية المشتركة بين كافة الجهات الشريكة لتوحيد التدخلات التنموية في المراكز والقرى وتوابعها.

 

خلال عام 2022 فقط أنشأت مبادرة حياة كريمة نحو 834 مدرسة، بالإضافة إلى تطوير 1519 مدرسة، ومحو أمية نحو 74091 مواطن، علاوة على انشاء نحو 333 مجمع خدمات حكومية، 330 مجمع خدمات زراعية، 217247 عمود إنارة، ورصف 1149 كم.

 

كما أنشأت المبادرة 333 مجمع خدمات حكومية، 330 مجمع خدمات زراعية، بالإضافة إلى 3828 وحدة سكنية متطورة، ورفع كفاءة 1486 وحدة سكنية، 256 محطة مياه، 1547 محطة معالجة، 249 بئر ماء.

 

وعلى مستوى الخدمات الأسرية والطبية، أنشأت المبادرة 31 حضانة روضة أطفال، 213 مركز الأسرة والطفل، 990 مركز شباب، 62 مكتبة عامة، 353 نقطة أسعاف.

 

المبادرة أطلقت عدة مبادرة فرعية، منها مبادرة وصل الخير والتي أستفاد منها حوالي مليون ونصف مواطن، ومبادرة راجعين نتعلم، استفاد منها 40 ألف مستفيد، ومبادرة التعليم حياة، استفاد منها 24 ألف مواطن، ومبادرة أنت الحياة، التي أستفاد منها 52 ألف مواطن، ومبادرة يدوم الفرح، والتي استفاد منها 800 مستفيد.

 

المبادرة حققت نجاحا وسمعة تاريخية في المحافل الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، التي وصف ممثلها الإقليمي، أليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حياة كريمة أحد أهم المبادرات العالمية التي تدعم المجتمعات المحلية وتعمل على تنمية القرى والريف لحل كافة المشكلات التي تواجه هذه المناطق والتي تشملها المبادرة.

 

كما لفت فراكاسيتي إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يشارك في كثير من البرامج ضمن مبادرة "حياة كريمة" من خلال تمويل مالى يتخطى 80 مليون دولار لتنفيذ البرامج موضحا أن هذه البرامج تستهدف الوصول إلى المجتمعات المهمشة والفقيرة والمحتاجة من خلال خطط واضحة بالشراكة مع الحكومة المصرية في كافة المناطق.

 

أيضًا أشادت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، إيلينا بانوفا، بالمبادرة الرئاسية المصرية «حياة كريمة»، موضحة أنها مبادرة مهمة جدًا، خاصة أنها تركز على تحسين حياة الفئات الأكثر احتياجًا، واعتبرت أن المبادرة تتوافق مع أهداف أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، مشيدة باتخاذ الحكومة المصرية القرار بتنفيذ البرنامج وتطبيقه بمبادرة ذاتية، لافتة إلى أن الأمم المتحدة تعمل في القرى المشمولة ضمن المبادرة، وتتحد وتتحالف مع «حياة كريمة»؛ لأنها تمس قلب المفاهيم الخاصة بالأمم المتحدة، وتساهم في تقديم الفرص والاستثمار ورعاية المرأة والشباب، وتحقق التنمية الاقتصادية.

 

بالتزامن مع الاحتفال بالسنة الرابعة من انطلاق "حياة كريمة" تنطلق أعمال المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية لتطوير قرى الريف المصري حياة كريمة، على مستوى 52 مركز يضم أكثر من 1600 قرية لخدمة عشرين مليون مواطن، وبتكلفة تتراوح بين 300 و400 مليار جنيه وذلك من إجمالي تريليون جنيه مخصصة لتنفيذ المبادرة بمراحلها الثلاثة. 

 

المرحلة الثانية من المبادرة تم التحضير لها بشكل مكثف وذلك عن طريق تحديد الأراضي والمشروعات المخطط تنفيذها والقيام بأعمال الرفع المساحي والتصميمات وانتهى الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بالتعاون مع الوزارات المنوطة من اختيار القرى المستهدف تطويرها خلال المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة، كما جرى اعتماد المبالغ المطلوبة للعمل بشكل مباشر على 13 محور هم الصحة والتعليم وسكن كريم والزراعة ومجمعات خدمية والري والبنية التحتية والشباب والرياضة، وفيما يتعلق بحور البنية التحتية، فإنه يتضمن مياه الشرب والصرف الصحي وشبكات توزيع الكهرباء وشبكات الاتصالات وشبكات الغاز.