اختبار جديد يمكنه التمييز بين العدوى الفيروسية والبكتيرية بنسبة 920%
الأربعاء، 04 يناير 2023 09:35 م
طوّر علماء من كلية الطب في جامعة ستانفورد الأمريكية اختباراً تشخيصياً يمكنه التمييز بين العدوى البكتيرية والفيروسية بسرعة ودقة بلغت %90. وتعد الدراسة، التي نشرت في دوريةCell Reports Medicine، أول اختبار يفي بالمعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.
يتم إعطاء المضادات الحيوية في أغلب البلدان النامية بالخطأ لحالات العدوى الفيروسية، ما يجعلها غير مجدية، إذ تعطى المضادات الحيوية إلى نحو 70 - %80 من حالات العدوى الفيروسية بدلاً من العدوى البكتيرية كما يفترض. وبصرف النظر عن عدم جدواها في العلاج، فإن الإسراف في إعطائها على هذا النهج يتسبب في زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، ما يجعلها غير فعالة في مكافحة العدوى البكتيرية.
وبحسب البيان الصحافي الذي نشرته كلية الطب في جامعة ستانفورد، فإن الأمر لا يقتصر فقط على البلدان النامية، بل إن بلداناً متقدمة كثيرة تواجه مشكلة مماثلة، ففي الولايات المتحدة مثلاً توصف المضادات الحيوية إلى نحو 30 - %50 من حالات العدوى الفيروسية.
وفي هذا الصدد، يقول بورفيش خاتري، أستاذ مساعد في الطب وعلوم البيانات الطبية الحيوية في جامعة ستانفورد وقائد الدراسة، إن «المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية آخذة في الارتفاع. ولذا، فإن هناك الكثير من الجهود التي تبذل للحد من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية. ويعد التشخيص الدقيق لنوعية العدوى، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية، أحد أكبر التحديات الصحية عالمياً».
وتشمل الطرق الحالية لتمييز العدوى الفيروسية من البكتيرية استزراع العامل الممرض على أطباق مخصصة لهذا الغرض؛ وهو ما يستغرق عدة أيام، أو استخدام اختبار «تفاعل البلمرة المتسلسل» (PCR)، الذي يتطلب معرفة مسبقة بالعامل المُمرض، الذي هو موضع البحث عنه في الأساس. لذلك فإن الأطباء يصفون المضادات الحيوية في كثير من الحالات بشكل تجريبي، إذ يشير خاتري إلى أن الأطباء «سوف يعطونك مضاداً حيوياً، وإن تحسنت فأنت مصاب بعدوى بكتيرية، وإن لم تتحسن فهي عدوى فيروسية، وعندها يتم إيقاف المضاد الحيوي».
اختبار يحقق المعايير العالمية
وبفضل هذا الاختبار الذي طوّره العلماء، والذي يعتمد على التعبير الجيني، فإن الأطباء في جميع أنحاء العالم سيتمكنون الآن من التمييز بسرعة ودقة بين العدوى الفيروسية والبكتيرية، ومن ثم إيقاف استخدام المضادات الحيوية في غير موضعها.
ويعتمد الاختبار المطور بشكل أساسي على الكيفية التي يستجيب بها الجهاز المناعي للعدوى. ويعد هذا أول اختبار تشخيصي من نوعه يتم التحقق من كفاءته عبر مجموعة واسعة ومتنوعة من البشر. وقد شملت البيانات 4754 شخصاً من مختلف الأعمار من 35 دولة، هم جميعاً مصابون بعدوى معروفة.
ويعد هذا الاختبار الوحيد الذي يلبي الأهداف التي وضعتها منظمة الصحة العالمية من أجل مجابهة مشكلة مقاومة المضادات الحيوية.
ومن بين هذه الأهداف أن تكون حساسية الاختبار (القدرة على تحديد الحالات الإيجابية الفعلية بشكل صحيح) %90 على الأقل، وأن تكون نوعية الاختبار (القدرة على تمييز الحالات السلبية الفعلية بالشكل الصحيح) %80، وذلك حتى يتم تمييز العدوى الفيروسية من البكتيرية بالشكل الفعال.
وقد حقق الاختبار %90 حساسية و%90 كفاءة نوعية. وهو بذلك أول اختبار تشخيصي يلبي، بل يتجاوز، المعايير التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية.