فحص دم جديد قادر على اكتشاف «ألزهايمر»
الأربعاء، 28 ديسمبر 2022 10:01 م
يسعى العلماء إلى تطوير اختبار للدم يمكن من خلاله التشخيص المبكر لمرض ألزهايمر، دون الحاجة إلى إجراء صور دماغية باهظة الثمن، أو إحداث ثقب مؤلم في الظهر لسحب عينة من السائل النخاعي، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية. ويأمل الفريق البحثي أن تتيح الطريقة الجديدة بعد اعتمادها تشخيصًا أسرع للمرض، وبالتالي البدء في العلاج في وقت مبكر.
يعد «ألزهايمر» أكثر أشكال الخرف شيوعًا، بيد أن تشخيصه يظل صعبًا، خاصةً خلال المراحل المبكرة من المرض. وتوصي الإرشادات الحالية باكتشاف ثلاث علامات مميزة لتشخيص المرض، وتتمثل في التراكمات غير الطبيعية لبروتينات «الأميلويد» وبروتين«تاو»، بالإضافة إلى مراقبة وجود تنكس عصبي، الذي يعني الفقدان البطيء والتدريجي للخلايا العصبية في مناطق محددة من الدماغ. ويمكن الكشف عن تلك العلامات من خلال مزيج من تصوير الدماغ وتحليل السائل الدماغي النخاعي. ومع ذلك، يمكن أن يكون البزل القطني (إدخال إبرة في المسافة الفاصلة بين فقرتين قطنيتين لأخذ عينة من السائل الدماغي النخاعي) مؤلمًا، وقد يعاني الأشخاص من الصداع أو آلام الظهر بعد العملية، في حين أن تصوير الدماغ مكلف للغاية ويستغرق وقتًا طويلاً لأخذ موعد حتى في العديد من الدول المتقدمة.
وأوضح البروفيسور توماس كاريكاري، من جامعة بيتسبرغ في بنسلفانيا بالولايات المتحدة، الذي شارك في الدراسة التي نُشرت في مجلة Brain أن «الكثير من المرضى، حتى في الولايات المتحدة، لا يستطيعون الوصول إلى أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وأجهزة التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني».
ولفت إلى أن تطوير اختبار دم موثوق به يعد خطوة مهمة إلى الأمام، مضيفا: ذلك الاختبار سيكون أرخص ثمناً وأكثر أمانًا، ويمكن أن يحسن الثقة السريرية في تشخيص مرض ألزهايمر. وعلى الرغم من أن اختبارات الدم الحالية يمكن أن تكتشف بدقة التشوهات في بروتينات الأميلويد وبروتينات تاو، إلا أن اكتشاف علامات تلف الخلايا العصبية الخاصة بالدماغ كان أكثر صعوبة.
يعتمد على الأجسام المضادة
وركز كاريكاري وزملاؤه في جميع أنحاء العالم على تطوير اختبار دم يعتمد على الأجسام المضادة، الذي من شأنه الكشف عن شكل معين من بروتين تاو يسمى «تاو المشتق من الدماغ»، وهو الخاص بمرض ألزهايمر.
وقام العلماء بإجراء الاختبار على 600 مريض في مراحل مختلفة من مرض ألزهايمر، ووجدوا أن مستويات بروتين تاو في الدم مرتبطة بشكل كبير بمستويات تاو في تحليل السائل النخاعي، وبالتالي يمكن تمييز «ألزهايمر» بشكل موثوق عن الأمراض التنكسية العصبية الأخرى.
وتتوافق مستويات البروتين أيضًا بشكل وثيق مع شدة لويحات الأميلويد وتشابكات تاو في أنسجة المخ لدى الأشخاص الذين ماتوا بـ«ألزهايمر».
التحقُّق من صحة الاختبار
وستكون الخطوة التالية هي التحقق من صحة الاختبار في نطاق أوسع من المرضى، بمن في ذلك أولئك الذين ينتمون إلى خلفيات عرقية أو إثنية متنوعة، وأولئك الذين يعانون من مراحل مختلفة من فقدان الذاكرة أو أعراض الخرف المحتملة الأخرى.
ويأمل كاريكاري أيضًا في أن مراقبة مستويات تاو المستمدة من الدماغ في الدم يمكن أن تحسن من تطوير التجارب السريرية لعلاجات المرض.
مشكلة عالمية
ووفقا للتقديرات الحالية لمنظمة الصحة العالمية، فإن مرض ألزهايمر وأشكال أخرى من خرف الشيخوخة تؤثر على نحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم اليوم، وبحلول عام 2030 قد يرتفع عددهم إلى 75 مليونا، إلى جانب النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ولطالما كانت هذه المشاكل أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في دول العالم الأول.