القمة الأمريكية الأفريقية تغير وجه واشنطن: اختفاء الأجواء الاحتفالية بالكريسماس.. وارتفاع الأسعار يمنع الزائرين من التسوق
السبت، 17 ديسمبر 2022 10:00 مواشنطن- يوسف أيوب
- اختفاء الأجواء الاحتفالية بالكريسماس.. ولأول مرة تتحول العاصمة إلى ثكنة عسكرية.. وارتفاع الاسعار يمنع الزائرين من التسوق
كان الحدث الأبرز فى العاصمة واشنطن الأسبوع الماضى هو القمة الأمريكية الأفريقية الثانية بحضور 49 رئيس ورئيس حكومة أفريقى، بالإضافة إلى الداعى للقمة، الرئيس الأمريكى جو بايدن، فالمدينة الهادئة تحولت إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، فى مشهد غير مألوف لسكان وزوار العاصمة الامريكية.
الانتشار الامنى فى كل الشوارع سواء المحيطة بالبيت الأبيض أو مركز واشنطن للمؤتمرات الذى استضاف القمة، والجميع متأهب، بشكلٍ لم يسمح لأحد بالاستمتاع باحتفالات الكريسماس رغم أن شجرة الكريسماس موجودة فى العديد من الشوارع، لكن أجواء القمة فرضت على واشنطن طابعا رسميا خاصا، لم يسمح لأحد بالخروج عنه.
القمة التى عقدت لثلاثة أيام «الثلاثاء والأربعاء والخميس» الماضية، وشهدت العديد من الفعاليات وجلسات العمل النقاشية بحضور القادة الأفارقة والشباب ورجال الأعمال والمجتمع المدنى، كان من المفترض أن تحقق رواجا خاصة فى شراء الوفود والمشاركين بها للهدايا والملابس، لكن خاب أمل الكثيرين منهم، بعدما شهدت الأسعار قفزة لم يكن يتوقعها أحد من زائرى العاصمة، وهو أمر كان لافتا للجميع، فزيارة الولايات المتحدة الأمريكية تعد فرصة مناسبة للتسوق، لكن ارتفاع الأسعار اصابه بصدمة شديدة، خاصة أنها وصلت لمستويات مرتفعة وغير متوقعة، ولم يقتصر الأمر على التسوق وإنما امتد للمأكولات، وهو ما فسره عدد من الأمريكيين بتأكيدهم أن السبب يعود الى ارتفاع معدلات التضخم بشكلٍ غير مسبوق.
ووصل معدل التضخم السنوي الأمريكي، خلال شهر نوفمبر الماضي الى 7.1%، وسط توقعات بارتفاعه الى 7.5% بعد قرار مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى الأربعاء الماضى برفع أسعار الفائدة بواقع 0.5% ليتراوح الآن بين 4.25% و4.5%. ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية في الاجتماعات الأربعة الماضية (يونيو ويوليو وسبتمبر ونوفمبر)، جاء ذلك بعد زيادتين للأسعار في وقت سابق من هذا العام.
وبحسب بيانات وزارة العمل الأمريكية، ارتفع أسعار المستهلكين 0.1% خلال الشهر الماضي، بعدما تقدم 0.4% في أكتوبر، بعد توقعات بزيادة نسبتها 0.3%، وسجل الغذاء الغذاء والطاقة الارتفاع الأكبر بنسبتي 10.6%، و8.5% على التوالي وعلى أساس سنوي، في حين ارتفعت عناصر المؤشر الأخرى بنسبة 6%. كما ارتفع الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي، الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي بنسبة 0.8% في أكتوبر بعد زيادة غير معدلة 0.6% في سبتمبر بالتزامن مع نمو التضخم بأبطأ وتيرة منذ يناير في الشهر ذاته.
وقبل ثلاثة أسابيع وتحديدا فى 24 نوفمبر الماضى أعدت صحيفة «واشنطن بوست» تقريرا عن تسوق الأمريكية فى الـ «بلاك فرايدى»، أكدت خلاله أن استطلاعات الرأى تظهر أنه حتى الأمريكيين الأكثر ثراء يشعرون بالضغط، مضيفة أنهم ما زالوا يشترون، لكنهم يختارون خيارات أقل تكلفة.
وقالت الصحيفة فى تقريرها، إن الأمريكيين ذهبوا إلى مراكز التسوق والمتاجر الكبيرة للتسوق أملا في اقتناص عروض الجمعة السوداء فيما يمكن أن يكون لحظة حاسمة لتجار التجزئة، الذين يستعدون بالفعل لموسم إنفاق أكثر تباطؤا، وأضافت: «لكن يظهر المستهلكون علامات على التعب بعد مواجهة التضخم المرتفع منذ عقود في معظم فترات العام»، مشيرة إلى أن ارتفاع الأسعار في أكتوبر بنسبة 7.7 في المائة لا يزال أعلى بكثير من المستويات الطبيعية، وأقل بكثير مما توقعه المحللون.