حلول عديدة لأزمة الاعلاف المستوردة "حبيسة الأدراج".. لماذا لا يتم الاستفادة من المخلفات الزراعية؟
الأربعاء، 14 ديسمبر 2022 03:45 مإيمان محجوب
في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا، ارتفعت العديد من السلع الاستراتيجية علي المستوي العالمي والمحلي ومن هذه السلع التى أثرت علي صناعة الدواجن في مصر "الأعلاف" خاصة وأن مصر تستورد معظم احتياجتها من الخارج.
لذلك كان من الضروري لحماية بعض الصناعات المهمة ان نبحث عن بدائل محلية حتي نستطيع الخروج من الازمة خاصة أننا لدينا تجارب في استخدام قش الأرز وقش الذرة كأعلاف للمواشي، بعدما كان يتسبب حرقهم في وجود السحابة السوداء .
والمثير للدهشة أن معاهد البحوث الزراعية لديها حلول غير تقليدية وعملية لمشكلة صناعة بدائل للاعلاف المستوردة حبيسه الادراج تنتظر من يكتشفها وينفذها.
فالدكتور رضا خليل صاحب تجربة رائدة فى مجال تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها لأعلاف غير تقليدية يقول المشروع بدأ منذ 2018 فى الوادى الجديد وهو مشروع لتدوير المخلفات الزراعية لإنتاج أعلاف غير تقليدية بديل الذرة وفول الصويا.
وتم التطبيق بنسب نجاح غير متوقعة، فمن المعروف أن المخلفات الزراعية غير مستغلة وتكون عبئا على الفلاح والدولة، فكانت الفكرة تحويلها لأعلاف فتم التعاون مع المركز القومى للبحوث لكيفية الاستفادة من مخلفات خاصة تالف التمر والنوى وناتج عصر الطماطم والبرتقال وباقى أنواع الفواكه.
وتم إنشاء وحدة تجفيف وإنتاج أعلاف غير تقليدية فى مزرعة المركز فى النوبارية، وتم عمل التجارب على جميع أنواع المواشى والأغنام والدواجن وحقق نجاحا كبيرا، ووفر فى تكلفة العلفية للدواجن والمواشي.
ويضيف الدكتور رضا خليل اقترح إنشاء غرفة لصناعة الأعلاف غير التقليدية، وكذلك إنشاء بورصة لتسعير المخلفات الزراعية حتى نشجع العاملين والشباب للدخول فى هذا المجال وقتها سوف تكون الأسعار فى العلف المستورد أو المعاد تدويره أقل بنسبة ٥٠%.
ويؤكد الدكتور تامر منصور الباحث فى معهد البحوث الزراعية أن: العديد الدراسات التى قام بها باحثون من المعهد القومى للبحوث الزراعية أن العديد من المخلفات الزراعية مثل التبن، وحطب الذرة ، وحطب القطن، وعروش النباتات، ومخلفات قصب السكر لها قدرة على أن تصبح أعلافا بديلة للحيوانات وإن كانت قليلة العناصر الغذائية إذا تم استخدامها فى شكلها الخام فى تغذية الحيوانات، لذا يجب استخدام التقنيات الحديثة التى توصل لها الباحثون فى رفع القيمة الغذائية لهذه المخلفات بإضافة بعض المواد المكلمة غذائيا مثل اليوريا، والحقن بغاز الأمونيا، وإضافة المولاس للمخلفات وكلها ستحقق القيمة الغذائية المطلوبة.
ويقول الدكتور محمد بكر مدرس تغذية الحيوان وتكنولوجيا تصنيع الأعلاف بكلية الزراعة جامعة القاهرة يواجه قطاع الإنتاج الحيوانى والداجنى خلال السنوات الأخيرة العديد من التحديات العالمية التى تسبب انخفاض ربحيته لعدة أسباب، منها التغيرات المناخية وتأثيرها، وكذلك الصراع بين روسيا وأوكرانيا أثر سلبا وساعد فى ارتفاع أسعار الحبوب و«الاكساب» عالمياً لأنهما يشاركان بنسبة 53% من تجارة زيت دوار الشمس والبذور ما يعنى إنتاج الزيت والاكساب (مصدر البروتين) الهامة فى علائق الماشية بأنواعها المختلفة حيث كانت تكاليف التغذية تمثل سابقا من 50 إلى 60% من التكاليف المتغيرة فى مشاريع الإنتاج الحيوانى لكن مع المستجدات الجديدة ارتفعت النسبة إلى ما يزيد على 80% من التكاليف، لذلك كان لابد من البحث عن بعض بدائل لتلك الخامة العلفية الهامة بشرط أن يكون البديل متاحاً محلياً وأرخص سعراً.
فجاءت النتائج البحثية بضرورة زراعة بدائل عن طريق الزراعة التعاقدية مع المزارعين، حيث أمكن استبدال الذرة الصفراء بالذرة الشامية (الذرة البيضاء المحلية) والذرة الصفراء المحلية والذرة الرفيعة (السورجم) والشعير مع مراعاة القيمة الغذائية لهذه الخامات التى عادلت بل وتفوقت أحيانا على الذرة المستوردة خاصة وأنه تم معاملتها أثناء وبعد الحصاد بشكل مناسب.
أما الحل الأمثل لمشكلة الأعلاف وارتفاع أسعارها كما يقول الدكتور رضا الشحات، أستاذ الميكروبيولوجى بمعهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية فهو نبات "الأزولا" وهو نبات سرخسى صغير يعيش طافياً على سطح المياه العذبة، ولم يكن موجوداً فى مصر قبل 40 عاماً.
فنبات الأزولا يرتبط بنوع من الطحالب التى تتعايش معه ويعمل على تثبيت الأزوت الجوى، لذلك يحتوى على نسبة تتراوح بين 35 و40% من البروتين، وتُستخدم تلك النباتات فى أعلاف الدواجن بنسبة تصل إلى 50% مع معدل نمو طبيعى، ويمكن أن تتغذى عليها الدواجن، سواء كانت خضراء أو بعد تجفيفها وترطيبها قليلاً بالماء. كما يمكن استخدام الأزولا كعلف للدجاج الأبيض والأرانب والأسماك.