انفتاح عربي على العالم.. مصر والسعودية ظهير قوي للأمن القومي والقمة الصينية أحدث النجاحات
الجمعة، 09 ديسمبر 2022 05:54 م
تنعقد 3 قمم عربية صينية في العاصمة الرياض، خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 10 ديسمبر الجاري، بحضور 30 قائد دولة ومنظمة دولية، برئاسة العاهل السعودي وولي عهده والرئيس الصيني.
ويعد ذلك انفتاحا عربيا جديدا على العالم، لمناقشة سبل تعزيز العلاقات المشتركة في المجالات كافة، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي.
تحرص مصر دائماً على مواصلة التعاون والتشاور مع الأشقاء العرب، ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي شئون البلاد، وهو دائماً ما يقوم بزيارات خارجية أو يستقبل وفوداً عربية في إطار دعم أواصل التعاون مع الدول الشقيقة، ولعل خير دليلاً على ذلك العلاقات المصرية - السعودية.
رغم العلاقة الممتدة بين القاهرة والرياض عبر التاريخ، إلا إنها ازدادت في السنوات الأخيرة، فعلى الصعيد السياسي يُعد التنسيق الكامل والتشاور الدائم هما سمة العلاقات بين البلدين بهدف مواجهة كل ملفات المنطقة وأزماتها وكل ما يتعلق بها من تهديدات وتحديدات.
العلاقات المصرية - السعودية أيضاً كانت وما زالت نموذجاً عربياً يحتذى به في مجال العلاقات الدولية، إذ تجمع القاهرة والرياض شركات استراتيجية في ملفات سياسية واقتصادية وأمنية لتصبح السمة الرئيسية لتلك الشراكة هي تطابق الرؤى بين البلدين، من أجل أمن واستقرار المنطقة.
العالم العربي كنظام إقليمي يعي جيدا حجم الدور الذي تلعبه كلٌ من مصر والسعودية لتوحيد الموقف العربي لمواجهة التحديات والأزمات الطارئة خاصة في أعقاب ما يشهده العالم حالياً من متغيرات، وتصاعداً لوتيرة الأحداث منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية التي تُغير ما بين حين والأخر شكل العلاقات بين الدول، بل شكل النظام الدولي بأكمله، فالسعودية طرف هام في الدائرة العربية ولمصر دوراً محورياً فيها.
ظلت مصر على مدى عقود طويلة وإلى الأن مركز الثقل في المنطقة العربية، وقلب العروبة النابض المُنشغل بقضايا المنطقة وهمومها، والسعودية تلعب دوراً إقليمياً قوياً انطلاقا من حجمها الاقتصادي والسياسي، فكلاهما ظهيرا مترابط لا ينفصل للأمن القومي العربي، حيث أن التحالف المتوازن بين مصر والسعودية يقوم على رفض كل التدخلات الإقليمية في شؤون الدول العربية، وستبقي تلك العلاقات بين البلدين مستمدة ثباتها من تاريخ طويل جمعهما.
التلاقي المصري - السعودي هو تكامل أدوار لأكبر قوى عربية وإقليمية فاعلة في المنطقة، ربطه تاريخ طويل مستمر ومتطور، ما يعكس نتائج إيجابية لحل القضايا العربية ومشاكل دول المنطقة بداية من القضية الفلسطينية والتطورات السياسية والإنسانية باليمن، الأوضاع في دولة العراق ومحاولات البلدين لحفظ الأمن الاستقرار فيها، مروراً بالموقف من الملف السوداني ودعمهما لإنجاح المرحلة الانتقالية، ودورهما في الحفاظ على عروبة لبنان وأمنة، ونفس الموقف في الملفين السوري والليبي والجهود التي لا تتوقف من القاهرة والرياض للتوصل إلى حل سياسي "ليبي ليبي".
أما عن الزيارات المتبادلة بين البلدين ستظل تعكس عمق الترابط، والإرادة السياسية في تقويتها، فمصر والمملكة تعملاً جنباً إلى جنب لبسط دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة في مواجهة التدخلات التخريبية، فضلاً عن التنسيق المشترك تجاه القضايا الإقليمية والعالمية إيماناً من البلدين بوحدة الهدف والمصير.