حكاية أجدع 30 كفيفا فى سيناء.. كونوا فريق "أصحاب البصيرة" بهدف مساعدة بعضهم والمجتمع من حولهم.. ويقدمون مبادرات لخدمة الناس.. فيديو وصور
الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022 12:00 ص
نجح 30 كفيفا من أبناء شمال سيناء فى تحدى الظلام حولهم بالتقارب من بعضهم البعض وتكوين فريق يجمعهم، أطلقوا عليه اسم "أصحاب البصيرة"، يجمعهم لقاء أسبوعى خلاله يتدارسون مساعدة بعضهم البعض والاحتفال بما يحققونه من نجاح، يضاف إلى هذا مشاركتهم المجتمع من حولهم وتقديم مساعدتهم للآخرين وحضورهم ومشاركتهم المناسبات الوطنية وتنفيذ عدد من مبادرات خدمة المجتمع.
قال أحمد على، أحد أعضاء الفريق من الشباب أنهم انطلقوا فى عام 2018 بمساعدة متطوعين فى تشكيل فريق يجمعهم أطلقوا عليه اسم، وكان الهدف أن يكون الكفيف فى شمال سيناء مشارك للمجتمع وليس منعزلا، وأن يكون فى اتحاد المكفوفين قوة.
اضاف، انهم من خلال فريقهم، يبحثون كل ما يمكن أن يساعدون به بعضهم البعض، فضلا عن الحضور والمشاركة المجتمعية لافتا أن من ابرز ما أنجزوه تنفيذ مبادرات اجتماعية بالتنسيق مع الجهات الحكومية والجهات الأهلية، وبناء شراكات مع المؤسسات المجتمعية فى الاحتفال بالمناسبات المحلية والدولية الخاصة بذوى الإحتياجات الخاصة، وتعليم وتدريب البنات المكفوفات وضعاف البصر المهارات المنزلية المختلفة.
كما تم تنفيذ مبادرات منوعة منها بينها مبادرات الشيف الكفيف، وتعليم المكفوفين وضعاف البصر مهارات القراءة والكتابة بلغة برايل و مبادرة علمنى كفيف، مزاولة بعض الأنشطة والمسابقات الرياضية والفنية والثقافية والترفيهية، وكنوز بصيرة وزيارة الاحبة، هى دى أمي، إفطار مار، سفرة هنية، لقاء مسؤول، منا والينا، فرحة العيد، عيش على شاطئ العريش، كشافة من غير عيون، أصم وكفيف ايد واحده، أهل الرضا، صاحبات الكفاح، أصحاب العصا البيضاء، أصحاب الشرطة، أصحاب القرآن، أصحاب التميز، أصحاب النصر،أصحاب النجاح ،أصحاب الوفاء"، وزيارات ورحلات كان منها زيارة هيئة قناة السويس وزيارة مدينة شرم الشيخ .
وتابع أن فريقهم بدأ بعدد قليل حتى وصل ل30 شخصا من أعمار مختلفة ومن كافة مدن وقرى محافظة شمال سيناء، ولا يزال العدد فى زيادة حيث انهم مع كل مشاركة مجتمعية وحضور وعندما يتعرفون على كفيف اوكفيفة لا يعرف نشاطم يتم دعوته للانضمام إليهم.
وتابع الحديث "يوسف محمد عبدالعال"، وعمره 13 سنة، وهو أحد المتميزين فى تلاوة القرآن الكريم والإنشاد الدينى، بقوله انهم يجمعهم لقاء اسبوعى كل يوم سبت يطلقون عليه اسم " لقاء الأحبة"، واستطرد بقوله " احنا دايما موجودين مع بعض فى الخير موجودين وفى الاحزان موجودين بنشارك بعض فى كل حاجه وان شاء الله فى الجنة موجودين مع بعض ".
وأوضح انه إلى جانب أنهم حريصين أن يقفوا إلى جانب بعضهم فى افراحهم واحزانهم فأنهم خلال لقاء يوم السبت الذى يجمعهم يحرصون على الاحتفال بمناسباتهم السعيدة والاستماع لبعض حول اى منغصات او عقبات تواجه أحد من بينهم.
وأشارت "مروة الشريف" من أعضاء الفريق، أنهم يجمعهم جروب على واتس اب لتسهيل عملية التواصل، ويتم فيما بينهم ترشيح مكان للقاء، والتحرك له اما بواسطة متطوعين، او من خلال مصاحبة بعضنا البعض او الاستعانة بأحد افراد العائلة او الاصدقاء للوصول للمكان.
وتابعت انهم يحتفلون بمناسباتهم ببساطة شديدة حيث يحضر كل مشارك ما يستطيع أن يأتى به للمشاركة اذا كانت المناسبة مفرحة كعيد ميلاد او نجاح او تخرج او تكريم.
واشار محمد نجيب طالب بكلية التربية وهو من بين عددا من أصدقاء الفريق المتطوعين الذين يعملوا على مساعدتهم إلى انه انضم للفريق متطوعا منذ عامين، ووجد ما كان يبحث عنه من الراحة النفسية فى تقديم خدمة لهم .
اضاف انه وجدهم من انقى الناس قلوبا وتكاتفا ومحبة لبعضهم ولكل الناس فضلا عن عزيمتهم الشديدة على حب الخير وتفضيل مساعدتهم للناس على مساعدتهم لأنفسهم .
ومن بين أعضاء الفريق الطالبتين التوأم الاء ودينا عصام نخلة، واكدتا انهن بدأنا مع الفريق وهن فى مرحلة الطفولة وكان لمشاركتهن اثر كبير عليهن حيث خرجن من دائرة الانطواء للمجتمع، وانهن اصبحن يجدن مهارات دقيقة جدا من نوعها من بينها تشكيل مشغولات بالخرز، والغناء والانشاد، وكل هذه المواهب يقمن بعرضها فى كل المناسبات التى يشارك فيها الفريق وتلاقى استحسان واعجاب كل من يشاهدها.
واجمع المشاركون فى الفريق من المكفوفين على رغبتهم أن تتاح لهم فرصة رحلات لزيارة كل محافظات مصر التعرف عليها، وأن تتاح لهم فرص عرض تجربتهم أمام كل شباب مصر وخصوصا فاقدى البصر لتتاح لهم فرصة الاستفادة منها فى تحدى كل صعب.
قال عبدالكريم الشاعر، الأستاذ بكلية التربية بجامعة العريش الذى كان له دور ولايزال يواصله فى جمع المكفوفين وتشجيعهم للتقارب وان يكون لهم دور فى مشاركة المجتمع حتى انهم اطلقوا عليه الأب الروحى لهم، " أن الفريق يضم شباب وكبار سن وأطفال بينهم من هو فاقد بصره كليا او جزئيا وجميعهم أصحاب بصيرة نافذة "، والهدف التأكيد أن المعاق ليس معاق الجسد، وتوصيل رسالة انهم أقوياء يملكون الإرادة لتحقيق حياة كريمة ليس لهم فقط ولكن لكل من حولهم ويملكون قدرة مساعدة غيرهم .
وأشار إلى أنه من خلال هذا الفريق تم تحقيق أهداف تجمعهم وأهمها تطوير سلوكياتهم وإيجاد بديل عن الاعتماد على الآخرين وأخذ المساعدات منهم إلى العطاء وتقديم المساعدات للآخرين.