صحف العالم: قرارات مؤتمر المناخ نقطة تحول لتحقيق العدالة المناخية وكسرت سد الرفض

السبت، 26 نوفمبر 2022 10:00 م
صحف العالم: قرارات مؤتمر المناخ نقطة تحول لتحقيق العدالة المناخية وكسرت سد الرفض

الأسبوع الماضى كان فارقاً في الصحافة العالمية، التي لم تشيد فقد بالنتائج التي توصل إليها مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، وإنما أكدت أيضاً النجاح المصرى في إدارة العملية التفاوضية، وصولاً إلى التوصل لأهم القرارات التي صدرت عن محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ منذ بدايتها قبل 30 عامًا.
 
ووصفت الصحف العالمية التوصل إلى اتفاق بإنشاء صندوق الخسائر والأضرار بأنه انجاز حققته الرئاسة المصرية للمؤتمر، بداية من تضمين قضية "الخسائر والأضرار" لأول مرة في جدول الأعمال حتى أصبحت محور المناقشات، على الرغم من اعتراض الدول الغنية على هذا الأمر مرات عديدة. 

واشنطن بوست الأمريكية: سدا قد انكسر
"التاريخ الحديث لدبلوماسية المناخ حافل بالاشتباكات الجيوسياسية، والعهود الرائعة التي لم يتم الوفاء بها وعلى الرغم من كل ذلك تمكن مؤتمر المناخ في مصر من إحراز التقدم".. هكذا علقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، على مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ cop27، مؤكدة أنه تمكن من إحراز قدر ملحوظ من التقدم فى مواجهة الاشتباكات الجيوسياسية. إذ وضع المفاوضون العالميون هيكلا للمحادثات والالتزامات بما يمثل أفضل فرصة للحد من الدمار المناخى.
 
وقالت الصحيفة أنه خلال المؤتمر تجاوز المفاوضين موعدهم النهائي، وسط انتشار تكهنات بأن المحادثات ستنهار، غير أن المندوبين خرجوا باتفاق اللحظة الأخيرة. ومع ذلك، فإن هذا يترك سببا يدعو للقلق بشأن مستقبل عملية الأمم المتحدة بأكملها، لافتة إلى أنه في شرم الشيخ، ضغطت الدول الفقيرة -التي تتحمل العبء الأكبر من آثار تغير المناخ ولكنها غير مسؤولة عمليا عن أي من الانبعاثات المسببة له- على الدول الغنية للحصول على التعويض، مؤكدة أن البلدان الغنية بالفعل مقصرة في الوفاء بالتزامها السابق بإنفاق 100 مليار دولار سنويا لمساعدة البلدان الفقيرة على كبح جماح الانبعاثات التي تتسبب فيها والتكيف مع تغير المناخ. ولا شك في أنه ينبغي عليهم إنفاق المزيد والاستفادة من هذه الأموال لجذب الأموال الخاصة - على سبيل المثال، من خلال الاستثمار بما يكفي في مشاريع طاقة نظيفة محددة بحيث يجتذبون مستثمرين من القطاع الخاص لتقديم البقية.
 
وشددت "واشنطن بوست" على إن الاتفاق الذى تم التوصل إليه بإنشاء صندوق الخسائر والأضرار يمثل انتصارا هائلا للنصف الجنوبى من الكرة الأرضية ولأنصار محادثات المناخ العالمية، ونقلت عن "جين سو"، رئيس ائتلاف شبكة العمل المناخى الدولية قولها إن الاتفاق يمثل إنجازا مذهلا، وتجسيد للحشد المذهل للدول الضعيفة والمجتمع المدنى، وقال إن سدا قد انكسر.
 
وتناولت الصحيفة الأمريكية جزئية في غاية الأهمية، والمتعلقة بقدرة رئاسة cop27 في التأثير على الإدارة الأمريكية، وقالت إن توصل القادة إلى اتفاق بشأن صندوق الخسائر والأضرار يمثل تحولا كبير للقادة الأمريكيين، الذين طالما خشوا أن مثل هذه الأموال يمكن أن تجعل البلاد عرضة لمبالغ هائلة، نظرا لمساهمة الولايات المتحدة التاريخية الهائلة فى الانبعاثات، إلا أن إدارة بايدن ربما لم تعد تقاوم فى ظل الإدانة العالمية الممكنة في مؤتمر المناخ.
 
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن cop27 كان انعكاساً لعالم كانت فيه طموحات العمل المناخي تقف في مواجهة معوقات أكثر مما كانت عليه في السنوات الماضية، حيث تواجه البلدان تداعيات الحرب في أوكرانيا والركود وأزمة الطاقة العالمية، في بعض الأحيان كانت مصر البلد المضيف تكافح من أجل حشد الوفود المختلفة وإبقاء المحادثات في موعدها.

جارديان البريطانية: نقطة تحول ونتيجة مهمة للغاية
رصدت صحيفة الجارديان البريطانية احتفاء قادة المحيط الهادئ ونشطاء المناخ بإنشاء آلية تمويل الخسائر والأضرار في cop27، وسط إشادات بالرئاسة المصرية للمؤتمر في تأمين النتائج، وقالت إن الصندوق الذي سيوفر المساعدة المالية للدول الفقيرة المنكوبة بكوارث المناخ، كان من بين أحد الطلبات الرئيسية لدول المحيط الهادئ التي تعد من بين أكثر الدول عرضة لتأثيرات أزمة المناخ لعقود خلال مفاوضات المناخ، وأثيرت هذه القضية لأول مرة منذ أكثر من 30 عاما من جانب جمهورية فانواتو، والتي صنفتها الأمم المتحدة على أنها الدولة الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية، وبعد الإعلان عن الصندوق احتفل قادة ونشطاء المحيط الهادئ، لكنهم حذروا أيضا -في الوقت ذاته- من أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات أكثر جوهرية للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1,5 درجة مئوية، فقد تختفي جزر برمتها.
 
ونقلت الصحيفة البريطانية عن منسق السياسات الإقليمية لشبكة العمل المناخي لجزر المحيط الهادئ لافيتانالاجي سيرو إشادته بالرئاسة المصرية في تأمين هذه النتيجة، مثنيا على عمل تحالف الدول الجزرية الصغيرة ومجموعة الـ77 والصين، وقال "إن نتيجة (cop27) أظهرت قوة الناس عندما طالبوا بلا هوادة بالعدالة والإنصاف".
 
كما نقلت عن سيوبهان ماكدونيل، وهي مفاوضة الخسائر والأضرار في المحيط الهادئ، التي صاغت الاقتراح الذي أسفر عن اتفاقية الخسائر والأضرار، تأكيدها أن إنشاء آلية مالية للخسائر والأضرار "نتيجة مهمة للغاية"، وأضافت "لقد مر 31 عاما من قيادة منطقة المحيط الهادئ في هذا المجال".
 
وقالت الصحيفة البريطانية إن التوصل لاتفاق "تاريخى" في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ تم الترحيب به باعتباره نقطة تحول محتملة تعترف بأوجه عدم المساواة الهائلة في أزمة المناخ.
 
وقال محرر الشئون البيئية فى "الجارديان" داميان كارينجتون، إن قرار قمة شرم الشيخ ينص على أن "دول العالم تدعو المساهمين في بنوك التنمية المتعددة الأطراف والمؤسسات المالية الدولية إلى إعادة هيكلة الممارسات والأولويات، ومواءمة التمويل وتوسيع نطاقه، كما تشجع بنوك التنمية متعددة الأطراف على تحديد رؤية جديدة مناسبة بهدف معالجة حالة الطوارئ المناخية العالمية"، موضحاً أن هذا البند بالغ الأهمية؛ لأن تلك الإصلاحات والهيكلة يمكن أن توفر مستويات أعلى بكثير من التمويل، مضيفا أن دعوة قمة شرم الشيخ ترفع من حدة الضغوط التي تمارسها البلدان النامية وكذلك الدول الغنية، مشيرا إلى أن كل الدول تطالب باتخاذ إجراءات سريعة بحلول ربيع عام 2023.
 
ولفت كارينجتون إلى أنه من ضمن الإصلاحات واسعة النطاق التي تضمنتها قمة المناخ، الاستثمار المشترك مع القطاع الخاص لخفض الفائدة بشكل كبير على قروض مصادر الطاقة المتجددة، وهو عائق رئيسي في الدول النامية، بجانب إصلاح آخر يتمثل في نشر "حقوق السحب الخاصة" على نطاق واسع، وهو نوع من صناديق التمويل التي ينشئها صندوق النقد الدولي، والأهم من ذلك أن مؤتمر (COP27) دعا بنوك التنمية متعددة الأطراف إلى مراعاة أعباء الديون المرتفعة التي تتحملها بالفعل العديد من الدول الفقيرة.

"جلوبو 1" البرازيلية: انتصار للدول النامية
علقت صحيفة "جلوبو 1" البرازيلية، على نتائج cop27 بقولها أنها "انتصار للدول الفقيرة للتغلب على آثار تغير المناخ"، مشيرة إلى أن ممثلى الحكومات من أكثر من 190 دولة اتفقوا على انشاء صندوق من شأنه أن يدفع ثمن الاضرار المتعلقة بتغير المناخ فى البلدان المعرضة للخطر، وهو ما يعد انتصار للدول الفقيرة، التي كانت تضغط من أجل التغيير منذ سنوات، حيث قاومت الاقتصادات المتقدمة، المسؤولة عن معظم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، الموازنة دائمًا خوفًا من أن يؤدي سداد المدفوعات إلى تعريضها لدعاوى قضائية، سواء من الحكومات أو الشركات.
 
وقالت الصحيفة أنه في السابق، كان التوقع هو أن التخفيف من الضرر سيأتي من منظمات الطوارئ المناخية الحالية، ففي عام 2009، تعهدت البلدان المتقدمة بأن تبدأ في عام 2020 بصرف 100 مليار دولار أمريكي سنويًا لمساعدة البلدان الفقيرة على التكيف مع تغير المناخ وتقليل انبعاثاتها، مع بدء تحول الطاقة، وينبغي زيادة قيمة 100 مليار دولار أمريكي، والتي لم تكتمل بعد، من حيث المبدأ، اعتبارًا من عام 2025.

"تليجراف إنديا" الهندية: إنجازا تاريخيا 
قالت صحيفة " تليجراف إنديا" الهندية، أن المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بشرم الشيخ، حقق إنجازا تاريخيا من خلال اتخاذ قرار بإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار التي تتكبدها الدول النامية جراء التغير المناخي، موضحة أن خبراء المناخ في الهند رحبوا بهذا الاتفاق خاصة أنه يمثل شهادة على مثابرة الدول المعرضة لتغير المناخ وطلقة تحذير للمتسببين بالتلوث بأنهم لم يعودوا قادرين على الهروب.
 
وأشارت الصحيفة الهندية إلى أن نجاح المحادثات كان يتوقف على إنشاء مثل هذا الصندوق، والذي اقترحته مجموعة الـ77 والصين (الهند جزء من هذه المجموعة)، وأقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة، حيث قالت الدول الضعيفة إنها لن تترك cop27 بدون تسهيلات تمويل الخسائر والأضرار، ونقلت عن عن أولكا كيلكار، الخبيرة الاقتصادية في بنجالورو التي تترأس برنامج المناخ الهندي لمعهد الموارد العالمية، قولها إن صندوق الخسائر والأضرار الجديد شهادة على مثابرة البلدان المعرضة لتغير المناخ ومجموعات المجتمع المدني، فيما قال آرتي خوسلا، مدير اتجاهات المناخ: "سيتم تذكر مؤتمر شرم الشيخ بسبب الاتفاق على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، والذي يتحدث عن حجم أزمة المناخ التي نحن فيها".

أسوشيتدبرس الأمريكية: حققنا أخيرًا العدالة المناخية 
في تقرير احتفائى قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية قالت إنه لأول مرة تقرر دول العالم المساعدة فى دفع ثمن الضرر الذى وقع على الدول الفقيرة جراء رفع درجة حرارة العالم، واصفة تأسيس صندوق لتمويل الخسائر والأضرار بأنه انتصار كبير للدول الفقيرة التى طالما دعت إلى الأموال، والتى رأتها فى بعض الأحيان تعويضا لأنهم كانوا غالبا ضحايا الفيضانات وموجات الحرارة والجفاف والمجاعة والعواصف التى تفاقمت بسبب تغير المناخ على الرغم من أن مساهمتهم قليلة فى التلوث الذى رفع درجة حرارة الكوكب.
 
وقال سيف باينيو، وزير المالية في توفالو: "بعد ثلاثة عقود طويلة حققنا أخيرًا العدالة المناخية. لقد استجبنا أخيرًا لنداء مئات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم لمساعدتهم على معالجة الخسائر والأضرار".

"انفوباى" الأرجنتينية: مصر نجحت
اعتبرت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية التوصل لاتفاق لإنشاء صندوق الخسائر والاضرار، وخفض انبعاثات غاز الميثان، أهم مظاهر نجاح قدمتها مصر للعالم من خلال cop27، خاصة أن cop26 فشل في هذا الامر سابقا.
 
وقالت الصحيفة الأرجنتينية إن الميثان هو ثاني أكبر مساهم بشري في ظاهرة الاحتباس الحراري، بعد ثاني أكسيد الكربون، وهذا بسبب إمكاناته الهائلة في الاحتباس الحراري، فعلى مدار 100 عام، يكون الميثان، لكل طن، أقوى بثلاثين مرة من غازات الاحتباس الحراري من ثاني أكسيد الكربون. عندما يتم إطلاق هذا الغاز من خلال النشاط البشري - منصات النفط أو مناجم الفحم أو حظائر الماشية أو مقالب القمامة - يمكن جعله أقل ضررًا عن طريق حرقه ، وبالتالي تحويله إلى ثاني أكسيد الكربون.

"ذا كابل" النيجيرية: التاريخ بدأ في شرم الشيخ
قالت صحيفة "ذا كابل" النيجيرية إن مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "كوب27" الذى استضافته مصر كان مؤتمرا تاريخيا، لافتة إلى أن المؤتمر لم ينجح في تضخيم أصوات الفئات الأكثر ضعفا فحسب، لكن أوجد كذلك مساحة بحيث يمكن رؤية عملهم وتمويله.

"عمان" العمانية: نجاح مستمر
قالت صحيفة "عمان" العمانية، إن إنشاء الصندوق يؤكد نجاح المؤتمر حتى وإن كان إقرار إنشاء الصندوق شيئا والمساهمة الحقيقية فيه هي شيء آخر، إلا أن هذا لا يقلل من أهمية القرار، مشيرة إلى أن الخسائر والأضرار التي تحدث عنها المؤتمر هي التكاليف التي تسببت فيها الظواهر المناخية خلال السنوات الماضية، والتي تتمثل بشكل أساسي في الفيضانات وكذلك الأعاصير والجفاف وارتفاع درجات الحرارة إلى درجات قياسية، وسيكون تمويل هذه الخسائر عبر تغطية تكاليف الظواهر المناخية التي لا تستطيع الدول تجنبها مثل الإعصار الذي حدث في باكستان على سبيل المثال ودمر بنيتها الأساسية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة