COP 27
الأحد، 20 نوفمبر 2022 08:41 م
نجاح مصر في استضافة قمة مؤتمر المناخ الـ27 التي أقيمت في مدينة شرم الشيخ أثبت مما لا يدع مجالا للشك أن مصر تستطيع بسواعد وعقول أبناءها وبقيادة حكومتها الداعمة أن تحقق ما تصبوا إليه أياً كان .
استضافة مصر لمؤتمر المناخ في حد ذاته يعد مكسبا سياسيا كبيرا يؤكد أن العالم يحترم مصر ويثق في قدراتها ويعلم دورها الهام في المنطقة .
وبعد انتهاء المؤتمر ونجاحه نستطيع أن نؤكد على أن مصر أثبتت وبشهادة الزعماء والمشاركين ووسائل الإعلام الدولية المختلفة أنها محل لتلك الثقة، فقد استطاعت تنظيم المؤتمر وتأمين واستيعاب تلك الأعداد الكبيرة من الوفود الحاضرين من شتى بقاع الأرض بنجاح تام، كما أن اهتمام كبار قادة وزعماء العالم بالمشاركة في القمة إنما يدل على ثقتهم في أمن وأمان مصر وتقديرهم لقيمتها ودورها المحوري .
وقد شاهدنا بأعيننا لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالزعماء والمسؤولين الذين اهتموا بالحضور والمشاركة وعلى رأسهم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والذي أكد على دور مصر الهام والمحوري في المنطقة وقوله في كلمته "أن مصر أم الدنيا استطاعت أن تجمع قادة العالم على أرضها"، كما تابعنا لقاءات سيادته مع رئيس وزراء بريطانيا الذي حرص على الحضور، وتعد زيارته لمصر هي أولى زياراته الخارجية منذ توليه لمنصبه، وشاهدنا صور اللقاء الودي الذي جمع الرئيس السيسى بنانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي وهو ما يدحض ما يثار حول توتر العلاقات المصرية الأمريكية .
وتأكيداً على نجاح مصر في استضافة المؤتمر تم الاتفاق على أن تستضيف مصر أولى اجتماعات اللجنة الاستشارية الروسية الأمريكية بشأن معاهدة "ستارت" للأسلحة النووية في الفترة من 29 نوفمبر الجاري حتى 6 ديسمبر، وهو ما يعد نجاحا سياسيا لمصر باعتبارها دولة محايدة، بعد أن انضمت جنيف - التي كانت تستضيف تلك المحادثات - للعقوبات الغربية ضد موسكو ، ويؤكد أيضا على تقدير الدول الكبرى للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعلاقاته المتميزة مع جميع الأطراف الدولية ، فقد استطاع بحكمته وخبرته ورؤيته السياسية أن يوازن علاقات مصر الخارحية دون خسارة طرف من الأطراف وهو ما جعلها لاعب أساسي وفعال في الأحداث والأزمات الدولية .
وعلى هامش المؤتمر عقدت مصر العديد من الاتفاقيات الكبرى الخاصة باستثمارات عالمية بمليارات الدولارات لإنشاء مشروعات الطاقة النظيفة على أرض مصر ، وهو ما يعد انطلاقة هامة تجعل من مصر مركزا دوليا للطاقة الخضراء .
وبنظرة موضوعية وتحليل منطقي، نستطيع أن نصل إلى نتيجة هامة جدا وهي أن مصر تسير على المسار الصحيح ، فكل تلك الاستثمارات الخارجية تؤكد على ثقة العالم في المناخ الاقتصادي المصري ، وعلى أنها دولة مستقرة وليست كما يدعي البعض أنها على حافة الانهيار، فلا يعقل أبدا أن تضخ دول ومستثمرين هذا الكم الهائل من الأموال لتمويل استثمارات ومشروعات في دولة غير مستقرة اقتصاديا وسياسيا ، كما أن ثقتهم في نجاح خططهم الاستثمارية في هذه المجالات في مصر تحديدا لم تأتي من فراغ ، بل هي نتيجة للجهود التي بذلتها مصر مؤخرا في مشروعات الطاقة النظيفة ، مثل انشاء لمحطة بنبان للطاقة الشمسية ، وتطوير برنامج الهيدروجين الأخضر وتحقيق نجاح مذهل في هذا المجال وافتتاح أول مصنع له بالعين السخنة ، بالإضافة إلى مشروعات طاقة الرياح ، كما أن تطوير مدينة شرم الشيخ وتحويلها لمدينة خضراء ، جعلها نموذجا مصريا لما يتطلع إليه العالم مستقبلا .
إن ثقة العالم في مصر بهذا القدر، والبدء في الشراكات الاقتصادية الكبيرة معها يعطي إشارة اطمئنان للمواطنين، ويرسل رسالة إيجابية تؤكد لهم نجاح الخطوات التي تقوم بها قيادتهم وحكومتهم لتحقيق مصلحة وطنهم ، وتجعل النظرة لمستقبل مصر السياسي والاقتصادي والأمني نظرة أمل وتفاؤل بأن القادم أفضل .